سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إمكانية تطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء

كشف الناطق الرسمي باسم منظمة “السويداء أولاً” مروان مداح أن هناك تطور في نواة الإدارة الذاتية بالسويداء من الناحية الأمنية لكن لم يصل ذلك إلى تشكيل ائتلاف سياسي على الرغم من وجود أحزاب سياسية عديدة تطالب بالإدارة الذاتية، كما وضّح كيفية الحالة الإدارية والأمنية في السويداء.
يجري الحديث عن إمكانية تطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء (جنوب سوريا) وذلك في ظل الخلاف المستمر ما بين أهالي السويداء وحكومة دمشق.
وتتمحور الخلافات بين الأهالي وحكومة دمشق حول التجنيد الإجباري وسلطة الأجهزة الأمنية في المحافظة. ومع اندلاع التصعيد مجدداً في درعا المجاورة، تصاعد الحديث عن إمكانية تطبيق الإدارة الذاتية في الجنوب السوري، ولمحاولة فهم ما يجري، تحدثت وكالة أنباء هاوار مع الناطق الرسمي باسم منظمة “السويداء أولاً” مروان مداح، وتعد هذه المنظمة من أولى المنظمات والأحزاب التي دعت لتطبيق الإدارة الذاتية في السويداء.
“إفلاس الحكومة وما تسمى المعارضة”
في بداية كلامه، تحدث مروان مداح عن الوضع السوري لوكالة أنباء هاوار قائلاً: “بعد دخول الأزمة السورية عامها الـ 11 بات واضحاً بشكل جلي الإفلاس الصارخ للنظام والإفلاس الصارخ أكثر للمعارضة”.
وأوضح: “لدينا الآن في سوريا فوضى واحتلالات تقع على الأراضي السوريّة وتدخّل دولي وإقليمي في الملف السوري الذي خرج من يد السوريين بشكلٍ نهائي، هناك مشروعان في سوريا، مشروع النظام الذي يريد مواجهة كل ما هو طارئ وجديد وكل استحقاق يطالب به السوريون بالشكل القديم الذي لم يعد مُناسباً. بالمقابل لم يتوفر بديل محترم وحقيقي يقدم نفسه ويقتنع السوريون به كما هو حال المعارضة السورية والتي من الأشهر الأولى ركبت من قبل الإسلام السياسي وعلى رأسهم الإخوان وبالتالي أقصيت التيارات الأخرى”.
وأضاف: “بالتالي لدينا منظومتان متقاتلتان في سوريا وكلاهما أفلستا بالنسبة للشعب السوري مع الأيام وبعد سنوات قليلة على الأحداث ظهر نموذج شمال وشرق سوريا الذي لم يكن نموذجاً جاهزاً بل خرج من رحم الأحداث وخضم الانتفاضة السورية والصراع مع داعش”.
كيف تقوم الإدارة الذاتية في السويداء؟
وتحدث مداح عن الإدارة الذاتية في السويداء وقال: “الحقيقة لا وجود للإدارة الذاتية في السويداء إذا تكلمنا عن معنى الإدارة الذاتية السياسي الاحترافي، من النواحي الأمنية شهدت السويداء تطورات ما يشبه الاعتماد على الذات”.
وقال مداح: “بمنظمتنا الخاصة التي أقوم بإدارتها بمجلسها التأسيسي -منظمة السويداء أولاً – وهي منظمة سياسية مسجلة في لندن، بدأنا في أكتوبر 2018، بطرح فكرة نموذج شمال وشرق سوريا على شكل نموذج للاقتداء والاستلهام، وتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا شبيهة بتجارب شعوب أخرى مثل سنغافورة، وهذه التجربة بمثابة النهوض من الفوضى، فهي تضم نخبة صغيرة من الناس تشكل هيئة وتقود المنطقة وتجتاز المصاعب”.
ورأى مداح أن الحديث عن نواة للإدارة الذاتية في السويداء موضوع مُبكر قليلاً، وأضاف: “ستقوم السويداء بتأسيس الإدارة لكنه موضوع مبكر، نملك قوى سياسية في السويداء تدعو وتنظم لأجل تشكيل إدارة سواء أفراد أو قوى سياسية منها منظمتنا، والحزب الذي تشكل مؤخراً الذي أحرز شعبية جارفة خلال فترة قصيرة وهو حزب اللواء السوري الذي يترأسه مالك أبو الخير”.
وتابع قائلاً: “هناك أطراف أخرى في الجبل أيضاً ترغب في تشكيل إدارة ذاتية ولكن الكل يرغب بذلك تبعاً لمنطقه، لم نتآلف بعد ولم نشكل ائتلاف سياسي حقيقي، في السويداء نملك أحزاب سياسية وتجمعات مثل التجمع الوطني الديمقراطي وهو تجمع للمثقفين، والتيار المواطن، شباب السويداء ينتمون لحزب السلام السوري ومقر الحزب في شمال وشرق سوريا ولكن له منتمين في الجبل، وكما يوجد في السويداء منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية خارج النطاق الحزبي مثل منظمة حماية البيئة وتعد منظمة ناجحة، وبالإضافة إلى منظمة حقوق الإنسان، وهناك تيارات سياسية عديدة وتنظيمات”.
الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نجحت
وتطرّق مروان مداح إلى تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قائلًا: “يطلق البعض أحياناً عليها اسم الإدارة الذاتية الكردية وأنا ضد هذا التعبير فالمنطقة يسكنها العرب والكرد والسريان والآشوريون والأرمن، نعم للكرد دور قيادي سياسي وحزبي بسبب تجربتهم الغنية من الناحية السياسية، بالتالي هم كانوا المحرك الدافع لهذا النموذج لكن المنطقة (شمال وشرق سوريا) كلها كانت تتحرك بشكل معقول ومتوازن ومتآلف ومع الأيام تشكلت إدارة وائتلاف سياسي حقيقي يملك هيئة دفاعية هي قسد استطاعت أن تجابه تحديات خطيرة مثل داعش وأن تفرض وجود هذه الإدارة على الأرض وتدير أجهزة واقتصاد ومدارس وتعليم وصحة وتحديات لا تحصى”.
وأضاف: “بالفعل هي (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) ناجحة إذا قارنناها بظروف سوريا، نحن لا نستطيع أن نقارن الإدارة الذاتية التي نجحت في شمال وشرق سوريا ببلجيكا والسويد بل نقارنها بباقي أجزاء الوطن السوري، من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أفضل بما لا يقاس، هناك ملاحظات وأخطاء أمر طبيعي لكن ميزة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنها قابلة للنقد وتستجيب له وهذا شيء رائع وعظيم”.
“محاولة أخيرة لإنقاذ سوريا من التفكك”
وعن ادعاءات البعض بأن الإدارة الذاتية تُشكل خطراً على سوريا قال مداح: “هي لا تحمل خطورة. الإدارة الذاتية هي خلاص للشعب السوري وهي المخرج الوحيد المتاح. النظام أفلس ليس لديه حل حقيقي ويراهن على الوقت ويراهن على ما لا نهاية، مثله مثل هتلر وصدام حسين سيشنق، والمعارضة مفلسة والأمن مفقود والأفق مغلق، ظهرت فكرة الإدارة التي لم يقتنع بها الكثير في البدايات ولكن عندما بدأت تنجح وبدأت تظهر كإدارة عصرية متمدنة متأثرة بتجارب الشعوب الأخرى نجحت هذه الشعوب بإدارة شؤونها في ظل الخروج من الفوضى والمأزق والصراعات الداخلية فوجدنا أمامنا نموذجاً يُستلهم به”.
وأضاف: “نحن في الجبل ننظر للإدارة في شمال وشرق سوريا كنموذج للاستلهام، ومن يتحدث عن التقسيم والانفصال يجب عليهم أن يعلموا أن الإدارة الذاتية لو كانت تريد الانفصال لانفصلت لأنها تملك على الأرض قوات هائلة ووضعهم في الميدان متماسك”.
“الأهالي يتمنون تشكيل الإدارة الذاتية”
وحول موقفهم من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قال مداح: “في الجبل عموماً كأهالي ومتابعين لتجربة شمال وشرق سوريا وعجز النظام السوري أمام هذه الأزمة، بات الكثير من الأهالي يتمنون تشكيل إدارة ذاتية، ونحن كنخب الإدارة، فعدم قدرتنا على تشكيل ائتلاف حتى الآن يعتبر بمثابة تحدٍ وعقبة أمامنا ويجدر بنا تجاوزها”.
وأضاف: “نحن كمنظمة تسعى لإقامة إدارة ذاتية ننظر إلى تجربة شمال وشرق سوريا على أنها تجربة ملهمة ورائدة بسورية وجنّبت منطقة شمال وشرق سوريا ويلات عديدة وفوضى بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعيشها باقي المناطق السورية وخاصةً مناطق سيطرة النظام، وكما جنّبت المنطقة من المشاكل والتحديات الأمنية الخطيرة”.