إعلاميات: بدءاً من عمل روشن بدرخان إلى اليوم المرأة توثق الحقائق

استطلاع/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو- أكدت الإعلاميات في الذكرى السنوية المئة واثنا وعشرون ليوم الصحافة الكردية، بأن المرأة تخطت كافة الصعوبات واكتسبت الكثير من الخبرات وطورت ذاتها وما تزال تعمل على تطوير مهاراتها لإيمانها بأنه في الإرادة قوة.

يعتبر يوم 22 نيسان يوم الصحافة الكردية، وهو ذكرى ميلاد أول جريدة كردية التي تم إصدارها بجهود الأمير مقداد مدحت بدرخان باسم “كردستان”، وذلك في العاصمة المصرية القاهرة في 22 نيسان عام 1898م، حيث كانت هذه الخطوة تاريخية بالنسبة للشعب الكردي، واللبنة الأساسية في طريق الصحافة الكردية، إذ تمكن القائمون على تحرير الجريدة من إصدار 31 عدداً، على امتداد أربع سنوات باللغتين الكردية والتركية.

بعد ثورة 19 تموز وانطلاق ثورة روج آفا بمناطق شمال وشرقي سوريا، كان لابد من إبراز دور الإعلام الكردي ليواكب الثورة وإيصال صوت الثورة الحقيقية وصوت إرادة الشعوب إلى الرأي العام، وفي بداية ثورة روج آفا والشمال السوري ازدادت وتيرة ونشاط الحركة الإعلامية في المنطقة.

المرأة ضمن الثورة عملت في مجالات الحياة كافةً سواءً الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما كان لها دور فعال في مجال الإعلام، حيث قامت بتغطية الأحداث ومتابعتها بكل حماس لتنقلها للعالم بكل شفافية، كما أن المرأة في الإعلام قدمت العديد من التضحيات فتم استهدافها من قبل الأيادي الغادرة المتمثلة بجنود الجيش التركي المحتل ومرتزقته، ظناً منهم بأن ذلك سيثني من عزيمة وإرادة المرأة ويصيبها بالذعر، إلا أن الصحفية الكردية لم تخشَ رصاص الغدر بل استمرت على خُطى زميلاتها الشهيدات، لتتابع مسيرتها في نقل صوت الحقيقة، وكما نرى فإن نسبة المرأة العاملة في مجال الإعلام قد تخطت 65%، كما تم افتتاح مؤسسات إعلامية خاصة بالمرأة مثل JIN TV، و JINNEWS وغيرها.

تجربة حديثة لكنها تتقدم

وبمناسبة هذا اليوم العظيم أجرت صحيفتنا لقاءً مع الرئيسة المشتركة لاتحاد إعلام الحر، أفين يوسف والتي حدثتنا قائلةً: “اعتبر يوم 22 نيسان الذي تم فيه إصدار أول صحيفة باسم كردستان الخطوة الأولى في تاريخ الصحافة الكردية، والتي كانت بمثابة حجر الأساس الذي بني عليه تاريخ الصحافة في كافة أنحاء كردستان، وكان الأمير مقداد مدحت بدرخان يهدف من إصدار هذه الصحيفة إلى حث الكرد على العلم والتعريف بتاريخ الكرد وقضيتهم المحقة، وكانت للمرأة في ذلك الوقت أيضاً دور فاعل في الصحافة، فكانت روشن بدرخان أيضاً من الكاتبات اللاتي ساهمن بأقلامهن في الكتابة عن ثقافة وتاريخ كردستان، إلى أن تعددت الوسائل الإعلامية وانتشرت على نطاق واسع وانخرطت المرأة في مجال الإعلام بشكل ملحوظ، وقدمت التضحيات واعتقلت واستشهدت في هذا الطريق”.

وأوضحت أفين في حديثها بأن التجربة الإعلامية في مناطق شمال وشرق سوريا تعتبر حديثة نوعاً ما مقارنةً بالدول الأخرى، وأكدت بأنه بالرغم من الإمكانات الضئيلة إلا أن العاملين في المجال الإعلامي بشكل عام استطاعوا أن يطوروا من آدائهم وعملهم، وتابعت بالقول: “نحن نرى اليوم العشرات من الصحفيات والصحفيين يعملون على قدم وساق ليكونوا مرآة المجتمع وصوته الحر”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لاتحاد إعلام الحر، أفين يوسف حديثها مشيرة إلى أن العديد من الشابات اللاتي يعملن في السلك الإعلامي اليوم، قد أثبتن جدارتهن في هذا المجال، فتقلدن مناصب إدارية في مؤسساتهن الإعلامية، وأنشأن قنوات وإذاعات خاصة بالمرأة، وعلى الرغم من بعض الصعوبات التي يتعرضن لها من عادات وتقاليد مجتمعية، ناهيك عن أنهن لم يحصلن على شهادات أكاديمية في مجال الإعلام إلا أن الكثيرات منهن تخطين تلك الصعوبات واكتسبن الكثير من الخبرات وطورن ذواتهن ومازلن يعملن على تطوير مهاراتهن لإيمانهن بأنه في الإرادة قوة.

الإعلام الكردي حقق قفزة نوعية

وفي السياق ذاته التقينا مع مراسلة قناة ستيرك هيفين أحمد، والتي حدثتنا حول هذا الموضوع قائلةً: “الإعلام كان حلم بالنسبة لي وللكثير من الشابات وشباب الكرد، ولكن كان من صعب علينا أن ندرس في جامعات الحكومة السورية البعثي، لأنه كان علينا أن ننسى هويتنا الكردية ونعمل لمصالحهم”.

وتابعت هيفين بأنه بعد اندلاع الثورة في سوريا ومطالبة الشعب بحقوقه بدأ العمل الإعلامي ينشط شيئاً فشيئاً، وخصوصاً بانطلاق ثورة 19 تموز في مناطق شمال وشرقي سوريا عندها تمكن الإعلام الكردي من تحقيق قفزة نوعية وتغطية الثورة حسب الإمكانات المتوفرة لديه، مبينةً بأن الكثير من الزملاء الإعلاميين/ات أثبتوا جدارتهم في مهنتهم.

وأشارت مراسلة قناة ستيرك هيفين أحمد في ختام حديثها بأن مستوى الإعلام تطور بشكل ملحوظ بالمقارنة مع السنوات التي مضت ، وبات عدد الإعلاميين يبلغ المئات، والمرأة أيضاً كان لها دورها العظيم في هذا المجال فقد ساهمت في نشر الحقيقة والثقافة والحضارة الكردية.

وبمناسبة الذكرى السنوية الـ١٢٢ ليوم الصحافة الكردية هنأت هيفين جميع زملائها وزميلاتها الصحفيين، وقالت: “ننحني إجلالاً للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل  نشر الحقيقة، ونعاهدهم بالسير على خطاهم”.