سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إعلاميون وشيوخ عشائر: التعايش المشترك سبيلنا لدرء الفتن

الرقة/ حسين علي –

يعد التعايش المشترك والتصدي للفتن من أبرز التحديات التي تواجهها الأمم والمجتمعات حول العالم، ويعدُّ مفهوم الأمة الديمقراطية واحدًا من النماذج الناجحة التي تعمل على تعزيز التعايش السلمي ومواجهة التوترات والصراعات القائمة.
وتقوم الأمة الديمقراطية على فكرة بناء مجتمع يستند إلى قيم العدالة والحرية والمساواة، حيث يتمتع أفراده بحقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافية والدينية والعرقية، ويعدُّ التعايش المشترك ركيزة أساسية في هذا المفهوم، إذ يعني قدرة الأفراد والمجتمعات المختلفة على العيش معًا بسلام واحترام وأمان.
لكن هذه الحالة التشاركية بين شعوب شمال وشرق سوريا، على ما يبدو تشكل مصدر قلق للأطراف الطامعة في خيرات سوريا، لذلك تلجأ بين الفينة والأخرى إلى افتعال فتن بغية تأجيج حالة الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، كما حدث في دير الزور وقبلها في الحسكة ومنبج، ما يفتح المجال لعودة المجموعات المرتزقة التي تعمل لأجندات خارجية، ولن تقف عند هذا الحد ربما تساهم في عودة مرتزقة داعش إلى المنطقة، ما يتطلب التصدي لهذه الفتن وتعزيز التعايش المشترك وتعزيز التفاهم والحوار بين الجماعات المختلفة، وتعزيز الوعي بقيم التعايش واحترام الآخر، بالإضافة إلى ذلك يجب تعزيز الحوار البناء والتعاون المشترك في إطار منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية والدينية والمدنية والعشائر.

الأهالي يرفضون الفوضى والعنف
وفي السياق ذاته، تحدثت لصحيفتنا الناشطة الإعلامية نهلة العلي: “هناك التزام من أهالي دير الزور برفض حالات الفوضى والعنف التي غالبا ما تؤدي إلى توقف أساليب الحياة ودفع أهالي المنطقة إلى التشتت والهجرة”.  وبينت نهلة: “يجب أن تعمل المؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية على تعزيز المساواة وتوفير فرص متساوية لجميع أفراد المجتمع وحمايتهم من الاستغلال والابتزاز، ويجب أن تلعب وسائل الإعلام دورًا فعالًا في تعزيز التعايش المشترك ومكافحة الفتن، وعلى الإعلام أن يكون مصدرًا للمعرفة والتوعية، وأن ينشر رسائل إيجابية تعزز التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة، وأن يتجنب تأجيج النعرات الطائفية أو العنصرية أو العشائرية وأن يتحلى بالمهنية والحياد في تغطية الأحداث”.
واختتمت نهلة العلي: “الوعي المجتمعي هو السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، فتقوية الجبهة الداخلية بالتماسك والتعايش المشترك يساهم في فض النزاعات التي تستغل من الخارج”.
العشائر تقف خلف “قسد”
ومن جانبه تحدث الشيخ ووجيه عشيرة الولدة، لورنس البرسان: “إن ما يحصل في بعض القرى بدير الزور لن ينتج عنه إلا الدمار والتهجير، لذا على أهلنا وعشائرنا في دير الزور أن يكونوا واعين لما يحدث حولهم، وألا يساهموا في زعزعة الأمن والاستقرار، وأن يعودوا لرشدهم وألا يسمحوا للأطراف الخارجية دفعهم  للاقتتال وسفك الدماء، فما حققناه في الإدارات المدنية و الذاتية دليل بأننا نبني ولا نهدم، وعلينا توخي الحذر من الفتنة التي يعمل على نشرها الآخرون، وقوات سوريا الديمقراطية، هم من أبنائنا ومن أبناء المكونات السورية الأخرى، لذا يجب الوقوف خلفها ودعمها”.
واختتم لورنس البرسان حديثه: “لن ينتج عن هذه الحروب والفتن سوى القتل والتهجير والدمار، والمتضرر الأكبر هو الشعب السوري، فعلينا تهدئة النفوس والتعامل بوعي عشائري ومجتمعي وعلى الأصعدة كافة، كي نساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ومن الجدير بالذكر، أن الأمة الديمقراطية تعدُّ نموذجًا يحقق التعايش المشترك ويواجه الفتن والتوترات بنجاح، وإنها تعتمد على قيم العدالة والحرية والمساواة، وتعزز الحوار والتفاهم بين المجتمعات المختلفة، وتحمي حقوق الشعوب، وتستثمر في التربية والتثقيف، وتعزيز هذا النموذج يتطلب جهودًا متواصلة من المجتمع كاملا، وتعاونًا فعالًا بين المؤسسات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، ومن خلال هذه الجهود المشتركة يمكننا أن نبني مجتمعًا متسامحًا ومزدهرًا يسوده التعايش السلمي والتفاهم بين أفراده كلهم”.