سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أين هم وأنّات ولدي تتزايد بشكلٍ مستمر دون أن تجد آذاناً صاغية..؟!

منبج/ آزاد كردي ـ

لم تكن قصة كفاحها عادية ولكنها أشبه بـ«المستحيلة» من ظروف مادية صعبة وتربية خمسة أبناء بينهم ولدها “وسام” وهو من ذوي الهمم. وظلت صابرة وقوية ومكافحة لسنوات، على أمل من أن يمد لها العون في زمن اشتدت فيه المشقة على ولدها وأسرتها أيضاً.
تروي والدة “وسام” التي تعيش مع أطفالها في حي الحمدانية الشهير بحي “الحزاونة” ضمن بيت صغير متواضع بآجار قدره 50 ألفاً: “إنني رغم المعاناة وقسوة الحياة على أسرتي فأنني لا أملك أي خيار آخر سوى الصبر ومكابرة يائسة لعلها تصطنع ابتسامة رقيقة على مُحيا ولدي الصغير”.
وأضافت أنهم: “هجروا إلى مدينة منبج مع سيطرة مرتزقة داعش على قرية العريمة الواقعة غربي مدينة الباب، فيما زوجي لا يملك عملاً يدر عليه مدخولاً ثابتاً إنما يعمل بائعاً للجرابات على بسطة متنقلة لا تكاد تسقي الريق أو تشفي الصدور”.
في لحظة عابرة تذرف الأم دموعها وهي تردد: “إن ولدي يبلغ من العمر 11 عاماً وهو بحاجة إلى أدوية مستمرة لأنه مصاب بمرض عضال، لعدم قدرته على النمو الجسماني اطراداً مع عمره الحقيقي”، لكنها تكفكف دموعها بكلمات مشجعة: “أرجو من الله أن يسوق لنا من أهل الخير بأن يتكفل بتكاليف علاجه الكبيرة لمساعدتي أسرتي على الظروف المعيشية الصعبة”.
وأضافت إن: “كلفة العلاج الشهرية تزيد عن 30 ألف فضلاً إلى مصاريف أخرى، كالحفاظات وبعض الطعام المخصص”.
واختتمت بالقول: “لم تزرنا أي منظمة إنسانية أو إغاثية منذ وقت طويل، فعجبٍ عُجاب أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً، أين هم وأنات ولدي تتزايد بشكلٍ مستمر دون أن تجد آذاناً صاغية، كما يُفترض إيجاد بيئة سليمة لإدماجه بالمجتمع حتى لا يحس بالضعف والقصور”.