سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إصرارها في إتقان العزف على الكمان حطم مرارة التهجير

بإصرارها وحبها للفن والموسيقى، استطاعت الشابة “رومينا سيدو” تجاوز العديد من الصعوبات، لتتقن اليوم العزف على آلة الكمان، وتعبر من خلالها عما يخالجها من مشاعر الابتعاد عن أرضها.
أكدت “رومنيا سيدو”، أن العزف على الكمان يساعد النساء على تقوية شخصيتهن، ويمنحهن السلام الداخلي، إلى جانب إثباتهن لدورهن في المجال الثقافي، لأن العزف ليس مقتصراً على الرجال فقط، بل بإمكان النساء تعلمه وإتقانه أيضاً.
آلة عريقة 
يعتبر الكمان آلة موسيقية عريقة وقديمة، اتخذت سابقاً أشكالاً مختلفة، رافقت مختلف العصور بتنوعها واختلافاتها الحضارية، فهو بلا شك من أكثر الآلات الموسيقية قدرةً على تحريك مشاعر وعواطف المستمع.
ولم يقف التهجير إلى الشهباء في شمال وشرق سوريا عائقاً أمام مواهب شابات عفرين، فالشابة “رومينا سيدو” البالغة من العمر عشرين عاماً، تعلمت العزف على الكمان، وعملت على صقل موهبتها في العزف حتى أثناء فترة نزوحها قسراً بتدريبها للفتيات.

فترة انضمامها وتدريبها
وعن بداية انضمامها إلى المجال الفني، قالت: “لقد شاركت منذ صغري في الكثير من فرق الغناء والرقص بناحية “جندريسه” في مقاطعة عفرين المحتلة، ولاختبار مواهبنا ولنستطيع إثبات أنفسنا قام المعلم بأخذنا إلى المعهد الثقافي في عفرين”.
وأوضحت، أنها لم تفكر يوماً بالعزف على آلة الكمان، أو حتى التفكير أنها ستتعلق بها إلى هذا الحد، لكن عند ذهابها إلى المعهد الموسيقي بتشجيع من والدها وسماعها لألحان العزف على الكمان شعرت بتغير في عواطفها والراحة لسماعها لتختار بعدها العزف على آلة الكمان.
وعن فترة تدريبها قالت: “تلقيت التدريب في المعهد الموسيقي في عفرين قرابة العام والنصف لم تكن الفترة الزمنية كافية لأصبح محترفة، لأنني لم أستطع اكمال التدريب جراء القصف التي تعرضت له عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها هجرنا إلى مقاطعة الشهباء”.
وأضافت، أنها نظمت نفسها مع العديد من الأشخاص الذين نزحوا قسراً إلى الشهباء: “لم يكن التهجير سهلاً بالنسبة لنا، لكنه لم يقف عائق أمام أرادتنا واستمرارنا في الحفاظ على مواهبنا وثقافتنا، لذلك قمت بجمع الأشخاص الذين كنت أعرفهم في عفرين وضمن القرية التي كنت أقطنها اثناء التهجير لأسس مجموعة صغيرة من الشابات اللواتي كن يعزفن على الكمان”.
وأشارت، إلى أن الصعوبات التي واجهتها بعد التهجير كان عدم وجود المعلمين في الشهباء، وبعد تأسيسها للمجموعة أصبحت تدرب المنضمين على الرغم من خبرتها البسيطة لتتعلم معهم شيئاً فشيئاً، وتصبح متمكنة على العزف، لافتةً، إلى معاناتهم أيضاً في عدم توفر الآلات وعدم استطاعتهم تأمينها لكل طالب.
وقالت عند بداية افتتاح مركز الهلال الذهبي في الشهباء كان لها دور في تعليم من يرغب بالعزف على الكمان: “لا أستطيع القول بأنني محترفة إلى حد كبير لكن سأعلم ما تعلمته لغيري”، لافتةً، إلى المعنويات التي تتلقاها هي وغيرها من شابات عفرين عند خروجهم على المسرح في الاحتفاليات والأمسيات الفنية، لأن هذا التشجيع يزيد من إصرارهم وعزيمتهم وتعلقهم بمواهبهم.
وأضافت، أنها دربت العشرات من الشابات والأطفال في الشهباء أثناء فترة التهجير ومازالت تدربهم حتى الآن، كما أنها تمتلك فرقتان لتعلم العزف، وتحاول تأسيس مجموعة جديدة.
وفي ختام حديثها قالت “رومينا سيدو”، أنها على أمل أن تتحرر عفرين وتعود إليها لتصبح معلمة وتأسس اوركسترا خاصة بالمرأة وتفتتح معهد موسيقي للأطفال.
وكالة أنباء المرأة