أُمميون يجدون في ثورة الشمال السوري ثورة للأحرار

تقرير / ليكرين خاني – غاندي إسكندر –

روناهي / كركي لكي ـ الكثيرون تأثروا بثورة الحرية في روج آفا والشمال السوري، وجاءوا من أقاصي البلدان، ليرتشِفوا من نبع الحرية على أراضي روج آفا والشمال السوري الطاهرة.

قلة أولئك الذين ينكرون ذواتهم، ويضعون أنفسهم في خدمة الشعوب الساعية إلى الإرتشاف من ينابيع الحرية، لكن في روج آفا وشمال سوريا تتغير كل الموازين وعلى أرضها تُرسم أناشيد الانعتاق، والمثل العليا فمن أراد السمو بذاته، ونيل أوسمة الفخر، والتماهي مع أحاسيس الأحرار، ورسل الديمقراطية في ملاحم البطولات، وقصص الفداء، فالحياة بكل معانيها تتجذر في ثنايا أرضها، وبين موزاييك شعوبها.

حول الدعم والمساندة المعنوية لقضية الشعوب في شمال سوريا وروج آفا، أجرت صحيفتنا تقريراً عن بعض المساندين من الشبيبة الأمميين، الذين تركوا رغد الحياة في بلدانهم، وتوجهوا صوب الأرض التي تحقق أمانيهم في الحياة الحرة.

طمعاً بالحياة الحرة … قطعنا آلاف الأميال

لقد غادرنا أوروبا، وتوجهنا إلى روج آفا والشمال السوري طمعاً بالحياة الحرة، ولأننا نؤمن بأنه من واجب كل الثوريين، والثوريات دعم ثورات الحرية حول العالم، بهذه الكلمة بدأت هنار روج آفا حديثها معنا، وتابعت هنار بأنه لا يهم أين نكون عندما نقود المعركة ضد الظلاميين، والفاشيين، وأضافت بالقول: “نعلم بأننا سنعيش حياة خطيرة لأن الحُكام، والطغاة يستغلون كل الوسائل ضد الحركات الثورية حول العالم”.

ونوهت بالقول: “بالطبع هنا في روج آفا، وشمال سوريا تُدار معركة حامية، وثورة منقطعة النظير، ونحن نريد من خلال مجيئنا إلى هذه الأرض أن نُعبّر عن احترامنا الفائق لكل الثوريين، والثوريات الذين يدافعون عن القيم الثورية بشكلٍ يومي، وأيضاً نريد أن نقف بإجلال لأولئك الذين رووا دمائهم في المعارك ضد الظلاميين، والفاشية”.

وأوضحت بأنه من بين أسباب وجودهم كأمميين في روج آفا هي رغبتهم بتقديم مساهمة صغيرة معنوية لأبطال الخنادق، وأيضاً لكي يتعلموا ويستفيدوا من تجربة الثوار الحقيقيين، فينقلوا أفكارهم إلى أوطانهم لتكون زاداً لهم في نضالهم.

نظام الإدارة الذاتية هنا مُثير للاهتمام

 وأكدت هنار في سياق حديثها بأن نظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هو نظام مثير للاهتمام، وتابعت: “فمن النادر في التاريخ أن تلعب النساء دوراً مهماً ومركزياً في التنظيم، والإدارة، والتشكيلات العسكرية، وفي إدارة المراكز، والمقاطعات، وهذا كله يثير فضولنا لأن تحرير المرأة هو من أهم أهداف الثورة المركزية، ويجب أن يستمر العمل على هذا النحو”.

وبيّنت بأنه يجب على المرأة أن تقاوم وتناضل ولا تجعل ثورتها ثورة جانبية، وأيضاً ما يثير اهتمامهم كأمميين هو أنه كيف استطاعت الشعوب أن تصل إلى هذه الدرجة من الوعي التحرري، والتي من خلالها استطاعت أن تبني وتنتصر على الصُعد الاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية كافةً.

جئنا لاستلهام الوحي من العنفوان الثوري

وأضافت هنار: “ما نريد قوله، أو إيصاله هنا في شمال سوريا؛ هو بأنه عندما وصلنا إلى هنا كنا وما زلنا نريد دعم الثائرين، والمشاركة معهم في إنجازاتهم، ودفع الثورة معهم إلى الأمام”.

وأشارت بأنهم يشعرون بالقوة الموجودة في المنطقة بشكل لا يصدق وهذه القوة تدعمهم أيضاً وهم كأمميين يريدون أن يُبرِزوا للعالم بأنه من الممكن رؤية عالم رائع في روج آفا وشمال سوريا.

وشددت بأن القوة التي استلهموها من العنفوان الثوري سيحملونها بين أفئدتهم وعقولهم لينقلوها إلى أوربا وسيساعدهم هذا على استكمال نضالهم مع منظماتهم التي تريد أن تدفع ثورات الحرية إلى الأمام في كل مكان.

المرأة إيقونة المقاومة ويُحتذى بها

وأوضحت هنار بالقول: “لقد رأينا وتعلمنا الكثير من المناضلات اللواتي يدافعن ضد النظام الرأسمالي، والشوفيني بقوتهن، وعلينا أن نأخذ الوحي من هذه القوة، ونأخذ أيضاً الأشياء الحكيمة التي لها علاقة بتنظيم المنظمات، والاتحادات النسائية المستقلة، واستعمالها لبناء هياكل خاصة بنا، وتطويرها. ونتمنى إنشاء رابط متين بين الحركات الثورية، وإظهار تضامن دولي لهذه الثورة التي ربما تكون نواة قيام ثورة كبرى؛ لذلك يجب أن ندافع عن هذه الثورة حول العالم”.

وأردفت هنار بأن هناك نقطة خاصة أخرى، ومثيرة للإعجاب هي أنه كيف تمكنت المرأة أن تكسر حالة احتكار السلطة المدنية والعسكرية، فهي استطاعت أن تشكل لنفسها إدارة حرة غير اعتيادية، فإضافةً إلى المشاركة العسكرية الفعالة هناك دعم النساء لبعضهن البعض وإنشاء الهياكل الجزئية المستقلة والتي لم تُجرب حتى الآن في أوربا ولا في أي مكان في العالم.

رغبتُ بمعرفةِ المزيد من الأفكار الثورية

ومن جانبه أكد عضو الشبيبة الأممية شاهين برخدان، بأنه بفضل الثورة في روج آفا والشمال السوري تعلم الكثير، وأراد المشاركة فيها رغبةً منه في معرفة المزيد من الأفكار الثورية، والإنسانية، والمساهمة في دفع الثورة إلى الأمام من خلال أفكار جديدة.

 ولفت شاهين بالقول: “أتيت إلى روج آفا منذ ستة أشهر، وأنا على يقين تام بأنه بإمكاني إضفاء طابع أممي ثوري على شخصيتي التي تأبى الظلم على شعوب العالم أجمع”. وتابع شاهين بالقول: “أنا أشارك في المجال الطبي، وأسعى إلى تقديم المساعدة قدر الإمكان لثوار الخنادق الذين يدافعون عن القيم الإنسانية، والثورية”.

أفتخرُ بمشاركتي بثورة روج آفا

وقال شاهين بأن ثورة روج آفا، وشعوب شمال وشرق سوريا، هي من أهم الثورات التي يفتخر بمشاركته فيها، وعند عودته إلى بلده سوف يكون قادراً على قيادة الأفكار التي تعلمها هنا وسيسعى قدر الإمكان إلى تطويرها مع أصدقائه الشباب والشابات الأمميين.

 وعن رأيه بنظام الإدارة الذاتية ذكر شاهين بأن الإدارة الذاتية تعتبر من أهم الأفكار الواجب تطويرها بشتى الطرق، لأنها من المشاريع المميزة التي سوف تساعد على استقلالية الشعوب، وتعايشها مع بعضها البعض.