سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إضاءة على الأزياء الشعبية في شمال وشرق سوريا

الحسكة/ محمد حمود –

تمثل الأزياء الشعبية في شمال وشرق سوريا جزءاً من تراث أبناء المنطقة، وهي مصدر تاريخي لهم، ودلالة وارتباط بهويتهم الثقافية، وارتباط بموروث أصيل، سواء ما بقي منها في الريف أم في البادية.
وما يثير الانتباه أن هذه الأزياء لا تنتمي إلى جيل، بل هي من عمل شعوب المنطقة كلها. فهي التي صممت وابتكرت وصنعت الأزياء الشعبية بما يتلاءم مع البيئة والطبيعة والبنية الاجتماعية.
والملاحظ أن سكان المناطق الباردة يرتدون الألبسة السميكة فالمرأة ترتدي ثوباً مخملياً ودامرا طويلاً وسروالاً من الجوخ، وتراعي أن تكون الألوان غامقة بحيث تمتص أشعة الشمس ولا تعكسها، بينما في الصيف يلجأ الناس إلى ارتداء الألبسة القطنية الرقيقة الواسعة التفصيل ذات الألوان الفاتحة لتعكس حرارة الشمس.
فيما تمتاز الثياب الريفية ببساطتها ولكنها أحياناً لا تخلو من مطرزات بخيوط ذات ألوان بديعة، تعكس ذوقاً رفيعاً وصنعة متقنة، وهي أحيانا في اختلاف نوع القماش والتطريز ترمز إلى المنطقة والبيئة.
لباس الرجال (من الشعب العربي) في أرياف شمال وشرق سوريا الواسعة تعدُّ خاصة، ودعونا نسمّي بعض الألبسة التي نعرفها بتسمياتنا المحليّة المتوارثة في منطقتنا:
 ـ الشاليّة: وهي من النوع الخفيف في نسجه والثقيل في قيمته وتلبس في الصيف.
 ـ الفروة: وتصنع من جلود الخراف وكلما كان الخروف صغيراً في العمر كانت قيمة الفروة أجود، وتلبس للدفء والزينة وهناك نوع يسمى “كبّاشيّه”، وهي من جلود الأغنام الكبيرة وتستخدم للمنام غطاءً.
 ـ الدرّاعة: وهي من القماش الثقيل المطرز، وهي بمثابة السترة الحالية.
 ـ الزبون: وهو مفتوح من الأمام، ويربط مع بعضه بخيط وفي نهايته من عند الأكمام له شلاحيّات واسعة تربط مع بعضها، وتوضع على الظهر وعلى الأغلب من الحرير وكانوا يطلقون عليه تسمية “زبون أبو رويشة”.
 الصاية: وهي ثوب مفتوح من الأمام له أكمام طويلة أو قصيرة، وتلبس هذه الصاية فوق القصيرة، وظلت موجودة في أرياف شمال وشرق سوريا حتى وقت قريب.
– المحزم: وهو الذي يتزنر به الرجال ويكون إما من الصوف وله عدة ألوان، أو من “الساتان” أو “الشاش”.
– البدن: وهو زبون أزرق طويل يتم ارتداؤه فوق الثياب ويكون فضفاضاً يمكن أن يحل محل “الجاكيت” أو العباءة.
– السروال: وهو من الخاصة أو الخام له “تكة”.
الشروال: يلبس فوق “الشروال” العادي، وفوق القميص بالشتاء وله جيوب من جانبيه.
– الخرقة: وهي جبة من “الساتان” أو الحرير ذات بطانة رقيقة تلبس في الصيف، ولها فتحات بدلاً من “الجيوب”.
– الدامر: وهو القطعة التي تلبس فوق الثوب أو الزبون، وقد يكون من “الساتان” أو الجوخ، وله جيوب، يسمى في الريف “قطش”.
– الإبطية: تشبه السترة أو الدامر ولكنها أوسع منها وذات أكمام قصيرة، وقد تطرز بالقصب ويكون لها بطانة، وجيوب.
– المقطنية: وهي معطف يلبس فوق الثياب ويلبسه الرجال والنساء على حد سواء.
والجدير بالذكر أن الأزياء الشعبية في المنطقة تتصف بأنها مريحة، وذلك يتضح من خلال تفصيلها ومقاسها الفضفاض، كما أنها ترضي غرور الشرقيين، وكبريائهم إضافة أنها أخلاقية محتشمة، وهي صحية أيضاً كما أنها كما أسلفنا جميلة وفنية وغنية بزخرفتها.