أنت قدوة ومربي أجيال أيُّها المدرب

روناهي / قامشلو ـ عندما تكون مدرباً للفريق عليك الانتباه على تصرفاتك وأفعالك ضمن الملعب وحتى في خارجه، فالمدرب يعتبر المثال والقدوة للاعبيه، وفي حال كان المدرب بعيداً عن الأخلاق الرياضية في الملاعب والمباريات، وكُرر ارتكاب الأخطاء والتجاوزات فهو يكون جزء من تدمير اللاعبين الذين هم ضمن فريقه.

 ويُنظر للمدرب من قِبل اللاعبين على أنه القدوة والدال للطريق الصحيح لهم في مسيرتهم الكرويّة، ولكن ليس كل مدرب يستحق أن نُسميه أو نصفه بأنه قدوة، والكلام غير معمم وكل المدربين محل احترام، ولكن باتت التجاوزات تتفاقم من قبل بعض المدربين، ولا ندري قد تستفحل الحالة وتصل لمدربين آخرين في ملاعب إقليم الجزيرة لكرة القدم.

المدرب بكل تأكيد هو من البشر وغير معصوم عن الخطأ، وهذا ليس مبرر طبعاً لارتكابه التجاوزات، ولكن نحن نكتب كي نُذكّر المدرب بأنه شخص غير عادي، والخطأ منه ليس مثل خطأ الإداري أو اللاعب، وهو قدوة بالفعل والكثير من اللاعبين يتفاخرون بمدربيهم ويتذكرونهم في حديث صحفي أو في أي مجلس بأن مدربهم له الفضل عليهم في وصولهم للشهرة والنجومية.

من الأخطاء الكبيرة أن يدخل مدرب ويضرب لاعب من الفريق الآخر، وهذا الأمر يتكرر في ملاعب عالمية وحتى في ملاعبنا، ولا يجوز أن نقول طالما مدربين كبار ارتكبوا هذه الأخطاء فسوف يعتبر هذا التجاوز عادياً من مدرب في بطولاتنا، لأنه لم يخضع لدورات مكثفة في علم كرة القدم وقوانينه، لا يوجد أي مبرر لأفعال بعض المدربين ويفضل إما التوقف عن هذه التصرفات أو الاستقالة من تدريب فرقهم.

إن أخطر التصرفات والتجاوزات من المدربين هي التي ترتكب في تدريب الصغار أي فئة القواعد، فالطفل ينظر للمدرب بمثابة الأب، ويحاول تقليده في الكثير من الأمور وهنا أنت تصبح مربياً للأجيال، لذلك عليك الحذر في ألفاظك وكلماتك وتصرفاتك أمامهم وفي المباريات على وجه الخصوص، فالكثير من الأهالي يحضرون مباريات أطفالهم، وفي حال شاهدوا المدرب بهذا المنظر أي يرتكب المخالفات ويسب لاعبين الخصم والمراقبين للمباراة والحكّام وحتى لاعبيه، بكل تأكيد أهالي اللاعب سوف يُغيرون فكرتهم عن بقاء طفلهم مع فريق يكون مدربه بهذه الصفات.

هذا غير أن الكثير من المدربين يظنون أنه بالصراخ وسب وشتم لاعبهم سوف يجلبون الانتباه على أنهم مدربين أصحاب شخصية قوية، لكن الشخصية القوية للمدرب لا تكون بهذا الشكل على العكس الكلمات النابية والإساءة للاعبين في الملعب والتدريبات من الوسائل الخطيرة التي تؤثر سلباً على نفسية ومسيرة اللاعبين بشكلٍ عام.

ولا ننسى المدربين للفرق الأنثوية لكرة القدم فأن مسؤوليتهم مضاعفة ورغم ذلك نشهد بعض المدربين يتطاولون على اللاعبات ومناداتهن بصفات لا تليق بهن، ومنهم من باب المزح، ولكن هذا الأمر لا يجوز ويتطلب من المدربين لفرق السيدات بكرة القدم الانتباه على تصرفاتهم وكلامهم في المباريات وأن يتركوا على الأقل اللاعبات يلعبن ولو لخمس دقائق بحرية وبدون صراخ وثرثرة عليهن.

الاتحاد الرياضي يقوم بشكلٍ دوري بمعاقبة المدربين الذين يتجاوزون في البطولات، ولكن بنفس الوقت الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة يُصدِر عفواً عاماً كل فترة وبذلك تقوى شوكة المتطاولين والمتجاوزين من المدربين وخاصةً من يقومون بالتجاوزات على حكام المباريات.