الشدادي/ حسام دخيل ـ
يلجأ الكثير من الشباب العاطلين عن العمل في مناطق جنوب الحسكة إلى التجارة بالدراجات النارية، داخل الأسواق المخصصة لها، ويجدونها ملاذاً لهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وقلة فرص العمل في الوقت الراهن، وخصوصاً الشباب، الذين وجدوا أنفسهم ضحية الفراغ، وفي مواجهة مباشرة مع ظروف الحياة القاسية.
ويتواجد في ريف الحسكة الجنوبي أربعة أسواق لتجارة الدراجات النارية، وهي سوق مركدة، والدشيشة، وسوق الحريري، بالإضافة إلى أكبر الأسواق، وأكثرها نشاطاً وهو سوق الحدادية.
وتأمن هذه الأسواق عشرات فرص العمل للعديد من الشباب، بالإضافة إلى سد حاجة المنطقة من هذه الوسيلة التقليدية.
وتراجعت حركة البيع والشراء بنسبة وصلت إلى 50% بعد أحداث هجوم مرتزقة داعش سجن الصناعة في الحسكة، ومنع الإدارة الذاتية الدراجات النارية من التجول في المدينة، بحسب التاجر حسين العلاوي.
وبناءً على المقتضيات والضرورات الأمنية، واستكمالًا للإجراءات الاحترازية لقوى الأمن؛ لحفظ الاستقرار في عموم مدن إقليم الجزيرة بشكل عام، ومدينة الحسكة بشكل خاصة، أصدرت الهيئة الداخلية في المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بداية شباط المنصرم قراراً يقضي بمنع دخول وخروج، وتجوال الدراجات النارية في مدينة الحسكة، وذلك إثر هجوم مرتزقة داعش” على سجن “غويران” (الصناعة) بحي غويران في المدينة، وأوعزت قرارها هذا إلى كون الدراجات النارية تستخدم للقيام بالعمليات التفجيرية والأعمال التخريبية، إلى جانب استخدامها من قبل البعض في حالات السطو، وقطع الطرقات.
كدح في مواجهة ظروف الحياة
وتجارة الداجات النارية كانت فرصة لبعض الشباب؛ كونها لا تحتاج إلى رأس مال كبير كما أفاده العلاوي: “عند فقداني الأمر في العثور على عمل يساعدني في مواجهة الحياة، وتأمين احتياجات أسرتي، لجأت إلى العمل في تجارة الدراجات النارية المستعملة، كباقي الشباب العاطلين في المنطقة، حيث لا تحتاج إلى رأس مال كبير جداً للبدء بالعمل، تحتاج فقط إلى ما يقارب 200 دولار أمريكي لشق طريقك”.
ويضيف “في العام المنصرم كان التاجر، أو حتى المواطن، الذي ينوي بيع دراجته لا يضطر للوقوف أكثر من نصف ساعة في السوق، فهناك الكثير من الأشخاص الشرّاية، كما يقال في اللهجة العامية، حيث كان يتوافد التجار، والمواطنون، الذين يرغبون بشراء الدراجات النارية من مختلف مدن الحسكة إلى سوق الحدادية، ولكن الآن الوضع اختلف جذرياً بعد قرار الإدارة الذاتية، بمنع تجول الدراجات النارية في مدينة الحسكة على أعقاب أحداث سجن الصناعة، الأمر الذي انعكس سلبياً على حركة البيع والشراء داخل السوق”.
وعما يجنيه من تجارة الدراجات النارية قال العلاوي: “يختلف الرزق من يوم إلى آخر، أما إذا ما أردنا أن نحسب بشكل وسطي، أجني شهرياً قرابة الـ 350 ألف ليرة سورية”.
ويؤكد العلاوي على أن أكثر من مائة شاب يعملون في تجارة الدراجات النارية في سوق الحدادية وحدها، فقد كان السوق ملجأ من لا عمل لديه، واستطاع السوق أن يؤمن لهم ما يكفيهم لسد حاجيات عوائلهم.
