أم ريفية لا حدود لعطائها..

جل آغا/ غزال العمر –

أم معطاءة تعمل في عدة مجالات لتؤمن لأطفالها حياة كريمة وتعتبر نموذجاً للمرأة الريفية يحتذى بها.

لا تزال المرأة في شمال وشرق سوريا تعاني من آثار قيودٍ وسلاسل قد كُبلت بها عبر مرّ العصور لتنفض أوهام المجتمع وتبدأ بالتخلص منها مع بداية إعلان ثورة روج آفا التي بدأت تتحرر معها وتشعر بقيمتها ووجودها وحريتها وحقها بالعمل والحياة والنضال والفكر، كلّ ذلك تجسد بفكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته التاريخية التي تبنت المرأة واعتبرتها محور الحياة.

غزالة حسين بدر، أم عاملة وربة منزل قبل كلّ شيء، يقع على عاتقها مسؤولياتٌ وواجباتٌ كثيرة، لها خمس أطفال صغار على مقاعد الدراسة يتقدمون ويتميزون عن أقرانهم باجتهادهم والمواظبة على دروسهم وذلك بدعمٍ واهتمامٍ ومتابعة من والدتهم.

لا يكسرها التعب

 تقول غزالة عبر لقاء صحيفتنا معها بأنّ المرأة لا يكسرها العمل والتعب ولا التوفيق بينه وبين أداء واجباتها المنزلية كأمٍ وزوجة لأنّها تجاوزت صعوبات كثيرة وقفت بطريق نجاحها الذي رسمته لها ثورة روج آفا كبداية لانطلاقها، وتابعت: “لم تعد المرأة جليسة المنزل ورسمت خطوات تحررها بإرادتها القوية”.

وعن تنظيم وقتها وتدبير أمور حياتها أوضحت بأنّها تضع لنفسها وعائلتها برنامجاً تمشي عليه “أشبه ببرنامجٍ مدرسي”، تستيقظ غزالة في الصباح الباكر تجهز أولادها وتعدهم للذهاب للمدرسة ثم تذهب لدوامها وهي بكامل طاقتها وحيويتها المعتادة.

تهتم بالمواشي..

وأشارت غزالة إلى أنّها ما إن ينتهي دوامها حتّى تعود لتهتم بمواشيها وتأمين مستلزماتهم من علف وماء، “المرأة الريفية العاملة لا يقتصر عملها على وظيفتها”. تؤمن غزالة مؤونة بيتها من أغنامها من جبنٍ ولبنٍ وحليب وتستفيد من صوفها في صناعة أثاث بيتها كما تعمل في الألبسة المستعملة “البالة” معبرةً عن ذلك بقولها: “الحياة ومتطلبات المعيشة صعبة ولا أريد أن يحتاج أولادي لأيّ شيء”.

وعن وقتها الذي تخصصه لأولادها وفيما إذا كان عملها يؤثر على تربيتها لهم تقول: “تساعدني جدة أولادي بالعناية بهم”، حيث تعيش غزالة مع والِدَي زوجها اللذين يشاركانها وزوجها كلّ أعباء الحياة وتربطهم “علاقةٌ حميمة” بحسب وصفها.

تقبل الآخر..

ولبناتها موهبةٌ بالغناء تعمل على تنميتها من خلال دوراتٍ تدريبية تعنى بالمجال الموسيقي والتدرب على طبقات الصوت، كما ترسلهن للجامع لتعلم اللغة العربية وحفظ الآيات القرآنية، وتشدد بالقول: “أشجع بناتي على تعلم لغة الآخر وتقبله”.

جفين نضال حسين الابنة الصغيرة لغزالة، لها من العمر خمس سنوات، تحب الأغاني التراثية الكردية والفلكلورية والوطنية.

وعما تتمناه الطفلة جفين قالت بأنّها تتمنى أنّ تصبح طبيبة أسنان تقدم الدواء للمرضى وتعالجهم، لتردد بلغتها الكردية كلماتها الطفولية، سأقول للمريض “اذهب لبيتك ماذا تنتظر وقد ذهب الوجع”.

تغني جفين نضال حسين باللغتين، الكردية والعربية، وتحرص أمها على مخاطبتها منذ صغرها بهما.

” أمي تتعب وتضحي من أجلنا”

أما الابنة زويا نضال حسين ذات الأحد عشر عاماً، طالبة في الصف الخامس، عبرت عن سعادتها لأنّها تملك أماً كأمها، وقالت: “أمي تتعب وتضحي من أجلنا ولا يوجد أمامنا طريقة لرد الجميل غير مساعدتها بأعمال البيت واجتهادنا في دروسنا”.

تتعلم زويا الموسيقى بطريقة علمية مدروسة من خلال خضوعها لدورات تدريبية، وتذكر: “أغني لأمي وللوطن وللشهيد”. وتستعد زويا للمشاركة بحفلات ستقام ضمن أعياد آذار مؤكدةً بأنها ستهدي أمها وكلّ نساء العالم أغاني جميلة تليق بهن.

كما وتقدمت غزالة البدر بالتهنئة لكلّ نساء روج آفا والتبريكات بأعياد آذار وتمنت أن ترى جميع نساء العالم بخير وسعادة وقد حصلن على كامل حقوقهن.