سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أهواء السيرة الصحفية في “رئيس التحرير” للروائي أحمد فضل شبلول

سيرة روائية بين الواقع والتخييل

منى لملوم/ مصر_

رئيس التحرير، رواية تمزج بين الواقعية والتخييل، لن تستطيع التمييز بين الواقعي وبين الخيال، لن يسمح لك الروائي بذلك، ستظن أن هذا الموقف حدث بالفعل، فإذا سألته هل هذا الموقف ينتمي للواقع؟ فاجأك بقوله: لا. هذا من صنع الخيال، وإذا تصورت موقفا من صنع الخيال قال لك: هذا حدث بالفعل، هذا الإرباك يشعرك أن المزج بين الواقع والمتخيل، تم بشكل سلس وناعم وبسيط.
ورئيس التحرير هو العنوان الرئيس للرواية الأولى للشاعر أحمد فضل شبلول، التي يحكي فيها سيرته الذاتية بداية من عمله رئيسا لتحرير مجلة الحائط بكلية التجارة جامعة الإسكندرية حيث كان يدرس، وصولا بعمله محررا بإحدى المجلات الخليجية الشهيرة، ومعها يحلل الوضع السياسي، والاجتماعي والاقتصادي، والثقافي، والصحفي في المنطقة العربية في الفترة التي تناولتها الرواية بداية من انتفاضة 18 و 19 كانون الثاني 1977 في مصر وصولا إلى 25 كانون الثاني 2011، ولم يكن حلمه الذاتي أن يصبح رئيسا للتحرير، بل كان حلم محبوبتيه منى فارس والجوهرة إبراهيم، فقد أحب إحداهما بمصر، والأخرى بالخليج، لم يستسلم للأولى، ولكنه استسلم للثانية، رشحته الأولى وساندته الثانية، وظف في روايته بعض قصائده الشعرية، وكتب بعضها خصيصا للرواية.
وبالرغم من تساؤل دكتور “مصطفى شميعة” في قراءته النقدية عن الرواية “رئيس التحرير سيرة الرواية ورواية السيرة” هل هي سيرة، أم رواية، أم سيرة روائية؟ إلا أنه أيا كان التصنيف الصحيح لها كعمل أدبي، وبالرغم من أن العنوان الفرعي للرواية (أهواء السيرة الذاتية)، يوحي أنه سيتحدث عن سيرته الذاتية من عدة نواح، إلا أنه اكتفى بسيرته الصحفية منها فقط، وصنع عالما خاصا ببطل روايته يوسف عبد العزيز مغايرا اجتماعيا لما عليه الروائي، ففي الرواية لم يتزوج البطل يوسف عبد العزيز، بينما كاتب الرواية تزوج ولديه أبناء، فهل فعل الكاتب ذلك لأنه لا يسمح لنفسه بأن يشارك القارئ حياته الشخصية، ويرى أنها مساحته الخاصة، أم لأنه يدخرها ربما لجزء آخر من سيرته يرويها فيها، خاصة وأنه قد ترك نهاية الرواية مفتوحة.
واقع وأسرار الوسط الثقافي والصحفي
 شخصيات روايته أغلبها من صنع خياله، وبعضها مزجت الواقع بالخيال، فالشخصيات الخيالية، ومنهم الجوهرة إبراهيم، هذه الشخصية المحورية في الرواية والتي كانت محركا أساسيا للأحداث، فهي التي فتحت له الطريق لعمل استطلاع رأي عن “البتراء” بالأردن، الأمر الذي لم يسمح لأحد غيره به منذ تولت هي هذا الملف، ولم يكن هذا الاستثناء الوحيد له،  بل كان هناك خلاف بينه وبين رئيس التحرير على ملف عن “الغربة وتكاليفها في الخليج” حيث رأى رئيس التحرير أنه موضوع حساس للغاية، وقد يجلب بعض المشاكل، إلا أن الجوهرة تدخلت لنشره، ولكن الملف الذي لم ينشر فعلا كان عن ثورة تموز 52، والحقيقة أني كنت أظن تلك الملفات واقعية قام الروائي بإعدادها بالفعل إلا أنه حين استفسرت منه عنها، فاجأني أنها جميعا متخيلة، هذا الخيال الذي ستصدقه مثلي، وتظن أنه بالفعل قام بذلك، حتى أني دخلت إلى موقع المجلة العربية وبحثت عن تلك الملفات.
 والجوهرة لم تسانده فقط في تثبيت وجوده بالمجلة، ولكنها سمحت له أيضا باستخدام مكتبها وسلمته المفتاح، وقبل ذلك سلمته قلبها!
بالإضافة إلى زملائه المتخيلين، الذين تناول من خلالهم خفايا الوسط الثقافي والصحفي، فهذا زميله الخائف من هذا القادم الجديد، أو زميله الذي عرض عليه مشاركته في السكن ليساعده في تجاوز الأزمة المالية، التي يمر بها عقب وصوله، ولم يكن ذلك ربما سوى للتجسس عليه لصالح رئيس التحرير، ولعل أقوى تلك المؤامرات ما قام به زميله، الذي رأى في وجوده تهديدا لمكانته، حيث أرسل خطابا من قارئة، ادعى أنها شخصية أكاديمية من المغرب العربي، تعترض على أحد أعداد المجلة، الذي نشر به موضوعين دفعة واحدة، ليفند سبب الاعتراض من ضعف مستوى العدد ضاربة المثل بما نشر باسمه، كما تعترض على نشر موضوعين له بالعدد نفسه، ولكن تم كشف المؤامرة بسهولة، ولم تضر وجوده بل ربما أفادته فكشفت له المؤامرات، ونبهت رئيس التحرير إلى المؤامرات ضد القادم الجديد.
والمؤامرات لم يقابلها يوسف فقط في الغربة، بل لقيها من بعض زملائه بالمجال في مصر أيضا، ومنهم الشاعر الذي كان معجبا به حين أنكر معرفته به لما علم أنه مرشح للسفر لمؤتمر مهم، وادعى أنه ربما يكون من كتاب الأقاليم، كما تكشف الرواية الباحثين عن الشهرة مقابل المال، حين حاولت زميلته “علياء الزغبي” أن تتوسط لشاب كي يقوم بمراجعة ما ظنه شعرا، وجعله لائقا بالنشر بالمجلة، الأمر الذي رفضه يوسف بشدة، فهو صاحب قيمة ويحترم نفسه، وهذه الصفة ظهرت أيضا حين رفض أن يقبل اقتراض المال حتى يصرف له راتبه المتأخر.
المثالي الذي وقع
في البداية كان يبدو يوسف عبد العزيز، وكأنه شخص مثالي، لولا أن خوفه من أمن الدولة، حين جاءه استدعاء بسبب مراسلته لإحدى المجلات العربية، أظهره بمظهر الشخص المرتعد غير الواثق، لتكون علاقته بالجوهرة ضربًا لمثاليته.
والجوهرة التي أرى أن اختيار اسمها، لم يكن أبدا صدفة، هي شخصية ذات علاقات ونفوذ قوي، كانت تضرب رئيس تحرير المجلة الخليجية -الذي عينته – بـ “يوسف عبد العزيز” بطل الرواية، حتى أنها وعدته بأن يتولى هو رئاسة التحرير مكانه، وهذه الشخصية المثيرة والمحيرة، التي نجحت في شد يوسف عبد العزيز بطل الرواية إليها، الذي رفض من قبل الانصياع لعلاقات مماثلة مع زميلته “منى فارس” التي أحبها بشدة، وعنف، وكانت زميلة كفاح شعري وسياسي وصحفي، والسؤال الملح هنا: لماذا ارتضى بتلك العلاقة مع الجوهرة؟ ولم يقبل بها مع زميلته منى؟ هل لأن الجوهرة فتحت له الطرق المغلقة كلها؟ أم لأنه كان في غربة؟ أم هي الرغبة في الامتلاك؟ فقد كانت الجوهرة تعرف عنه الكثير من الأسرار، التي نكتشف في نهاية الرواية كيف عرفتها عنه دون أن تبوح له بذلك؟
 ولكن كان يوسف رغم علاقته مع الجوهرة ما زال يحب منى فارس، فقد كان يقارنها دائما بكل امرأة يراها ويثبت مع كل مقارنة أن محبوبته أفضل، بدأ ذلك بمقارنتها بـ “خشبة عمود عبد الواقف” زميلته بالجامعة، مرورا بعلياء الزغبي زميلته بالمجلة الخليجية اللبنانية، انتهاء بالجوهرة نفسها.
فلاشات روائية
واعتمدت الرواية على الفلاشات الروائية، أو طريقة الفلاش باك، فشهدت الأحداث تقدما ورجوعا، ورجوعاً وتقدماً، حيث تبدأ الرواية من استعداده للسفر كمحرر في إحدى مجلات الخليج، ثم يعود ليتذكر حياته الجامعية، ومراسلته للمجلات العربية، ثم يعود للحاضر وهكذا، إلا أني شعرت بفجوة زمنية أثناء قراءة الرواية ما بين تخرجه وعمله، وبين افتتاح مكتبة الإسكندرية، فتجد نفسك لا تدري هل في تلك الفترة لم تكن هناك أحداث مهمة ذات ارتباط وثيق بسيرته الصحفية، أم أنه كان هناك جزء من سيرته كان قد كتبه من قبل إلا أنه حذفها ضمن ما حذف لاختصار الرواية كما ذكر في إحدى حواراته، حيث أشار إلى أن الرواية في البداية كانت 300 صفحة من القطع الكبير، فيها عدة ملفات توثيقية، وجاء الحذف بناء على نصيحة بعض أصدقائه، وحتى لا تطغى المعلوماتية على السرد، ولكن رغم ما حذفه الروائي، إلا أنك  تجده عندما يتحدث عن زيارته للبتراء في الأردن، تجده في فصل بعنوان “النبطي” الذي أصبح راويا في هذا الفصل يحكي عن تاريخه وحاضر أحفاده، فيشير إلى تشييد مدينته الكاملة في قلب الصخور والجبال، وحفر مساكن قبيلته وأبنائه في أعماق الجبل الصخري الشامخ الذي يتحدى الدنيا وصواريخها وقنابلها التي سيخترعها أحفاده فيما بعد، ثم يتطرق لما دونه في صحيفته التي أطلق عليها “الكتبي”، لينتقل للزمن الحاضر ويحكي عن أحفاده واستخدامهم للإنترنت، وإصدارهم نشرة تعريفية تصدر عن الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري “بيت الأنباط”، ويذكر بعضا من الكتب المهمة عن حضارتهم، ومنها “تطور الخطوط والكتابة العربية من الأنباط إلى بدايات الإسلام” للكاتب بياتريس جرندلر، والذي قاما بترجمته للعربية من أحفاده الدكتور سلطان المعاني والدكتورة فردوس العجلوني، وكتاب “عهد الحارث الرابع” لمسلم الرواحنة، وكتاب “مملكة الأنباط” للدكتور خالد الحموري، وكتاب “حضارة الأنباط من خلال نقشوهم” مع وصف لما جاء في تلك الكتب، وكأنه قرر أن يوظف الملف الذي نشره يوسف عن البتراء في صورة هذا الحوار الذي كان يمكن اختصاره، وربما فعل ذلك بدافع محبة للمكان الذي أبهر البطل.
لكل محبوبة لوحتها
يظهر عشق الروائي للفن التشكيلي ولن أقول البطل؛ -لأن ذلك الاهتمام قاسم مشترك في روايات شبلول في وصفه للوحات في مكتب الجوهرة إبراهيم الذي أعطته مفتاحه وسمحت له بالدخول إليه وقتما يشاء، ليجد لوحة ليدي ليليث للفنان دانتي غابرييل روزيتي، ليتساءل عن سر اختيار الجوهرة للوحة فيقول: “هل ترى الجوهرة نفسها ليليث (الجمال، والذكاء، والقوة)”؟
كذلك في وصفه للوحة بنت البلد للفنان د. حامد عويس، اللوحة التي اقترح على منى فارس أن ترفقها مع مقالها الذي ستنشره بالجريدة الشابة الجديدة الصادرة عن حزب الوفد، والتي انضما لفريق تحريرها، وكأنه باختيار تلك اللوحات قرر أن يمثل محبوبته في لوحة تعبر عنها وتصفها.
خلطة سحرية في اللغة
ولأن اللغة أحد العواميد الأساسية للرواية، فكيف يمكن للكاتب التخلص من فخ اللغة في البلد الخليجي، خاصة وهو مليء بشخصيات من جنسيات عديدة، فكان تخلصه أن استخدم اللغة العربية التي يستخدمها الهنود مثلا هناك، مثل حواره مع عامل البوفيه الهندي سوريش:
“دخل عامل البوفيه دون أن يدق الباب، فتذكرت أنه لا يوجد باب لمكتبي من الأصل، وضع أمامي فنجان القهوة الذي لم أطلبه، نظر إلي وقال: إيش بابا؟ ليش بابا يبكي؟
ما في سوريش.. ما في!
بابا يبي (يريد) فلوس؟
وكما تطرق للأحوال السياسية والاجتماعية والثقافية والصحفية في تلك الفترة، تطرق أيضا للاختلافات الهندية، فكانت شخصياته غنية، بزملائه من السنة، وزميله الشيعي “علي بهادر”، وحارس العقار المسيحي، والهنود الذين لا يدينون بدين سماوي.
ومن الجدير بالذكر أن الرواية صدرت عن دار” الآن ناشرون وموزعون بالأردن” في طبعتها الأولى، وهي من القطع العادي وتقع فيه 237 صفحة، والشاعر والروائي أحمد فضل شبلول حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2007، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب عم 2019. وصدر له ثلاثة عشر ديوانا شعريا مطبوعا، وحاصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة عام 1999، وأصدر عدة معاجم عربية، وهو عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، وترجمت بعض أعماله الشعرية ومقالات وروايته للعديد من اللغات، فقد ترجمت الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ للإنجليزية، والليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد للفرنسية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle