سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أضاحي الصمت

غادة الصباغ_

من رحم الموت
يخرج منكسرا
حاملا أجراس العيد
بحشرجة ملؤها اليأس:
كل عام وأنت بخير
 أما بالنسبة لي
فلا تهتم
 فأنا دوما
هناك من يحمل نعش أمالي
بكل خجل
يتركني هناك
 ألتقط حروفي المقهورة
 وأخط بها كلمات محتضرة
 أدل بها التائهين إلى حيرة الاستفسار
 نبني من طين السر أعشاشا
 ربما نباري سنونوات
غادرت هذي البلاد
قبل انقضاء المواسم
يا حيرة رحيل سنونوات لغتي
يا زمن غادره الربيع
يا زمن العار والغبار
زمن التبن والأدمغة الصدئة.
زمن اللامبالاة
أين نخرج هذا المساء؟
 والمساء باهت كالصباحات
أين أسكب حبري
 على أي بياض
فوق أي أوراق؟
حنجرتي التي منحتها إجازة الأمومة.
لن أدعوها للصراخ.
سأمنح ذلك لهدوء قلمي
 كي تعد لهم ولائم الصمت
 كي تذبح اللغة، ذبيحة للعيد
 ضحية بريئة
أسكب حبرها
في جوع البياض تمردا
وعصيانا.. على لغة الذبح والدم..
أن يلثغ حرفي الأبله السكير
أحلامه البيضاء
 لهي بربي خير من دم
ألف كبش فداء…
دعوني أقايض أحلامي ببحار دمائكم
نكاية بالحروب
 تعالوا نهز المراجيح
نصهل ضحكا
مثل خيول جامحة
 لا تعرف حدودا للبرية….
إلى متى تكون عقولنا
وتكون الطفولة
ضحايا حروبكم العبثية؟
إلى متى تجعلوننا
أضاحي لشهواتكم.
و”مازة” لموائدكم
إلى زمن أجمل
ليس من الضرورة
أن يكون كلكم بخير
في كل عيد..