إعلاميات يؤكدنَّ مواصلة رسالة نوجيان أرهان في ذكرى استشهادها

جل آغا/ أمل محمد –

---

أكدت إعلاميات وصحفيات من إقليم شمال وشرق سوريا أنهنَّ سيواصلنَ إكمال رسالة الإعلامية الشهيدة “نوجيان أرهان”، موضحات بأنهنَّ تعلمنَ منها الإرادة القوية والبحث عن الحقيقة.

كان حضور النساء في إقليم شمال وشرق سوريا في مجال الإعلام نادراً، وفي حال وجوده يكون ضمن إطار، وأسس لا ينبغي تجاوزها، فبعد ثورة 19 تموز خلقت المرأة حالة فريدة في مجال الإعلام، وأثبت جدارتها فيه، فبرزت الإعلاميات وصحفيات كثيرات، ولمعن في هذا المجال خلال فترة وجيزة وذلك للمرحلة، التي وصلنَ إليها من العمل الجاد، نوجيان أرهان من هذه الإعلاميات الشغوفات، التي كرست حياتها لإظهار الحقيقة، استشهدت أثناء أدائها مهامها في تغطية هجوم مرتزقة داعش على شنكال في 22 آذار عام 2017 تاركةً إرثاً في حب الوطن والبحث عن الحقيقة.

وفي الذكرى السابعة لاستشهاد “نوجيان أرهان” التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من الإعلاميات، اللواتي اقتدينَ بمسيرتها، ومن هنَّ الإعلامية والمحررة في إذاعة ستار أف أم “هيام عبد الله“: “الإعلامية نوجيان أرهان الباحثة عن الحقيقة والإعلامية الثورية كرست حياتها من أجل الحرية، هذه البطلة ناضلت كي يخرج المجتمع من الظلمات، التي يرسخها الإعلام التابع للأنظمة الدكتاتورية، وتكفلت في إيصال صرخة الشعب الإيزيدي”.

وتزيد: “كما شهدنا سابقاً في الثالث من آذار عام 2017 فقد أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتواطؤ مع دولة الاحتلال التركي شن هجوم على شنكال، وإعادة ارتكاب المجزرة، التي لم تنجح بها مرتزقة داعش الإرهابي مرة أخرى، وهنا اتخذت الإعلامية نوجيان موقفاً ثورياً مع المجتمع الإيزيدي ضد هذه الهجمات، فتم استهدافها عمداً من الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ لأنها كانت تقوم بنقل الحقيقة، التي أرادوا إخفائها، شهادة نوجيان هي شهادة عز وكرامة؛ لأنها حاولت إظهار الحقيقة للعلن”.

وعلى هذا الأساس ما دام هناك موقف ثوري، وباحثون عن الحقيقة، وحياة حرة جديدة× فإن روح نوجيان أرهان مستمرة: “نسير على درب نوجيان، ولن يتوقف قلم الحقيقة باستشهادها، فجميع الإعلاميات تعرفن على نضال الشهيدة نوجيان وتأثرن به، واليوم يسرن على طريقها وخطاها، وتعلمنَّ منها الشجاعة والإصرار في العمل؛ لأنها كانت صوت المرأة الشنكالية، فمن تعرف على حياة الشهيدة، تعلم منها الكثير عن الثورة والنضال، والكفاح”.

وعن رسالتها كصحفية متأثرة بفكر ونضال نوجيان أرهان: “أوجه رسالة للشابات العاملات في مجال الإعلام، والصحفيات اللواتي يلعبن دورهنَّ في الحياة، عليكنَّ أن تُكنَّ صاحبات إرادة وقرار، وأن تقتدين بالشهيدات الإعلاميات، اللواتي كرسنَّ حياتهنَّ من أجل الحقيقة، علينا أن نعمل لإظهار الحقائق والممارسات، التي تُمارس بحق المجتمع، وعلينا أن نترك بصمتنا في التاريخ، مثلما تركت الشهيدات بصمة، وإرثاً نسير عليهما نحن الآن”.

يحمل الإعلام رسالة هامة للمجتمع والعالم من خلال تقاريره ولقاءاته لإظهار كل جديد ومواكبة الحدث، ولتعريف الشعوب والعالم بما يجري ويحدث، فالصحافة تعد مركز المعلومات لإظهار كل ما هو جديد من الأحداث، فنجد بأن للصحافة تأثيراً قوياً على مسار الحياة، وطريقة تفكير البشر سواءً سلباً كان أم إيجاباً، فتعمل الصحافة على رفع مستوى الوعي بين الناس لإيصال الصورة أو الفكرة الحقيقية، هذا ما بينته هيام عبد الله من خلال حديثها.

المرأة والإعلام

وعن الدور الهام، الذي لعبته المرأة في مجال الإعلام أوضحت هيام: “لعبت المرأة دوراً بارزاً وجوهرياً في مجال الإعلام وخاصةً في ثورة روج آفا التي سميت بثورة المرأة، استطاعت من خلالها المرأة الإعلامية لعب دورها بكل شفافية، فاتخذت دورها في الخطوط الأمامية من الجبهات، وأثبتت شخصيتها بأنها قادرة على الدفاع عن وطنها من جهة، ومن جهة أخرى بقلمها استطاعت بيان الحقيقة، وبيان ما تعانيه المرأة وما تستطيع فعله”.

هذا وأكدت الإعلامية في إذاعة ستار أف أم هيام عبد الله: أن الصحفيات والإعلاميات في إقليم شمال وشرق سوريا ملتزمات بعدهنَّ بأنهنَّ يسرنَّ على خطا الشهيدات البطلات أمثال نوجيان، وغربت، وشرفين، وساريا، ودنيز، ودلشيان ودلوفان.

نوجيان أرهان “توبا أكيلمان” ولدت في عام 1987 في ناحية حلوان التابعة لمدينة الرها في باكور كردستان، انضمت لمجال الإعلام عام 2005، تميزت نوجيان بإرادتها وقوة شخصيتها، كانت من الأوائل التي وضعت الحجر الأساس لإعلام المرأة وسارت الكثيرات على دربها وتعلمن من خبرتها في هذا المجال.

وفي السياق ذاته؛ حدثتنا الإعلامية في قناة jin tv  “لورستان درويش“: “كرست الإعلامية نوجيان أرهان حياتها ثمناً لبيان الحقيقة، التي عملت مرتزقة داعش على إخفائها أثناء هجومها على شنكال، من قتل وتهجير، وخطف للنساء والأطفال وبيعهم، كل الحقائق التي ظهرت كان بفضل عزيمة وشجاعة نوجيان ومثيلاتها الباحثات عن الحقيقة، منذ انضمامنا لمجال الإعلام قطعنا عهداً أن نسير نحو الحقيقة، وتعلمنا الكثير من عزيمة وإصرار نوجيان ودينيز ودلوفان، فأن تكون صحفياً، يجب أن تكون عاشقاً للحقيقة، وأن تعمل بكل عزيمة لإظهارها، هكذا تعلمنا من بسالة وشجاعة نوجيان، التي أورثتنا معنى أن تكون صحفياً”.

إرث غني في مجال الإعلام

وتابعت: “لن نترك رسالتنا، التي ورثناها من شهيداتنا، حملنا الراية من بعدهنَّ ويقع على عاتقنا إكمال دربهنَّ، علمتنا شهادة نوجيان أن نكون صوت الحقيقة وصوت المجتمع، وصوت المرأة المضطهدة، وألا نرغب بأنفسنا عن الحقيقة، وقد لعبت المرأة في مجال الإعلام دوراً فريداً، وبالذات الإعلاميات والصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا، فبرهنَّ على مدى قوة وقدرة المرأة في نقل الحقيقة والحدث بكل شفافية ووضوح، قبيل ثورة روج آفا كان حضور المرأة في مجال الإعلام خجولاً، وفي حين تم إفساح المجال لها أتثبت ذاتها، وبرهنت بأن المرأة تفوق الرجل في هذا المجال، اليوم المرأة لها قنوات، ووكالات خاصة بها تخص شؤون المرأة، وتعبر عنها وتتطرق لمشاكلها، وما نحن عليه اليوم بفضل بطولات شهيداتنا الإعلاميات، ومنهم نوجيان”.

كما وجددت العهد في إكمال درب النضال والإصرار، وحمل رسالة نوجيان أرهان حتى بلوغ الهدف: “طالما هناك حقيقة، وحدث، فلن نتوقف حتى نوصل للعالم ما يحدث، نحن صوت المجتمع الذي يتوجب علينا نقل ما يجري، والمهام التي تقع على عاتقنا كبيرة، ونحن أمام مسؤوليات ليست بهينة، ولكن نحن تلاميذ نوجيان ودينيز، تعلمنا منهنَّ أن الحقيقة يجب أن تظهر، ولو كان في التضحية بالأرواح في سبيلها، علمتنا حب الحرية قبل حب الذات، وأن الإرادة تصنع المعجزات، وأن الحياة الحقيقية تكون حينما نعيش بحرية “.