أعضاء قوات حماية المجتمع: حماية المجتمع ترسيخٌ لمبدأ الحماية الذاتية والقيم المجتمعية

كركي لكي/ غاندي إسكندر –

بين أعضاء قوات حماية المجتمع في ناحية كركي لكي، بأن حماية قيم المجتمع واجب أخلاقي، والمجتمع، الذي يفقد ثقافة الحماية الذاتية، يتعرض بسهولة إلى الانهيار، وإلى التشتت وإلى الاندثار.

إن حالة الحرب المعاشة في كامل الجغرافية السورية، نتجت عنها مآسٍ كثيرة، من تشرد وتهجير ومن قتل على الهوية واحتلال، وفقدان شرائح المجتمع كافة الشعور بالأمن، والطمأنينة والسلام، ومع انطلاقة ثورة روج آفا في التاسع عشر من تموز عام 2012 تغيرت مفاهيم كثيرة في مختلف مناحي الحياة، وبرز دور الحماية الذاتية، ولاسيما ضرورة حماية المجتمع لقيمه، ولمبادئه في ظل المخاطر العديدة، التي تتربص بشعوب المنطقة، ومن هذا المنطلق تبلورت لدى الشعب الثائر في روج آفا، وشمال شرق سوريا فكرة ضرورة حماية كل فرد لنفسه، ولمجتمعه ضمن إطار تنظيمي، يحافظ على جوهر المجتمع، سُمي (بقوات حماية المجتمع). 

حماية المجتمع حق وواجب أخلاقي 

وبهذا الصدد تحدث عضو قوات حماية المجتمع في ناحية كركي لكي سليمان حسن لصحيفتنا: “نحن في مناطق شمال وشرق سوريا، وروج آفا، نعتمد في عملنا على مفهوم الحماية الذاتية، المنبثق من مفهوم الحماية الجوهرية للكون؛ لأن الكائنات الحية كلها، لديها نظام دفاع ذاتي ضد المخاطر”.

وعن ضرورة إدراك شرائح المجتمع لمفهوم الأمن المجتمعي، والتسلح بالثقافة الأمنية الطوعية، ذكر حسن: “الحماية الذاتية بمعناها الضيق، لا يتحقق بالأمن وحده، لذا يجب النظر إلى قوات حماية المجتمع على أنها حق أساسي، وواجب هام من قبل المجتمع أخلاقيا وسياسياً، وإن الحق في الحياة هو ضد الإبادة، والإنكار وضد هجمات الحداثة الرأسمالية، التي تبعد المجتمع عن جوهره”.

وفي نهاية حديثه أكد حسن: “نحن، شعوب المنطقة، البنيان المرصوص، والأساس المتين لهذه القوة المجتمعية، ننهل من فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي أكد في جميع لقاءاته مع الشعب، وفي مرافعاته على الحماية المجتمعية، والذاتية لإرث المجتمع ولقيمه”.

مستعدون لحماية مكتسبات ثورة روج آفا

وعن المهام التي تقوم بها قوات حماية المجتمع، ولاسيما في كركي لكي بشمال وشرق سوريا عموماً، أوضح العضو كاوا حسين: “لقد عملت قوات حماية المجتمع منذ بداية ثورة روج آفا، والحراك الجماهيري في شمال وشرق سوريا، ضد كل من يعبث بأمن وسلامة المجتمع”.

وأشار حسين: “إن قوات حماية المجتمع، وقوات حماية المجتمع (المرأة)، شاركتا بشكل فعلي في جميع الحملات العسكرية، التي استهدفت أوكار الإرهابيين، وساندت القوات العسكرية في الجبهات، وآخرها أحداث سجن الصناعة في مدينة الحسكة، وقدمنا العديد من الشهداء”.

واختتم كاوا حسين حديثه: “إن قوات حماية المجتمع ستبقى الحصن الحصين، الذي يحمي المجتمع من شتى أنواع المخاطر التي تستهدفه، وأن نشر ثقافة الاستعداد الدائم لحماية مكتسبات ثورة روج آفا بين شعوب المنطقة، هو هدف لنا”

المرأة لها الحق بالدفاع عن نفسها وعن مجتمعها

وبدورها تحدثت عضوة حماية المجتمع (المرأة) فرحة المراد، وأكدت على أهمية أن تعي المرأة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها، وعن المجتمع: “المرأة التي لا تستطيع حماية نفسها، لا تستطيع حماية المجتمع؛ لذلك يتوجب على المرأة الكردية، والعربية، والسريانية، والنساء في شمال وشرق سوريا، وفي العالم أجمع، أن تدافع عن نفسها بوعي في مجالات الحياة كلها، وعليها أن تحارب أشكال الظلم، والتمييز، والعنف، والإساءة، بتنظيم نفسها، ومعرفتها لحق الدفاع عنها في الحياة ضد مختلف أنواع القهر، والتعصب والاستعباد، وثقافة الاغتصاب”.

وأوضحت فرحة: “من واجب كل امرأة أن تدافع عن نفسها، وعن أطفالها ومنزلها، وقريتها وبلدتها، وأن تكون حذرة بشأن المخاطر، التي تستهدف المجتمع والوطن، وعلى كل امرأة أن تشعر بالمسؤولية تجاه كل تفصيل من شأنه، أن يسبب في تفريق، وتشتيت المجتمع”.

وأنهت فرحة المراد، حديثها بضرورة انضمام النسوة إلى قوات حماية المجتمع (المرأة)، لكي يبقى المجتمع معافاً وآمنا، وصخرة صلبة ضد كل من تسول له نفسه المساس به، وبأمنه”.