إداريات بعين عيسى: “الأنظمة الاستبدادية تتربص بثورة المرأة الحرة، وتعمل على إفشالها”

روناهي/ عين عيسى ـ

خاضت المرأة السورية خلال السنوات الماضية تجارب عدة، وتخطت عقبات كبيرة لتحقيق الحرية المنشودة، ومحاربة العنف الممارس بحقها، والعمل على الانفكاك من عقدة العادات والتقاليد البالية، التي لطالما كبلتها، وحالت دون تحقيقها لذاتها في إطار هيمنة الفكر السلطوي الذكوري، والأنظمة الفاشية الحاكمة.

وبعد انطلاق ثورة روج آفا في 19 تموز 2012 التي كان للمرأة السورية في شمال وشرق سوريا الريادة فيها، وأصبحت نموذجاً لغيرها من نساء العالم؛ لما حققته من إنجازات وانتصارات في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، وحررت بنات جنسهن خلالها من الاستغلال والعنف والسواد، الذي حل بهنَّ إبان سيطرة الجماعات المسلحة والمرتزقة.

وبرزت المرأة في ميدان التحدي، والمقاومة لمواجهة الأنظمة الفاشية، ومناهضة أنواع الاضطهاد والتهميش كافة، لدورها، للسير على خطا المرأة الريادية في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث اندلعت عدة مظاهرات احتجاجية ضد النظام الإيراني، بعد حادثة مقتل (جينا أميني)، وحالة غضب شعبي عارم لاستهداف الناشطة (ناكهان أكارسال) بعدما تكشفت علامات ودلالات تورط النظام التركي واضحة في حادثة استهدافها.

المرأة السورية “ريادية” وقائدة ثورة التغيير

وبهذا الصدد أكدت الإدارية بدار المرأة بناحية عين عيسى صالحة محمد، أن المرأة السورية في مناطق شمال وشرق سوريا، تجاوزت أشواطاً عدة ذهنياً، وعملياً بسبب جنيها ثمار النضال والمقاومة، التي قادتها ثورة روج آفا، واستطاعت أن تحقق تغييرات مهمة في صفوف بنات جنسهنَّ للتعرف على حقوقهنَّ، ومكامن قوتهنَّ، وطاقاتهنَّ الكامنة.

واستشهدت “صالحة” بدخول المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بمجالات العمل الخدمي والسياسي كافة، حتى العسكري منها، ومشاركتها الرجل في إدارة العمل من خلال نظام الرئاسة المشتركة في الإدارات، والقوات العسكرية في الجبهات بالمقاومة، والتصدي للمحتل الطامع في احتلال المزيد من الأراضي السورية، وكان لها الدور البارز في تحرير المناطق من الإرهاب المتمثل بمرتزقة داعش.

وشددت في نهاية حديثها على أن المرأة السورية في مناطق شمال وشرق سوريا، أصبحت ملهمة لغيرها من النساء في العالم أجمع، لذلك نسعى أن يكون نضال المرأة السورية مقدمة للخلاص من الأنظمة الفاشية، التي تعي خطورة تحرر المرأة، وتحاول وضع العراقيل أمام هذا التحرر؛ فلا بد من تصعيد النضال والمقاومة، حتى تحقيق أهداف ثورة المرأة الحرة في أنحاء العالم كلها.

مواجهة العنف الممارس بحق المرأة يتطلب التسلح بالوعي

من جهتها لفتت عضوة منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة “شريفة جاسم”، أن نضال المرأة وتحررها من قيودها بدأ يؤتي أوكله بعد اندلاع المظاهرات الاحتجاجية في عموم المدن الإيرانية، على خلفية استشهاد (جينا أميني) التي لاقت مصيراً شنيعاً على يد أجهزة النظام الإيراني الأمنية، وهذا الغضب العارم، الذي عم تلك المناطق هو جزء من ثورة المرأة، التي تقودها الآن المرأة السورية في مناطق شمال وشرق سوريا، ومقدمات لإنهاء حكم الأنظمة المتسلطة، التي تمارس العنف، وتستهدف المرأة بالذرائع والحجج المختلفة”.

وأضافت: “يجب على العالم أجمع، أن يلتفت إلى خطورة هذه الممارسات الوحشية بحق النساء في أنحاء العالم كافة، فكل امرأة تطالب بحقوقها وحريتها يتم استهدافها كما فعلت الأيادي الخفية التابعة للنظام التركي في مناطق باشور كردستان مؤخراً من استهداف الناشطات النسائيات، وحادثة قتل الناشطة (ناكهان أكارسال)، التي استُهدفت فقط؛ لأنها تُطالب بحقوق بنات جنسها وتفضح الممارسات، التي تقوم بها السلطة، ومن ورائها الذهنية الذكورية الحاكمة”.

وختمت العضوة بمنظمة سارة (شريفة جاسم) حديثها بوجوب الاستمرار بمواجهة كافة الحوادث الوحشية بحق النساء، والتخلص من العادات والتقاليد البالية، التي تعمل على نشرها الذهنية السلطوية للأنظمة لوأد الثورة الحقيقية، والشعبية، التي تقودها المرأة من خلال التسلح بالوعي وإدراك الحقائق بشكل جيد، ومحاربة مكامن الجهل، الذي من الممكن استخدام المرأة من خلاله كبيدق لتغييب دورها وإفشال نضالها الأسطوري”.