بعد عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة أراضيهم الزراعية بسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة خلال الفترة الماضية، أتت الهطولات المطرية والثلجية لتنعش الآمال من جديد وبعث الأمل في نفوس الفلاحين المتعبة.
للهطولات الثلجية فائدة كبيرة تتمثل في زيادة خصوبة التربة على عكس قطرات المطر الثقيلة، في حين أن بلورات الثلج الخفيفة تسقطـ من السماء ببطء مما يمنحها الوقت الكافي لتحمل معها كمية كبيرة من الآزوت الجوي الذي يزيد من خصوبة النبات والذي يعتبر عنصراً مهماً لزيادة نمو النباتات، وبالإضافة لأهمية الثلج في زيادة خصوبة التربة يعتبر مصدر لزيادة كمية المياه السطحية في البحيرات المتشكلة في المنطقة مما يساعد على رفع مستوى المياه فيها والتخفيف من حالة الجفاف التي ضربت مناطقنا مؤخراً وأيضاً تساهم في رفد مصادر المياه الجوفية بالمياه العذبة والصالحة للشرب وللاستهلاك البشري.
وللثلج خاصية أخرى تتمثل في تعديل حرارة الأرض والحفاظـ على توازنها من خلال خاصية الانعكاس العالية لضوء الشمس التي يتمتع بها الثلج حيث من الممكن للغطاء الثلجي أن يعكس ما يقارب الـ80% من أشعة الشمس الواردة إلى سطح الأرض إلى الغلاف الجوي، والكمية المتبقية من الأشعة تعكسها الأشجار والنباتات والتربة، وهذا يدل على أهمية الغطاء الثلجي في تبريد حرارة الأرض والحفاظ على توازن حرارة التربة.
وبالنسبة للصقيع الذي يترافق أحياناً مع الهطول الثلجي فله فائدة كبيرة في القضاء على الآفات القاطنة في الطبقة السطحية من التربة في يوم واحد أحياناً تبعاً لشدة الصقيع، مما يبين مدى أهمية الصقيع في القضاء على الحشرات والآفات التي تضر مستقبلاً بالنباتات والمحاصيل الزراعية مما يؤدي لرفع انتاجية المحاصيل الزراعية، وللصقيع أهمية أخرى لا تقل فائدة عن التي سبقتها حيث يؤدي البرد والصقيع إلى كسر طور الراحة (السكون) في معظم الأشجار المتساقطة الأوراق مما يساهم في تبكير عملية التوريق والتخفيف من الآثار السلبية المترتبة على تأخر تفتح البراعم وإعطاء الأشجار وقت كافي للنمو والتزهير والإثمار.
فللصقيع دور مهم في الحفاظـ على التوازن البيئي وتخفيف أثر الرش الكيمياوي على البيئة لأنه يقلل استخدام طرق المكافحة الكيميائية للحشرات وأيضاً يقلل من استخدام المواد الكيميائية المحفزة للنمو والكاسرة لطور السكون، مما يسهم في خلق بيئة طبيعية وسليمة وصحية.
