سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أهالي كوباني: “قتل النساء.. حرب خاصة أم عادات بالية؟!”

مركز الأخبار ـ شدد أهالي كوباني على ضرورة تحلي الآباء والأمهات بالوعي في التعامل مع أبنائهم ولا سيما الفئة الشابة وإرشادهم بمفاهيم منسجمة وعدم تضييق الخناق والضغط عليهم، وحل المشاكل العالقة بالمناقشة، كما ناشدوا الرجال باحترام آراء المرأة ومشاعرها، وتقديرها وعدم إهانتها أو الضغط عليها، وأشاروا إلى أن ظاهرة قتل النساء أو الإقدام على الانتحار وسيلة من وسائل الحرب الخاصة التي ينتهجها الأعداء في سياسته على المنطقة ويمارسها على الشبيبة والمرأة ولا سيما دولة الاحتلال التركي..
منذ بداية ثورة روج آفا وإلى يومنا هذا، كان هناك نضال من أجل حقوق المرأة في الحرية والمساواة. لكن؛ بالرغم من هذا النضال الذي تم خوضه ونتيجة العقلية الاجتماعية السائدة في المجتمع؛ كان يتم تزويجها وهي قاصر تحت اسم العادات والتقاليد.
وعلى الرغم من جهود مؤسسات المرأة في إقليم الفرات ومؤتمر ستار ومنظمة سارا المناهضة للعنف إلا أنه ومنذ بداية العام الجاري؛ ازدادت حالات قتل وانتحار النساء في مقاطعة كوباني بشكل كبير، فشهدت المقاطعة في الفترة الأخيرة سلسلة من حالات قتل وانتحار للنساء، وأغلبها تعود أسبابها إلى ضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية وخلافات أسرية.
فقدان الوعي يؤدي إلى الانتحار
وفي هذا السياق؛ رصدت وكالة أنباء هاوار آراء أهالي مدينة كوباني، حيث قال المواطن خالد حمو: “إن فقدان الوعي الاجتماعي والعصبية من قبل الرجل يؤدي بالمرأة إلى الانتحار”، وأضاف بأنه يجب حل الأمور بالتفاهم، وعلى الآباء التصرف مع أبنائهم كأنهم أصدقاء لهم، وبخاصة مع الشباب في سن المراهقة وتحقيق مطالبهم وعدم التصرف بطرق سلطوية وإرشادهم بمفاهيم منسجمة وعدم تضييق الخناق والضغط عليهم.
وتابع حمو: “المشاكل لا تحل بالقتل، بل يجب حلها بطريقة حضارية، المرأة شريكة الرجل وليست عبدة، ولها حقوقها أيضاً، كما أخذت مكانتها في الساحات العسكرية وناضلت وعملت في المؤسسات الاجتماعية”.
وتمنى المواطن خالد حمو من الأهالي حل المشاكل الأسرية بطريقة حضارية والانفتاح على مستوى التطور الاجتماعي.
وبلغت حوادث قتل وانتحار النساء في مقاطعة كوباني سبع حالات، منها حالتا انتحار وحالتا قتل وثلاث حالات اشتباه بين ما إن كانت حالات انتحار أو قتل، ولا تزال التحقيقات جارية حولها، و 11 حالة محاولة انتحار.
بينما اعتبرت المواطنة أمينة شيخ حسين أن الانتحار خطأ، ويجب عدم الوقوع فيه وهو أمر مرفوض، وسببه عدم وجود التوعية، وأضافت: “للمرأة حقوقها ويجب احترامها؛ لأنها تكافح من أجل أسرتها وأطفالها، وعلى الرجل عدم الضغط عليها”.
يجب الموازنة في النقاشات للحدّ من العنف
فيما قال المواطن مجحان مضرس: “الانتحار ليس حلًّاً للمشاكل الأسرية أو مشاكل الحياة، وبخاصة أن لدينا مؤسسات المرأة وتوجد حقوق للمرأة ضمن قوانين الإدارة الذاتية، فبإمكان المرأة اللجوء إليها عندما يتطلب الأمر، بدلاً من الإقدام على الانتحار، وليكن هناك موازنة في النقاشات”.
ونوّه مجحان: “إن الذي يحصل في مجتمعنا؛ يهدف له أعداؤنا، فالمشاكل الأسرية أصعب من الحرب التي نخوضها اليوم، فهي تفكّك المجتمع من الداخل. لذلك؛ يجب إيجاد حل جذري لهذه الظاهرة، فهناك الكثير من الأسر لا تظهر مشاكلها وتصل بها الخلافات إلى مرحلة الانتحار والقتل وهو ما يدل على تخلف الفكر لدى مجتمعنا”.
وعلى الرغم من أن قوانين الإدارة الذاتية فيما يخص المرأة تمنحها الكثير من حقوقها، إلا أن أكثرهن يتعرضن للعنف من خلال التمسك بالعادات والتقاليد والعقلية العشائرية التي تمنعهن من المطالبة بحقوقهن. وبهذا الصدد؛ تقول المواطنة ريحان سليمان: “نتيجة الضغوطات النفسية والضرب التي تتعرض لها المرأة من زوجها أو أسرتها وبسبب خوفها من القتل أو الحديث عنه في المجتمع إذا تقدمت بأي شكوى على زوجها، وسببه الفكر العشائري السائد، وما يحدث هو حرب نفسية تطال نساءنا، حيث يوجد الكثير من الفتيات مقيدات في منازلهن تحت الضغط”.
وبحسب لجنة متابعة الانتحار في هيئة المرأة؛ فإن الفئة العمرية التي تقدم على الانتحار تتراوح بين / 15- 35/ سنة.