سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أمل شمو: الشهيد مراد خلو جعل من نفسه نبراساً ليضيء الدرب أمام الآخرين

 روناهي/ درباسية –

تضحية أبناء الأرض بأرواحهم للدفاع عنها إحدى أهم العوامل في إنجاح الثورات، ومن المضحين في شمال وشرق سوريا الشهيد مراد خلو الذي رد الظلم والعدوان؛ فغدا شهيد الحق سائراً على درب شهداء الحرية.
الشهداء يقدمون أسمى شيء يمكن للإنسان تقديمه، فيقدمون أرواحهم قرابين لقضيتهم. أكثر من 11 ألف شهيد هي حصيلة شهداء ثورة شمال وشرق سوريا -التي لا تزال مستمرة – هؤلاء الشهداء كانوا أعمدة لثورة حققت لأبنائها الحرية والعدالة، فبدمائهم الطاهرة رويت هذه الأرض وأنبتت ما نراه اليوم من مكتسبات على الأرض في مناطق شمال وشرق سوريا.
على كامل جغرافيا الوطن
 لم ينحصر تقديم الشهداء بمدينة أو قرية، بل إن الشهداء رووا بدمائهم كامل جغرافيا الوطن، لتتزين كل مدينة بصور شهدائها، وكما أخواتها من المدن والقرى، احتضنت ناحية الدرباسية المئات من الشهداء ووارتهم الثرى تحت ترابها. ولعل أهم دليل على هذا هو مزار الشهيد “رستم جودي” الواقع في قرية “بركفرى” والذي يعتبر المثوى الأخير لشهداء ناحية الدرباسية.
من منزل صغير في حي فقير، اختار دربه وشق وطريقه، ليلحق بقافلة كثرت مقطوراتها ولا تزال “قافلة الشهداء”. إنه الشهيد مراد خلو، ابن الحي الغربي لمدينة الدرباسية، من مواليد 1995 انضم إلى صفوف ثورة شمال وشرق سوريا منذ بداياتها، وشارك في العديد من معارك البطولة قبل أن يرتقي إلى مرتبة الشهادة في صفوف وحدات حماية الشعب.
كيف انضم للثورة؟ وأين استشهد؟ ومتى استشهد؟ هذه الأسئلة وغيرها عن مسيرة الشهيد مراد خلو ستجيبنا عليها، أمل شمو، والدة الشهيد مراد حول انضمام ابنها للثورة، تقول: “كان إنساناً غيوراً على شعبه، غاضباً من الممارسات التي عانى منها أبناء شعبه على مدى عقود طولية، ومع انطلاقة الثورة أحس بأنها الطريق الوحيد للوقف في وجه أعداء هذا الشعب، فسارع للانخراط في صفوفها”. وتابعت: “جميعنا وقفنا بجانبه وشجعناه ليخطو هذه الخطوة لأننا نعلم بأن أبناء الشعب هم حماة الوطن، ولا يمكن لثورة أن تنجح دون مساندة شعبها، لذلك قدمنا له الدعم وكنا فخورين به قبل استشهاده، وغدونا نعتز به عندما انضم لقافلة رفاقه الشهداء”.
وحول شهادة مراد قالت أمل: “قبل ان يستشهد قام بالعديد من الأعمال لخدمة الثورة، ومن ضمنها المشاركة في عدد من المعارك كان آخرها معارك سري كانيه، وتعرض فيها للإصابة، والتي مكث على أثرها خمسة أيام في المستشفى وارتقى شهيداً من بعدها وكان ذلك في أواخر عام 2012”.

 

 

 

 

 

 

لو كان الفقر رجلاً لقتلته
 تصف لنا الأم كيف وقف الفقر عائقاً بينها وبين معالجة ابنها فقالت: “عندما تعرض لطلق ناري حاول رفاقه في المعركة معالجته فقاموا بربط شريانه لإيقاف النزيف، ولكنه سبب له بعض المضاعفات فتأزمت حالته، وفي المستشفى لم يستطع الأطباء أن يفعلوا له شيئاً، وكان يجب علينا نقله إلى الخارج، ولكن أحوالنا المادية لم تسمح لنا بهذا، أي أن الفقر منعني من معالجة ولدي”.
والدة الشهيد مراد خلو اختتمت حديثها بالقول: “لم أندم يوماً لأنني شجعت ابني ليكمل هذا الطريق، وسأظل فخورة به طوال حياته، وأنا مستعدة لتقديم أولادي الآخرين قرابين للوطن”.