سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إطلاق الرصاص العشوائي… استهتار بأرواح الأبرياء

روناهي / الحسكة – أكد المواطنين في الحسكة؛ بأن ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي هي عادة مُخزية وحالة استهتار بأرواح المواطنين، لذا يجب تكاتف المواطنين مع الجهات المعنيّة، والوقوف بشكل أكثر حزماً على هذا الموضوع، ليستطيعوا معاً تفادي هذه الظاهرة السيئة، وقلعها من جذورها.
يُعد إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من أسوء وأشرس العادات والتقاليد الموروثة، وللأسف تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وهي عادة قديمة وخطيرة، حيث يقوم البعض المتمسكين بهذه العادة، والبعض الآخر ليظهروا غرائزهم ونزعاتهم المرضية، ودون أن يواجهوا بأي انتقاد أو منع سوى من القلة القليلة من الناس، حيث يتم إطلاق الرصاص في مناسبات عدة، ولكن كم من هذه المناسبات السعيدة تحولت إلى مآتم وجنائز، والغريب بأن هذه العادة بقيت مستمرة رغم التطور والتقدم الحاصل في العالم والقوانين المشددة والصارمة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، إلا أنها استمرت في مواكبة المجتمع.
عادة سيئة تتوارثها الأجيال
لقد كانت الأزمة السورية بيئة خصبة بتفشي هذه الحالة، وذلك بسبب انتشار الأسلحة الفردية والمتوسطة بلا ضوابط وغياب دور النظام وظهور الميليشيات.
أما في شمال وشرق سوريا ورغم جهود قوى الأمن والحماية المجتمعية وقوى الأمن الداخلي ولجان الحماية الشعبية في تعزيز سلطة القانون، وحفظ الأمن والأمان وملاحقة المتورطين، ومتابعة مواقع إطلاق العيارات النارية وحتى الصوتية لحظة بلحظة، ولكن بقيت هذه العادة تلعب دورها، والأبرياء يدفعون الثمن. وفي الأيام القليلة الماضية في مدينة الحسكة كان الطفل “آرام كاوا خلف”، من ضحايا الرصاص الطائش الذي أصيب برصاصة قاتلة في رأسه.
هناك عمل أكبر وأهم بكثير من كل هذا وذاك وهو القيام بحملات توعية وتنمية فكرية وأخلاقية مستمرة، ومشاركة جميع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والسلك التربوي ورجال الدين وزعماء العشائر ورؤساء المجالس والكومينات؛ بضرورة التدخل والتعاون مع قوى الأمن الداخلي الذين يحافظون على ترسيخ الطمأنينة في نفوس المواطنين، وبالتالي سينعكس هذا التلاحم بين الشعب وقوى الأمن إيجاباً على الواقع الأمني، وإلى الحد من فعالية انتشار هذه الظاهرة السيئة.
دور المواطنين في مكافحة الرصاص الطائش
وحول هذا الموضوع قمنا برصد آراء بعض المواطنين والعاملين في السلك التربوي في الحسكة، وبهذا الصدد أشار المعلم محمد خلف، بأنه للحد من هذه الظاهرة لا بدّ من تشديد التعليمات والقوانين والتأكيد على تنفيذها، وحصر السلاح في يد القوى المسؤولة عن حفظ الأمن.
أما المواطن عبد الرحمن حسن فقد أكد بأن هذه العادة تخلق الرعب والخوف لديهم ولدى أطفالهم، وبالتالي يجب العمل على تطبيق القانون بإيمان وعزيمة أقوى.
وفي السياق ذاته أشار المواطن يوسف إبراهيم بأن هذه العادة لا علاقة لها بالهوية الثقافية والتراث الوطني، ويجب ملاحقة فلول هؤلاء المستهترين بأرواح الناس، ولا بدّ من خطوات عملية في مواجهة هذه العادة السيئة.
لا بدّ من الكفاح الدائم لأجل استئصال هذه الآفة المدمرة وعلى شعوبنا التعاون مع الجهات المسؤولة، والغريب في الأمر كلنا نُقِرّ بأن ظاهرة إطلاق الرصاص هي آفة وعادة سيئة ومدمرة، ورغم ذلك نستمر في هذه العادة، لذا يتوجب توعية المجتمع ونشر الثقافة والسلوكيات والقيم لأخلاقية من خلال المدارس والجامعات عن طريق المثقفين، إلى جانب ضرورة التشدد في قانون الحد من إطلاق العيارات النارية العشوائية وقطع جذور هذه العادة السيئة