سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أسباب رائحة الفم والتخلص منها

د. دلير نواف عبد الله

تتعدد أسباب رائحة الفم الكريهة أو البخر الفمويّ، أو النفس الكريه، أو رائحة النفس، أو النفس، وتبرز في طليعتها العادات غير الصحيحة أو السيئة، وبعضُها قد يكون متبعًا بقصد الحفاظ على صحّة الأسنان، إضافةً إلى تناول بعض أنواع الأطعمة، ويُمكن بيان أسباب رائحة الفم بشكلٍ أكثر تفصيلًا على النّحو التالي:
ـ سوء العناية بنظافة الأسنان: يعدّ سوء العناية بنظافة الأسنان السبب الأكثر شيوعًا لرائحة الفم الكريهة لما له من دورٍ في إبقاء جزيئات الطعام الصغيرة العالقة بين الأسنان وداخل الفم، فعندما تقوم البكتيريا بتحطيم جزيئات الطعام تتشكّل طبقةٌ لزجةٌ عديمة اللون على الأسنان تُعرف باسم اللّويحات السّنية أو طبقة البلاك  وفي حال عدم إزالتها فإنّها قد تُسبّب تهيّج اللثة أو التهابها، أو التهاب دواعم السّن ونتيجةً لتشكّل طبقة البلاك المليئة بالبكتيريا وبقايا الطعام ينبعث غاز ذو رائحةٍ كريهة من الفم، ومن ناحيةٍ أخرى يساهم اللسان في انبعاث رائحة كريهة من الفم عن طريق حبسه للبكتيريا المُنتجة للروائح الكريهة، ومن الجدير ذكره أنّ تسوّس الأسنان والخراجات اللذان قد ينتجان عن سوء نظافة الأسنان من شأنهما التسبّب بانبعاث رائحة الفم الكريهة أيضًا.
ومن الجدير ذكره أنّ أطقم الأسنان التي لا يتمُّ تنظيفها بشكلٍ جيد وبانتظام، أو غير المُثبتة بشكلٍ صحيح قد تكون سببًا في تراكم البكتيريا وجزيئات الطعام والفطريات التي تُسبب رائحة الفم الكريهة، وتجنّبًا لحدوث رائحة الفم الكريهة فإنّه يجب تنظيف الأسنان باستخدام كلٍّ من الفرشاة والخيط بطريقةٍ صحيحةٍ وبشكلٍ يوميّ.
ـ تناول وشرب أطعمة وسوائل مُعينة: إنّ الأطعمة ذات الرائحة القويّة، كالبصل، والثوم، والتوابل مثل الكاري، وبعض الأجبان، والأسماك، والمشروبات ذات الوسط الحمضي مثل القهوة، جميعُها تتسبّب برائحة الفم الكريهة إمّا بطريقةٍ مباشرة، حيثُ إنّ للطعام نفسه رائحة كريهة أو قوية، وإما عن طريق ارتباط هذه الأطعمة باضطرابات الجهاز الهضمي والتجشؤ، كما قد يتسبّب استخدام بعض المكمّلات الغذائيّة؛ مثل كبسولات زيت السمك في إحداث رائحةٍ كريهةٍ للفم، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ اتباع نظام غذائي مُنخفض الكربوهيدرات، يُجبر الجسم على حرق الدهون واستخدامها كمصدرٍ للطاقة مُنتجةً ما يُعرف بالكيتونات التي تتسبّب بانبعاث رائحة فم تشبه رائحة الأسيتون عند الزفير، ويُطلق على العملية السّابقة مصطلح التنفس الكيتوني.
ـ الصيام: يرتبط الصيام برائحة الفم الكريهة لما قد يُسببه من تحللٍ للدهون وانبعاث الكيتونات ضمن ما يعرف علميًّا بالحُماض الكيتوني.
ـ نفس الصباح: خلال الليل تتراكم البكتيريا داخل الفم، إضافةً إلى أنّ بعض الأشخاص يتنفسون خلال الليل من أفواههم ممّا قد يُسبب الجفاف وبالتالي تنبعث رائحة الفم الكريهة خلال الصباح ضمن ما يُعرف بالنفس الصباحيّ.
ـ جفاف الفم: يعود ارتباط جفاف الفم  برائحة الفم الكريهة لما يُسببه الجفاف من قلّة إنتاج اللّعاب التي تحول دون ترطيب الفمّ بالشكل المطلوب، وبالتالي فإنّها تمنع الفم من تنظيف نفسه وإزالة بقايا الطعام والخلايا الميتة المتراكمة على اللسان واللّثة وباطن الخدّ والتي من الممكن أن تتحلّل مسببةً رائحة كريهة للفم، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ اللّعاب ضروريٌّ لمعادلة الأحماض التي تنتجها اللويحات وبالتالي فإنّ تدني مستوياته من شأنه التسبّب بزيادة تشكّل اللويحات السنيّة، ويحدث جفاف الفم نتيجةً لمشاكلٍ في الغدد اللّعابية، أو التنفّس المستمر عن طريق الفمّ بدلًا من الأنف، أو قد يكون أثرًا جانبيًّا لاستخدام أنواعٍ مُعينةٍ من الأدوية.
ـ التهابات الفم ومشاكل الأسنان: تتسبب أمراض اللّثة على اختلافها برائحة كريهة للفم وطعم غير مستساغ ممّا يتطلّب الحصول على رعايةٍ فوريّة لدى أخصائي صحّة الفمّ والأسنان، وفي سياق الحديث عن أمراض اللثة يُشار إلى أنّه من شأنها التسبّب بتشكّل تجاويف وجيوب عميقة تُهيء مكانًا مناسبًا لاختباء بقايا الطعام والبكتيريا حيث يصعب الوصول إليها وإزالتها بالفرشاة أو عند تنظيف الأسنان، وهذا بحدّ ذاته يُسبّب مشاكلًا عدّة، وقد تُعزى رائحة الفم أيضًا إلى مشاكلٍ واضطراباتٍ أخرى؛ مثل تسوّس الأسنان، وتقرحات الفم والجروح الناجمة عن الخضوع لجراحة الفم، كتلك المُجراة بهدف إزالة الأسنان.
ـ منتجات التبغ: إضافةً إلى ما تُسببه منتجات التبغ كالسجائر، ومنتجات التبغ الأخرى عديمة الدخان، وتبغ الشمّة من رائحة كريهة للفم، فإنّها تؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل الصحّية، كأمراض اللّثة، وتهيّج اللّثة، وفقدان القدرة على التذوق، وسرطان الفم.
ـ شرب الكحول: يرتبط شرب الكحول بانخفاض إنتاج اللّعاب الذي يترتب عليه انخفاض معدّل التطهير الطبيعي للفم وزيادة نمو البكتيريا.
ـ المشاكل الصحّية المتعلّقة بالأنف والفم والحنجرة: تؤدي المعاناة من المشاكل الصحية المتعلقة بالأنف والفم والحنجرة إلى حدوث ما يُعرف بالتنقيط الأنفي الخلفي الذي يعني تصريف الإفرازات المُخاطية الخارجة من الأنف أو الجيوب الأنفية إلى أسفل الحلق، حيث تتغذى البكتيريا على هذا المخاط الذي ينتجه الجسم في الأصل بهدف مقاومة العدوى، وذلك يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة من الفم، وكذلك الحال عند الإصابة بالتهاب اللوزتين المُتكرر، أو حصى اللّوزتين المُتمثلة بتشكّل كتلٍ صغيرة من البكتيريا والبقايا على اللوزتين، أو التهاب الجيوب الأنفية، فجميعها تُسبب انبعاث رائحة كريهة من الفم.
ـ استخدام أنواع مُعينة من الأدوية يُساهم استخدام بعض الأدوية في انبعاث رائحة كريهة للفم كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها.
أسباب صحّيّة أخرى تشمل الأسباب الأخرى لرائحة الفم الكريهة ما يأتي:
ـ بعض أنواع السرطان والاضطرابات الأيضية، والتي قد تتسبّب بإنتاج مواد كيميائيّة تكون مسؤولة عن رائحة فم مميزة أو كريهة.
ـ مرض الارتداد المعدي المريئي.
ـ وجود أجسام غريبة عالقة في فتحة الأنف؛ كقطعة من الطعام، وفي العديد من الحالات يكون ذلك سببًا في انبعاث رائحة الفم الكريهة لدى الأطفال.
ـ أمراض الكلى الشديدة التي تُسبّب تراكم منتجات وفضلات الجسم التي تُزال في العادة بواسطة الكلى في الدم.
ـ التهابات الرئتين والمجاري التنفسية؛ حيث يتسبب التهاب الرئتين بسعلةٍ تحمل سوائلًا ذات رائحةٍ كريهة.
نصائح للتخلص من رائحة الفم والوقاية منها
 
 ـ غسل الأسنان بعد تناول الطعام، أو غسلها مرتين يوميًا على الأقل بلطفٍ ولمدة دقيقتين، وبالاستعانة بفرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد، مع ضرورة الانتباه إلى تغيير الفرشاة كل ثلاثة إلى أربعة شهور.
ـ الاستعانة بفرشاة ما بين الأسنان أو خيط الأسنان لتنظيف المناطق ما بين الأسنان، ويُنصح بإجراء ذلك مرةً واحدةً على الأقل يوميًا.
ـ تنظيف اللسان مرة يوميًا بواسطة منظّف اللّسان أو ما يُعرف بكاشط اللسان.
ـ تنظيف أطقم الأسنان في حال استخدامها وإزالتها قبل النوم.
ـ شرب كمياتٍ وفيرةٍ من الماء لما له من دورٍ في محاربة الجفاف وتدني مستويات اللعاب.
ـ استخدام غسول الفم والذي يوفّر حلّاً مؤقتًا، لكنه لا يعالج السبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة.
ـ الإقلاع عن استخدام منتجات التبغ، والتدخين، والكحول، والكافيين، حيث تتسبب جميعها بجفاف للفم.
ـ الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تُسبب رائحة الفم الكريهة؛ مثل البصل والثوم، والمشروبات والأطعمة السكرية.
ـ استخدام العلاجات الطبيعية، ومن أمثلتها مضغ النعناع، والبقدونس، واللّبان بعد تناول الأطعمة والمشروبات ذات الرائحة القوية.
ـ التصدّي لجفاف الفم وتعزيز إنتاج اللّعاب عن طريق تناول الأطعمة الصحية التي تحتاج إلى مضغٍ جيّد، ومضغ اللّبان أو الحلوى الخالية من السكر، كما يمكن الاستعانة بمنتجات يصِفها الطبيب تُحفز إنتاج اللعاب بشكلٍ طبيعي في الجسم أو تصدر اللعاب الاصطناعي في حالة الجفاف المزمن.
ـ زيارة طبيب الأسنان بشكلٍ دوري بما لا يقل عن مرتين سنويًّا ليقوم بفحص الأسنان أو أطقم الأسنان وتنظيفها.