سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ألمانيا تستقبل يورو 2024 في ظل تنامي تهديدات داعش وخطورته

إعداد/ جوان محمد_

نقترب من انطلاقة العرس الكروي الأوروبي بألمانيا في الـ 14 من شهر حزيران الجاري، وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل تنامي خطورة داعش في سوريا والعالم بشكلٍ عام.
وتستضيف ألمانيا من 14 حزيران ولغاية 14 تموز بطولة الأمم الأوروبية 2024، في أكبر حدث أوروبي كروي هذا العام، وبالرغم من الاستعدادات الأمنية الكبيرة من قبل الدولة الألمانية إلا أن هناك هواجس ومخاوف من قيام هجمات إرهابية تستهدف التجمعات الجماهيرية أو حتى المباريات التي ستقام ضمن منافسات يورو 2024، وذلك في ظل تنامي خلايا داعش في العديد من البلدان وخاصةً سوريا، فضلاً عن الهجوم الذي حصل بتاريخ الخامس من حزيران الجاري على السفارة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ورجح الكثيرون أن العملية تحمل بصمات داعش.
كما حصل هجوم قاتل بسكين على شرطي في مدينة مانهايم، وعليه اعتزمت ولاية هامبورغ الألمانية الدعوة خلال مؤتمر وزراء الداخلية الألمان إلى ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جرائم خطيرة إلى سوريا وأفغانستان. وأفادت السلطات الألمانية بأن المهاجم طعن الشرطي (29 عاماً) عدة مرات في منطقة الرأس وخضع بعد ذلك مباشرة لعملية جراحية عاجلة ثم تم إدخاله في غيبوبة اصطناعية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات متأخرة من بعد ظهر الثاني من حزيران متأثراً بإصاباته الخطيرة.
وأضافت السلطات: “نشعر بالحزن لفقد ضابط شرطة حياته من أجل أمننا”.
الجاني البالغ من العمر 25 عاماً جاء إلى ألمانيا في عام 2014عندما كان مراهقاً، وهو أُصيب أيضاً في الدقائق التي تلت هجومه على الشرطي.
وأعلن بتاريخ 12 من شهر نيسان الماضي أن الشرطة الألمانية ألقت القبض على خلية تتبع لداعش مكونة من أربعة مراهقين يُشتبه في أنهم إرهابيين كانوا يخططون لشن هجوم على الكنائس وضباط الشرطة في البلاد التي تستعد لاستضافة كأس أوروبا 2024 المقرر إقامتها الصيف المقبل.
وبحسب صحيفة “بيلد” الألمانية، خطط المراهقون على شن هجوم باستخدام السكاكين وزجاجات المولوتوف، ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه السلطات الأمنية لهجوم محتمل من “داعش” على البطولة الأوروبية. وأفادت “بليد” أن الشرطة ألقت القبض على أربعة فتيان وفتيات بالقرب من دوسلدورف، بعد أن اكتشفوا خطط المجموعة المروعة، وأضافت الصحيفة: “شعر المحققون بالفزع عندما اكتشفوا أن المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً فقط، بحوزتهم منجل وخنجر وكانوا يرسلون رسائل نصية في محادثة جماعية حول مهاجمة المدن الألمانية”.
وزاد التقرير: “كشفت التحقيقات أن فتاة تدعى ألبينا “16 عاماً” كانت على اتصال بثلاث فتيات أعمارهن “15 و15 و13 عاماً”، من ميونخ ودوسلدورف، وتدعى الفتاة الأخرى وئام “15 عاماً” ولديها جواز سفر ألماني وتعيش مع والديها في دوسلدورف، ووالد الفتاة مشتبه به معروف لدى الشرطة، قبل ست سنوات، كان هناك تحقيق معه بشبهة تمويل الإرهاب، ويُقال إنه جمع تبرعات لصالح داعش”.
وأضافت الصحيفة الألمانية: “أرادوا مهاجمة الكنائس والمعابد اليهودية والنوادي الرياضية وكان من المفترض أن يقع الهجوم خلال شهر رمضان الماضي، ولم تُفصِح الفتاتان عن الشخصين المجهولين، ومن خلال بحث مكثف، قبضت الشرطة على الطالب الألماني يوليوس “15 عاماً” وكان القوة الدافعة في التخطيط للهجوم، وبعد يوم واحد فقط تم التعرف على المراهق الآخر يُدعي يوسا “16 عاماً” واحتُجز أيضاً”.
يُذكر أن داعش أصدر قبل أشهر تهديداً مقلقاً لمباريات دوري أبطال أوروبا التي لعبت في لندن ومدريد وباريس، مما أدى إلى تشديد العمليات الأمنية في كل ملعب، بمشاركة رجال شرطة مسلحين وكلاب ووحدات النخبة لمكافحة الإرهاب.
وحالياً وضع مسؤولو الأمن في ألمانيا في حالة تأهب قصوى قبل مباريات كأس أوروبا المقبلة، ويعتقد المسؤولون الألمان أن تهديدات داعش موجهة نحو البطولة القارية.
وبالرغم من كل ما يحصل ولكن مازالت الكثير من الحكومات تغض النظر عن مدى خطورة مخيم الهول ومرتزقة داعش في سجون الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فضلاً أن التهديدات وصلت إلى أهم البطولات الكروية في أوروبا والعالم أجمع.
وفي 22 آذار الماضي، وفي أعنف هجوم في روسيا منذ 20 عاماً، فتح مسلحون النار من أسلحة آلية في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصاً.
وهذا الهجوم الذي تبناه داعش فرع خراسان وهو الأكثر دموية في روسيا منذ عشرين عاماً، وأكثر فتكاً في أوروبا. وينشط فرع داعش بخراسان في كلّ من أفغانستان وباكستان، وأعلن عن نفسه في العام 2015، ولكن بحسب لجنة التحقيق الروسية؛ فإنها أعلنت عن توصلها إلى أدلة تؤكد على “وجود صلة بين منفذي الهجوم على مجمع “كروكوس” والمتطرفين القوميين الأوكرانيين”، وهذا ما نفاه الجانب الأوكراني.
وفي ظل تنامي خلايا داعش عالمياً وخاصةً في سوريا، ولأسباب عدة، وأولها هو الدعم المتواصل من قبل نظام أرودغان لداعش من خلال تكثيف هجماتها كل فترة على مناطق عديدة في شمال وشرق سوريا، والتي تؤدي بشكلٍ كبير إلى إعاقة العمل المشترك لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا والتحالف الدولي ضد مرتزقة داعش.
وتنطلق بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا يوم 14 حزيران المُقبل، فيما تقام المباراة النهائية في 14 تموز القادم.
ومن المتوقع أن تجذب البطولة أكثر من 2 مليون مشجع إلى الملاعب، بالمقابل قد يصل إلى 12 مليون مشجع في الساحات العامة الكبرى بألمانيا لمشاهدة هذا الحدث العالمي البارز، وكل هذا يرافقه تخوّف كبير من السلطات الألمانية بحدوث هجمات إرهابية، وذلك بعد تنامي هجمات داعش في سوريا بشكلٍ كبير وتنفيذها لعشرات الهجمات، بالإضافة إلى تبنيه للهجوم الدامي بموسكو، كما ذكر أنفاً.
ومع كل ما ذُكِر يُتطلب من العالم معرفة أن مرتزقة داعش وعوائلهم باقون كقنبلة موقوتة بمخيم الهول في إقليم شمال وشرق سوريا، وهذا ما وصفته مسؤولة شؤون الشرق الأوسط السابقة في البنتاغون، دانا سترول، أن مخيم الهول الذي يؤوي الآلاف من عائلات ومرتزقة داعش بقنبلة موقوتة.
وبينت المسؤولة في شهر آذار الماضي أن المخيم “قنبلة موقوتة بالتأكيد، لأنه أحد أكثر الأماكن بؤساً على وجه الأرض”، وجاء ذلك خلال تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
كما وأوضحت وزيرة الداخلية الألمانية، التي هي مسؤولة عن الرياضة في البلاد أنه لا توجد مؤشرات ملموسة على وجود التهديد لكن ألمانيا تبذل كل ما في وسعها لاستضافة بطولة آمنة. وقالت للصحفيين: “لا يمكنك أبداً ضمان الأمن بنسبة مئة بالمئة لكن نحن مستعدون جيداً ونتحلى باليقظة تماماً. كما سيكون هناك وجود أمني مكثف يدعمه ضباط من دول أخرى و16 ألف متطوع”.
ومن جانبه، أشار هربرت رويل، وزير داخلية ولاية شمال الراين فستفاليا إلى عبء العمل الكبير لقوات الشرطة بشكلٍ عام خلال البطولة التي ستقام في الفترة من 14 حزيران وإلى 14 تموز المقبل، حيث قال: “لن يكون الأمر بمثابة نزهة في الحديقة”.
وتقع أربعة من الملاعب العشرة المضيفة لمباريات البطولة في الولاية التي يتولى رويل تأمينها، وبالإضافة إلى المناطق المحيطة بالملاعب والفرق ومناطق المشجعين.