جل آغا/ أمل محمد –
لا تزال الهجمات التركية المحتلة الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا تؤرق الأهالي، المستنكرين الصمت الدولي، ومطالبين بفرض حظر جوي لضمان استقرار المنطقة وأمانها.
الهجمات التركية ليست بجديدة على مناطق شمال وشرق سوريا، والتي أصبحت صفة الإرهاب ملازمة لها، وإجرامها ليس وليد اللحظة، ولا ينبغي لأحد الاستفسار عن الأسباب وراء أعمال تركيا الإرهابية، كل شيء بات واضحاً، وقد اعتاد الأهالي في عموم المنطقة على فاشية دولة الاحتلال التركي، فمقاومتهم أمام انتهاكات هذه الدولة تمتد منذ سنوات ليست بقليلة، ولها أمد طويل، إنما يبقى السؤال المحير في خواطر الأهالي، والذي يحتاج إلى تفسيرٍ وإجابةٍ جلية، وهو، أين دور الدول الضامنة في الحفاظ على أمن المناطق المتواجدة فيها؟
وعن هذا الموضوع حدثنا عدد من الأهالي عن رأيهم بالهجمات التركية، وإلى أين سوف تتجه المنطقة ضمن حالة الصمت العالمي، ووقوف قوات سوريا الديمقراطية وحدها في وجه تركيا، فالمواطن “عبد القادر بحري” حدثنا: “دمار وحروب وضحايا في مناطقنا جراء كل هجمة من هجمات تركيا، سواء من خلال طائراتها المسيرة، والتي كما يعلم الجميع أنها محرمة دولياً، أو من خلال الانفجارات، التي تفتعلها، ومع كل هذا ومع صيحات الاستهجان، والتحدث في المنابر العالمية عن أعمال تركيا في مناطقنا مع وجود دلائل موثقة، إلا أن العالم يرفض التدخل لإيجاد حل لاعتداءات تركيا المتكررة”.
وتابع بحري: “لا جديد يُذكر، فتاريخ تركيا الإرهابي شاهدٌ على فاشيتها، إنما الصمت الدولي، هو الذي يضعنا في خانة الحيرة، فلماذا تتخذ هذه الدول الصمت حيال ما يجري في مناطقنا؟ بينما تندد وتستنكر الإرهاب في دول أخرى”.
لا سبيل سوى المقاومة
ومن جهته حدثنا “حاجي حمو“: “سياسة تركيا واضحة، وهي توسيع رقعتها الجغرافية، باحتلال مباشر عنوةً على مرأى العالم، المنطقة ليست الهدف الوحيد لها، فهي تُهاجم كل من يوجد على شريطها الحدودي، ووفقاً للقوانين الدولية فهذا الأمر غير شرعي، ويجب على الدول، التي تقدم على مثل هذه الأفعال، أن تُحاسب وتُفرض عليها عقوباتٌ شديدة، ولكن لم نشاهد المجتمع الدولي حتى الآن يدلي بأي تصريح إدانة، أو ردةِ فعلٍ على أعمال تركيا الإجرامية”.
واختتم المواطن “حاجي حمو” حديثه قائلاً: “نطالب بفرض حظر جوي لضمان أمن وسلامة المنطقة، وهذا حقٌ شرعي لنا، ونحن أبناء هذا الوطن، نعاهد بالنضال، حتى نُعيد مناطقنا المسلوبة، قواتنا هي الوحيدة، التي وقفت في وجه تركيا وصمدت أمام عدوانها، وفعلت ما لم تجرؤ الدول الكبرى على فعله، رغم قلة المعدات، ولكن إرادة الشعوب، التي تتحلى بها، ورغبتهم بتحرير أرضهم، هي التي تدفعهم للمضي، والوقوف أمام جبروت تركيا”.
يذكر أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أطلقت حملة على منصات التواصل الافتراضي، للمطالبة بفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا لكبح الهجمات التركية.
وفي الدقائق الأولى من انطلاق الحملة، شارك الآلاف من النشطاء في مواقع التواصل الافتراضي الهاشتاغ المعتمد للحملة #NoFlyZone4RojavaNow والذي أعلنت عنه الصفحة الرسمية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم السبت بتاريخ 10 كانون الأول الجاري، إلى تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد بتاريخ 11 كانون الأول الجاري والذي انتهى بـ 100000 مشارك، فهذا الكم الهائل من المشاركين خلال 24 ساعة ليس بقليل.
