سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اتفاقية أضنة.. بين الماضي والحاضر

دجوار أحمد أغا_

العلاقات بين الدول، تقوم على عقد اتفاقات جوار، أو مبادلات تجارية، تسعى من خلالها إلى تقدم حضاري أو ثقافي، أو لإيجاد حل لمشاكل عالقة سببتها خصومات ونزاعات قديمة، لكن الدولة التركية بعصرها القوموي والعنصري عمدت إلى عقد اتفاقات ومعاهدات بغية احتلال أرض، وملاحقة الشعوب الآمنة في أوطانها، وهذا ما فعلته في اتفاقياتها مع عديد من الدول.
تلجأ الحكومات الدكتاتورية وغير الشرعية على الدوام، إلى حماية نفسها عن طريق عقد اتفاقات أمنية وعسكرية، وسياسية أولاً مع الدول الاستعمارية، التي أوجدتها وصنعت لها وجوداً وشرعية، وثانياً مع الحكومات القمعية والمستبدة المجاورة. هذا الأمر ينطبق على الدول الاستبدادية، التي لا تستمد شرعيتها من شعبها عبر انتخابات ديمقراطية وحرة ونزيهة، بل على العكس من ذلك، يتم تعينها من الدول الاستعمارية المحتلة لتلك البلاد بعد خروجها وعلى أساس الحصول على الاستقلال، الأمر الذي يبقى شكلياً.
غالباً ما تكون هذه الاتفاقيات أمنية وعسكرية بحيث يتبادل الطرفان المعلومات الأمنية عن المعارضين إلى جانب السماح للأجهزة الأمنية بمتابعة وملاحقة المعارضين داخل أراضي البعض منها، حسب الاتفاق الذي يتم عليه.
السلطنة العثمانية والانتداب
جميعنا يعلم أن الجمهورية التركية هي وريثة السلطنة العثمانية، هذه السلطنة التي استغلت الدين الإسلامي وقامت بغزو الكثير من الدول، والشعوب تحت اسم “فتوحات إسلامية”، بينما في حقيقة الأمر كان احتلالاً. بعد انهيار السلطنة واعتبارها “الرجل المريض” تم تقاسم تركيا بين الدول الاستعمارية الرئيسية (بريطانيا -فرنسا) حيث قسموا المنطقة إلى مناطق نفوذ حمراء وصفراء، وخضراء وفق اتفاقية سايكس بيكو 1916 من ثم أسسوا دولاً، ووضعوا أنفسهم منتدبين عليها.
الشعوب لم تقبل بالانتداب وقامت بالثورة ضد السلطات المنتدبة، فما كان من تلك السلطات إلا أن احتلت البلاد وقامت بتعين حكومات تابعة لها في الحكم شكلياً. حصل هذه الأمر مع الدول العربية، التي كانت محتلة لخمسة قرون من العثمانيين، وأصبحت محتلة من جانب الاستعمار الأوروبي الحديث، تحت مسمى الانتداب (إيطاليا على ليبيا، بريطانيا على مصر، العراق، السودان. وفرنسا على سوريا، لبنان، الجزائر، المغرب).
Turkey’s President Recep Tayyip Erdogan holds up a map as he addresses the 74th session of the United Nations General Assembly at U.N. headquarters in New York City, New York, U.S., September 24, 2019. REUTERS/Brendan Mcdermid
تركيا الحديثة 
بعد انهيار السلطنة وعقد معاهدة سيفر 1920 والتي ضمنت بموجبه حقوق الشعوب المحتلة من العثمانيين للمرة الأولى، وخاصة الكرد والأرمن نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الفودان برئاسة الجنرال شرف باشا الكردي، ونوبار باشا الأرمني، حيث قدّموا مذكرة مشتركة إلى عصبة الأمم. لكن مع ظهور الماسوني مصطفى كمال، وبدء ما سماها حرب التحرير والاستقلال ومشاركة الكرد له، بعد وعده إعطائهم الحكم الذاتي، عقد معاهدة لوزان 1923 حيث لم يرد فيها أي ذكر لحقوق الشعوب، خاصة الكرد.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، والدولة التركية تعادي الكرد، وتسعى إلى إبادة هذا الشعب العريق والأصيل. وهذا يعود الى كون الأتراك يشعرون بعقدة النقص، فهم ليس لديهم حضارة كالعرب، والكرد، والفرس، وليس في تاريخهم سوى الحروب، والقتل، والدمار.
تركيا والعقدة الكردية
يبدو أن تركيا ستبقى تعاني من العقدة الكردية إلى أن يتم حل هذه القضية بشكل نهائي. وهذا الأمر وفق وجهة النظر التركية يجب أن يتم من خلال إبادة الكرد سواء جسدياً من خلال المجازر والمذابح، التي تقوم بها أو معنوياً من خلال صهر الكرد وانحلالهم في بوتقة العثمانية الجديدة، والسير وفق المصالح التركية. الكردي الجيد لتركيا هو الكري الميت، فهي حتى الآن لا تعترف بإقليم كردستان رغم اعتراف الحكومة الاتحادية العراقية، والدستور العراقي به، فيما تعده دائما (شمال العراق).
الكثير من الثورات والانتفاضات الكردية قامت في مواجهة الاحتلال التركي، ولكنها جميعها قمعت بالحديد والنار. لكن هذا الأمر لم ينفع مع الثورة الأخيرة، التي يقودها حزب العمال الكردستاني منذ بداية انطلاقته في 27 تشرين الثانية 1978 وحتى الآن. فعلى الرغم من اعتقال قائده ومؤسسه عبد الله أوجلان أثر مؤامرة دولية في 15 شباط 1999 إلا إن الثورة ما تزال مستمرة، وحركة حرية كردستان تحقق الإنجازات الكبيرة على مختلف الأصعدة.

تأسيس حزب العمال الكردستاني
بعد تأسيس حزب العمال الكردستاني، قال القائد عبد الله أوجلان بأن أصوات أقدام الجونتا التركية تُسمع، فخرج إلى ساحة الشرق الأوسط عبر سوريا في منتصف عام 1979 وبعد سنة قام كنعان إيفرين رئيس هيئة الأركان التركية بانقلاب عسكري، يُعد أعنف انقلاب دموي في الشرق الأوسط. كان الهدف هو ضرب حركة حرية كردستان وبالفعل فقد تم إعلان الأحكام العرفية في كردستان. وتم بموجبها الزجّ بمئات الآلاف من الكرد واليساريين في السجون والمعتقلات إلى جانب الإعدامات الميدانية، والخطف والجرائم (كلها قُيدت ضد مجهول) راح ضحيتها عشرات الآلاف من الكرد المثقفين، والنشطاء والسياسيين، والمفكرين وغيرهم.
الضغوط على سوريا
مع خروج القائد عبد الله أوجلان إلى سوريا، التي كانت قوتها تحتضن حركات التحرر العربية والعالمية، بدأت الضغوط عليها من جانب تركيا خاصة في مسائل المياه والحصار ودعمها لحركة حرية كردستان. وازدادت هذه الضغوط بشكل مكثف عبر إسرائيل، التي كانت تريد حل القضية الكردية وفق رؤيتها، وخاصة بعد توقيع معاهدة تحت مسمى” مكافحة الإرهاب” بين الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وتركيا، وكان هدفها الرئيسي هو حزب العمال الكردستاني، والقائد عبد الله أوجلان.
يتحدث القائد من خلال تقييماته حول تلك المرحلة: “إسرائيل هي القوةُ الأساسية التي أَخرَجَتني من سوريا. ولا ريب أنّ التهديداتِ السياسيةَ الأمريكيةَ والضغوطَ العسكريةَ التركيةَ أيضاً لَعبَت دورها في ذلك. علينا ألاّ ننسى أنّ إسرائيل كانت ضمن معاهداتٍ سريةٍ مع تركيا منذ أعوام الخمسينات”.
التهديدات التركية وجولات مبارك المكوكية
 بدأت تركيا بحشد قواتها على الحدود الشمالية لسوريا، ومهددة باجتياحها في حال لم يغادر عبد الله أوجلان أراضيها، وبالفعل جيء بالجيش الثالث، وأصبحت اللاذقية في مرمى نيرانه. تدخّل الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك بالأمر، وبدأ بجولات مكوكية (مثل جولات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر بين بغداد وطهران سنة 1975 والتي أفضت إلى اتفاقية السادس من آذار 1975 المشؤومة) دخلت إيران أيضاً على الخط، وبدأت الزيارات ونقل المقترحات. لكن أهم ما في الأمر كان الموقف الإسرائيلي الرافض لبقاء القائد هناك.
كان هناك عامل آخر ساعد في هذه المسألة، وهو اتفاق الجمهوريةِ التركية مع إدارةِ PDK وYNK على أساسِ مناهضةِ PKK. بمعنى آخر، اتفاقُها مع المجلس الكردي الفيدرالي المتكون عام 1992، ومع إدارته التي هي على علاقةٍ مع أمريكا وإسرائيل. لا شك أنّ حكومة الجمهوريةِ التركية وقواتها المسلحة كانت تتحرك بمفهومٍ تكتيكي في ظروف تلك الأيام.
اتفاقية أضنة 1998
على الرغم من خروج القائد عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول 1998 من سوريا متوجهاً إلى اليونان بجواز سفر قبرصي، من أجل التوجه إلى المحاكم الأوروبية، لعرض قضية الشعب الكردي وحلها بالطرق السلمية، إلا أن تركيا لم تقبل سوى باستمرار الضغوط على سوريا، خاصة في ظل مرض رئيس حكومة دمشق السابق حافظ الأسد، وفرضت عليه بالتالي “اتفاقية أضنة”، والتي تم توقيعها في 20 تشرين الأول، أي بعد مغادرة القائد سوريا بـ 11 يوماً.
أهم ما جاء في الاتفاقية، كان يخص حزب العمال الكردستاني، واحتفاظ تركيا بحقها في التدخل بالأراضي السورية لغاية خمسة كيلو مترات، عبر الحدود إلى جانب وقف سوريا لدعمها للحزب، وتسليم تركيا العناصر الموجودة على أراضيها، ومنع نشاطاتهم وإغلاق معسكراتهم.
الملاحق السرية الأربعة
 الملحق الأول، وتضمن تعهد سوريا بالتعاون التام مع تركيا في “مكافحة الإرهاب” عبر الحدود، وإنهاء أشكال دعمها لحزب العمال الكردستاني، وإخراج القائد عبد الله أوجلان من دمشق، وإغلاق معسكراته في سوريا ولبنان (كان آنذاك خاضعا للوصاية السورية المباشرة)، ومنع تسلل مقاتليه إلى تركيا.
الملحق الثاني، لتركيا الحق في ممارسة “حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس” وفي المطالبة بـ “تعويض عادل” عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني “فورا”.
الملحق الثالث، ويعطي تركيا الحق في “ملاحقة الإرهابيين” في داخل الأراضي السورية، حتى عمق خمسة كيلومترات، و”اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر”.
بينما الملحق الرابع، فقد عدَّ الخلافات الحدودية بين البلدين “منتهية” بدءا من تاريخ توقيع الاتفاق، دون أن تكون لأي منهما أي “مطالب أو حقوق مستحقة” في أراضي الطرف الآخر. أي عملياً تخلي سوريا عن مطالبتها بلواء إسكندرون نهائياً.
اتفاق سوتشي 2019
خلال العام 2019 قامت تركيا وبتاريخ المؤامرة الدولية ضد القائد أي التاسع من تشرين الأول بهجوم واسع النطاق على أراضي روج آفا، خاصة منطقتا سري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض تحت مسمى عملية “نبع السلام”، وقامت باحتلال المنطقتين بعد الحصول على موافقة ضمنية من القوى العظمى الموجودة على الساحة السورية (روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأمريكية) خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسحب قواته من شمال وشرق سوريا. تم بعد ذلك عقد اتفاق بين روسيا وتركيا، عُرف باسم اتفاق سوتشي ومن أهم بنوده:
-الالتزام بالحفاظ على وحدة سوريا.
-محاربة “الإرهاب” بأشكاله كافة.
-التأكيد على أهمية “اتفاقية أضنة”، فكلا الجانبين أكدا على التزامهما، بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا، وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.
– إبعاد قوات سوريا الديمقراطية والأسلحة الثقيلة لمسافة 30 كم عن الحدود ودخول حرس الحدود السوري.
– تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية «نبع السلام» بعمق عشرة كيلومترات، باستثناء قامشلو.
الوضع الراهن
بطبيعة الحال لم تلتزم تركيا بأية اتفاقية لا أضنة، ولا سوتشي ولا غيرها، فهي تقوم دوماً بالهجوم على جيرانها، وتتدخل في الشؤون الداخلية لها. جميعنا يعلم كيف غزت جزيرة قبرص في العام 1974 ولا تزال تحتلها حتى الآن، وكذلك تم سلخ لواء إسكندرون من سوريا عبر اتفاقية بين تركيا وفرنسا، بالإضافة إلى احتلالها خلال الأعوام الماضية العديد من المناطق والمدن السورية (إعزاز، جرابلس، الباب، عفرين، مارع، سري كانيه، تل أبيض، وغيرها)
هذه الاحتلالات والاستهدافات التي حصلت، تستند تركيا فيها إلى اتفاقية أضنة، التي هي حقها من وجهة نظرها، وضمان أمنها القومي حسب تعبيرها. وأنها تقوم بتلك الجرائم تحت غطاء دولي وتستر للمجتمع الدولي على جرائمها الفتاكة في المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle