جل آغا/ أمل محمد –
مع بداية شهر أيار يحينُ موعد إنتاج الفريكة في الأرياف، ويعدُّ تحضيرها إرثاً تقليدياً وموروثاً شعبياً لا يزال يشهدُ إقبالاً كبيراً.
تتميز مناطق قرى آليان بإنتاج الفريكة أو تحضير الحنطة الخضراء وهو منتج غذائي يُصنع من السنابل الخضراء قبل اصفرارها وجفافها، ويكون ذلك غالباً مع بداية شهر أيار، كما أنَّ تاريخ الفريكة في المنطقة قديم جداً ويعود إلى أكثر من 3000 سنة من الآن، توارثها الأجداد من جيلٍ لآخر، كما امتهنت الكثير من العائلات مهنة إنتاج الفريكة والاستفادة منها كمصدر رزق.
تعتمد عائلة قاسم شويش من قرية دير قديم في ريف ناحية جل آغا على مهنة إنتاج الفريكة كمصدر دخل ورزق، زارت صحيفتنا عائلة المزارع شويش حينما كان قائماً على رأس عمله وهو يقوم بتحضير الفريكة بطرق يدوية، وحدثنا عن هذه المهنة قائلاً: “تحتاج إنتاج الحنطة الخضراء للكثير من الوقت والصبر، فنحن نزرع الأراضي الزراعيّة وننتظر للشهر الخامس حتى موعد حصاده وكل هذا يُكلفنا جهداً ووقتاً والكثير من العناية بالمحصول”.
مراحل إنتاج الفريكة
وتابع قاسم شويش حديثه بالقول: “نحصد السنابل الخضراء الناضجة والجافة قبل اصفرارها، ومن ثم نقوم بحرقها بكل حذر وحيطة في مكان مخصص لها في إحدى الساحات الموجودة بالقرية، لنتركها فيما بعد لمدة يوم أو أكثر تحت أشعة الشمس، ويلي ذلك غربلة حبوب القمح عن باقي الشوائب ليتم بيعها في الأسواق بعد ذلك”.
وعن العقبات التي تواجه أصحاب هذه المهنة قال شويش: “ننتظر لمدة طويلة نمو القمح ونضجه، قلة الأمطار تؤثر على المنتج عدا الآفات التي تضر به من مرض اصفرار القمح وحشرة السونة، والحرائق التي شهدتها المنطقة منذ سنوات دفعت بنا لمراقبة الأراضي الزراعية حتى لا نواجه تلك المشكلة مجدداً، كما أن عملية إنتاج الفريكة تحتاج للخبرة الكافية لحصول على أفضل النتائج”.
بالرغم من توفر الفريكة في الأسواق إلا أن هناك قسم كبير يُفضل شراء الفريكة التي صُنعت في المنازل، ويرجعون السبب في ذلك بأن لها نكهة مميزة عن تلك التي تباع في الأسواق، وأضاف قاسم شويش: “كثرت المصانع التي توفر كافة المنتجات الغذائية، ولكن يبقى لإنتاج المنتجات الغذائية بطرق يدوية تقليدية مكانة فريدة ومن هنا يكثر الطلب عليها”.