لقد أثبت أردوغان استعداده لارتكاب أية حماقات واشعال حروب تبقيه في الحكم، شاهد العالم مثالاً على ذلك داخل تركيا وخارجها، في الداخل التركي، وفي أعقاب محاولة انقلابية عام 2016، أشرف أردوغان بنفسه على حملات تطهير في الخدمة المدنية والقضاء والجيش والجامعات، ومنح لنفسه صلاحيات بموجب تعديلات فرضها على البرلمان والحكومة ليصبح الحاكم بأمره. مغامرة أردوغان خارج تركيا هي ما يهمنا، وهي الأخطر، حيث نصّب نفسه مدافعاً عن الإخوان المسلمين، وسخّر إمكانيات بلاده، مغامراً بعلاقاته مع دول الاتحاد الأوروبي، ومع الولايات المتحدة وحلف الناتو، في دعم المجاميع المرتزقة المتطرفة. ورغم تحذيرات واشنطن وتهديدها أنقرة بعقوبات اقتصادية، اتجه أردوغان صوب روسيا لشراء صواريخ من نوع إس 400، وكانت العلاقات بين الدولتين، المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، قد تدهورت في الأشهر الأخيرة على خلفية شن أنقرة هجوماً على شمال وشرق سوريا واحتلالها مدناً هناك.
السابق بوست