سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إلى جانب عملها النضالي تحافظ على تراثها من الاندثار….

تعتبر الحياكة والتطريز مهارة وفن من الفنون التي تمارسها المرأة منذ عقود عديدة، وما تزال متوارثة بين نساء حي الشيخ مقصود اللواتي يحافظن عليها من الاندثار.
الأشغال اليدوية التراثية مهارة تتقنها نساء حي الشيخ مقصود بمدينة حلب حيث توارثوها من أمهاتهن وتعملن عليها الآن للمحافظة عليها، من بين تلك النساء المواطنة جيهان حمو البالغة من العمر 49 عاماً من قرية بركو التابعة لناحية موباتا بعفرين.
مُنعت منذ صغرها من التعلم والالتحاق بالمدرسة
مُنعت جيهان منذ صغرها من التعلم والالتحاق بالمدرسة، مما جعلها تتمسك بالعادات السائدة آنذاك في تعلم كيفية حياكة الأشغال اليدوية وخياطة الملابس.
وتُجيد جيهان الآن حياكة الصوف وغرز الخرز على الوشاح الكردي عبر الإبرة وأخرى من خلال المخرز، والتطريز التقليدي الذي يدعى “Qenewîç” الذي تُصنع منه أغطية الطاولات وشاشات التلفاز والسرير والمخدات التي تكون مزخرفة بالورود.
انتشرت أعمالها اليدوية وبالأخص غرز الخرز على الوشاح الكردي في أغلب المناطق كحلب وعفرين وإقليمي الجزيرة والفرات، وإلى لبنان وألمانيا وتركيا والعاصمة السورية دمشق كونها كانت الوحيدة التي تتقن العمل على أنواع خاصة من الوشاح والتي تدعى “Kefî”.
احتفاظها ببقايا أدوات الحرب لتكون شاهدة
لم تتخذ المواطنة جيهان من الأعمال اليدوية فقط عملاً لها، إنما تقوم بالاهتمام بمشتلها الصغير في منزلها الذي يضم عدداً من أنواع نباتات الخضار والورود.
أيضاً، تحتفظ جيهان بالمقتنيات التراثية التي كانت تستعملها الأمهات منذ القدم كالأواني المنزلية المصنوعة من النحاس “الطاسة”، وزجاجات العطور النحاسية، السطول النحاسية المعلقة على جدران منزلها، إلى جانب احتفاظها ببقايا أدوات الحرب لتكون شاهدة أمام أحفادها على ما كان يمارسه أعداء الشعب بحق أهالي الحي.
رغم ظروف الحرب التي واجهها أبناء حي الشيخ مقصود من القصف والحصار لم تتوقف جيهان عن ممارسة مهنة الأعمال اليدوية، إلى جانب عملها النضالي في الحي من إعداد الطعام للجبهات والجرحى.
وبهذا الصدد قالت جيهان لوكالة هاوار: “تعلقتُ بهذه الأعمال التقليدية وجمع الأدوات التراثية لشدة ميولي للعادات والتقاليد، وعملت عليها في بادئ زواجي سعياً لتلبية احتياجات عائلتي، ولم أتوقف عن العمل حتى أوقات القصف على الحي”.
وأكدت جيهان حمو في نهاية حديثها بأن الحرف التي تتقنها هي من عادات والتقاليد التي توارثتها من أمها، وتستمر بها بهدف إبقاء الثقافة والتراث حية.