إسحاق: السوريون من يُقررون شكل وطبيعة النظام اللامركزي الأنسب لهم

قامشلو/ إيفا إبراهيم –

أكد ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن بسام إسحاق بأنهم يسعون للوصول إلى حل سياسي للقضية السوريّة عامةً ولشمال وشرق سوريا خاصةً، وأضاف بأن من يقرر شكل وطبيعة النظام اللامركزي الأنسب لهم هم السوريون، ولا بد من تثبيت ذلك بدستور سوري جديد.

جاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته صحيفتنا معه، وكان الحوار على الشكال التالي:

ـ أنتم ممثلون عن الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا في الولايات المتحدة الأمريكية، هل تطورت علاقاتكم مع واشنطن عما كانت عليه سابقاً؟

هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ويتطلب الأمر أن نسعى للتواصل معها وشرح مطالب الشعب في سوريا عامةً ومناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق وسوريا خاصةً، بالتأكيد بعد مرور ما يزيد عن عامين على افتتاح ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن توسعت علاقاتنا معها، ولكن الولايات المتحدة بشكل عام تتغير سياساتها دائماً فهناك انتخابات دورية مثلاً في الكونغرس كل سنتين، وانتخابات رئاسية تُجرى كل أربع سنوات، بالتالي يجب على البعثات الدبلوماسية مجاراة التغيرات التي تحدث.

ـ الآن مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى سدة الحكم، ماذا تأملون من الإدارة الأمريكية الجديدة؟

نتطلع إلى إقامة علاقة وثيقة مع الإدارة الجديدة مبنية على شراكة في المسعى لتثبيت الأمن بمناطق شمال وشرق سوريا ودعم الإدارة الذاتية، والسعي المشترك نحو حل سياسي للمعاناة السوريّة، بالتأكيد هناك ثوابت في السياسية الأمريكية الخارجية لكن لكل إدارة أسلوبها في التعامل مع القضايا الدولية، لذلك نتطلع إيجابياً لتركيز الإدارة الجديدة على أهمية جعل حقوق الإنسان محوراً أساسياً في تعاملها مع الدول، ونسعى إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي تحدث وبخاصةً تلك التي تحدث في المناطق التي احتلتها دولة الاحتلال التركي بشكل يومي بحق المواطنين السوريين سواءً في عفرين أو سري كانيه أو كري سبي وغيرها من المناطق.

ـ العلاقات الأمريكيّة مع الإدارة الذاتية في تطور مستمر، ما هي الرؤى المستقبلية لتلك العلاقة؟

نحنُ في مجلس سوريا الديمقراطية نتمنى تطوير العلاقة مع كافة الدول الديمقراطية بما فيها الولايات المتحدة وعلى كافة الأصعدة، بما يخدم مصالح شعوبنا والشعب السوري، أما فيما يخص علاقاتنا بالولايات المتحدة فهي محكومة بالتزاماتها الدولية بما يخص الحل السياسي لسوريا بشكلٍ عام، وأعني هنا القرار الدولي للأمم المتحدة ٢٢٥٤ وبيان فيينا عام ٢٠١٥. لكن الوضع على الأرض في سوريا قد تغير خلال السنوات العدة الماضية ولا يمكن تجاهل دور مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي النهائي لسوريا، لذلك نحن نؤكد للإدارة الجديدة أهمية مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية في أي حوار سياسي حول مستقبل سوريا.

ـ الأمريكيون يُصرّحون دائماً بأن تحالفهم مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل القضاء على مرتزقة داعش ومحاربة الإرهاب، هل هذا يكفي لاستمرار العلاقة؟

القضاء على مرتزقة داعش ليس فقط عملية عسكرية بل العمل على تطوير ثقافة ممانعة للتطرف بكل أشكاله، تكون مبنية على قيم الديمقراطية من تعددية وشراكة حقيقية بين جميع الشعوب السوريّة، وهذا يتطلب علاقة تتجاوز التعاون في المجال العسكري فقط وهذا ما نحاول تثبيته.

– ما هي مخططاتكم المستقبلية بإيصال صوت أهالي شمال وشرق سوريا لمراكز القرار الأمريكية؟

سنستمر في ممثليتنا بأمريكا في التواصل والحوار مع كافة أطراف الدولة من هيئات تشريعية وتنفيذية، وأيضاً مع منظمات المجتمع المدني بكل أطيافها، وسنعمل على تثبيت مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ليكون الأساس في المشروع الوطني السوري ككل.

ـ لماذا لم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن بالإدارة الذاتية كجسم سياسي يقود شمال وشرق سوريا؟

الممثلية لم تطرح يوماً موضوع الاعتراف بمناطق الإدارة الذاتية لأننا مع المشروع الوطني السوري والحل النهائي للأزمة، لأن هذا يعني المطالبة بتقسيم سوريا، ونحنُ في مجلس سوريا الديمقراطية مع وحدة الأراضي السوريّة، فهل اعترفت الولايات المتحدة بإقليم كردستان العراق مثلاً؟ الاعتراف جاء من خلال توافق العراقيين ومن خلال دستور جديد للعراق، لذلك نحنُ في مجلس سوريا الديمقراطية نسعى للوصول إلى حل سياسي للقضية السوريّة عامةً ومن خلاله سَتُحل مسألة شمال وشرق سوريا، بحيث يقرر السوريون شكل وطبيعة النظام اللامركزي الأنسب لهم وتثبيت ذلك بدستور سوري جديد، ومن بعد ذلك يأتي الاعتراف الدولي.

– كلمتكم الأخيرة؟

من المهم بمكان أن نستمر بتطوير نموذج الإدارة الذاتية بحيث يكون مثالاً يُحتذى به في جميع المناطق السوريّة، ولكل السوريين في الديمقراطية والتعددية، وهذا يُسهل علينا العمل بالخارج في إقناع العالم، بأننا نستحق وقوفهم إلى جانبنا ومع نموذجنا ونضالنا من أجل سوريا جديدة تكون لكل السوريين دون مواربة.