أزمة أوكرانيا تُلقي بظلالها على الرياضة العالمية

روناهي/ قامشلو ـ

---

يبدو أنه لا يمكن فصل السياسة عن الرياضة، حيث مع بداية هجوم القوات الروسية على أوكرانيا ظهرت تداعياته على الفور على الرياضة العالمية، وكانت الأقرب لمعارضة هذا الهجوم وإدانته.

بيان إدانة

وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بياناً يدين فيه التحرك العسكري الروسي ضد أوكرانيا، وعبّر عن قله حيال التطورات الأمنية في أوروبا، ومشاركته المجتمع الدولي قلقه الكبير بشأن هذه التطورات الخطيرة.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أول من أدان هذا الهجوم وذلك في بيان عبر موقعه الإلكتروني وقال: “بصفته الهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية، يعمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بلا كلل لتطوير وتعزيز كرة القدم وفقًا للقيم الأوروبية المشتركة مثل السلام واحترام حقوق الإنسان”.

وأضاف: “وفقًا لروح الميثاق الأولمبي، نظل حازمين في تضامننا مع مجتمع كرة القدم في أوكرانيا ونقف على استعداد لمد يدنا إلى الشعب الأوكراني”.

وفي سياق مُتصل، أدانَ جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، “استخدام القوة من قبل روسيا ضد أوكرانيا في الأحداث الأخيرة”، مطالباً جميع الأطراف باستعادة السلام من خلال حوار بناء.

وأطلقت روسيا فجر الخميس الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو، بينما دعمت عدة حكومات في العالم هذا الهجوم ومنها حكومة دمشق. ولم يكن في يد اتحاد كرة القدم في العديد من البلدان غير مقاطعة اللعب في الأراضي الروسية كنوع من الرفض للهجوم الروسي.

وأثارت الخطوة الروسية العديد من ردود الفعل الرافضة لها على الصعيد الرياضي، حيث طالب اتحاد كرة القدم في بولندا والتشيك والسويد بنقل مبارياتها المقررة على الأراضي الروسية ضمن الملحق المؤهل إلى كأس العالم “قطر 2022”.

من جانبه تداول صحافيون برازيليون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو من اجتماع اللاعبين البرازيليين في فريقي شاختار دونيتسك ودينامو كييف الأوكرانيين، مع عائلاتهم، في أحد الفنادق بالعاصمة الأوكرانية كييف، مطالبين السلطات في بلادهم لمساعدتهم على مغادرة أوكرانيا.

مواقف «يويفا»

ولم يكتفِ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ببيان فقط بل يبدو أنه ستكون هناك خطوات أكثر جدية من هذا الاتحاد حيث يجري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» محادثات مع فريقٍ من المحامين، بشأن إنهاء صفقة الرعاية مع شركة «غازبروم» الروسية، إحدى أهم الشركات الراعية للاتحاد.

فقد أشار موقع «inews» إلى أن الاتحاد باشر المحادثات القانونية لإنهاء العقد مع شركة الطاقة الروسية، التي وقّعت عقداً مع الاتحاد الأوروبي عام 2021، بنحو 39.88 مليون يورو، وهي واحدة من أكثر الشركات تحقيقاً للربح مع الاتحاد منذ عام 2012.

وكان نادي شالكه الألماني قد سحب اسم وشعار راعيه الرئيسي «غازبروم» عن قمصان النادي، بسبب «الأحداث والتطورات والتصعيد في الأيام الماضية»، مشيراً إلى وضع اسم الفريق على القميص بدلاً من اسم الشركة الراعية.

وسبق ذلك خطوة كبيرة كنوع من الإدانة من قبل «يويفا» من خلال تجريد روسيا، من استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا، بسبب الهجوم العسكري على أوكرانيا، ونقل المباراة النهائية التي من المفترض أن تُلعب في 28 أيار المقبل، إلى استاد فرنسا في باريس، وكان عبر بيان أُصدِر من (يويفا).

وجاء في البيان الذي اطلعت عليه وكالة “رويترز” أيضاً أنه سيتم إقامة مباريات الأندية والمنتخبات الروسية والأوكرانية في البطولات الأوروبية في ملاعب محايدة بدلاً من ملاعبها حتى إشعار آخر.

وأوضح البيان أن نهائي دوري أبطال أوروبا سيقام في ملعب “ستاد دو فرانس” بالعاصمة الفرنسية باريس في الـ 28 من أيار المقبل، مؤكداً أنه “سيدعم جميع الجهود التي تقوم بها الأطراف لتأمين سلامة لاعبي كرة القدم وأسرهم في أوكرانيا “الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية ودمار وتشرد”.

بينما علق الاتحاد الروسي لكرة القدم على قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” بنقل نهائي دوري أبطال أوروبا من سانت بطرسبورغ في روسيا إلى باريس.

قال ديوكوف رئيس الاتحاد الروسي عبر الموقع الرسمي للاتحاد: “لقد كان الاتحاد الروسي لكرة القدم يعمل كشريك موثوق لـ”يويفا” لفترة طويلة، ليس فقط للوفاء بجميع الالتزامات الضرورية، ولكن أيضًا من خلال تقديم الدعم الشامل في تنفيذ المشروعات الجديدة وتنظيم المسابقات الكبرى”.

وأضاف أن أكثر هذه المناسبات شهرة وأهمها هو نهائي دوري أبطال أوروبا في سانت بطرسبرغ، واستمرت الاستعدادات لها حتى اليوم ولبى الاتحاد الروسي لكرة القدم لجميع متطلبات اليويفا بما في ذلك من الناحية الأمنية”.

وأكد: “نعتقد أن قرار نقل الملعب لنهائي دوري أبطال أوروبا تُمليه أسباب سياسية”.

وأشارت “رويترز” إلى أنه جاء قرار نقل المباراة النهائية من سان بطرسبورغ بعد أن طلب عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي من “اليويفا”، تغيير مكان إقامة المباراة النهائية ونقلها من سان بطرسبورغ وعدم إقامة أي بطولات دولية لكرة القدم في مدن روسيّة.

وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في إلغاء أو نقل أحداث دولية بارزة بينها معرض برشلونة للأجهزة المحمولة، أكبر فضاء للاتصالات في العالم، ونهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي كان مقرراً في مدينة سان بطرسبورغ كما ذكرنا، فضلاً عن جائزة روسيا الكبرى لسباقات فورمولا واحد التي كانت مقررة في سوتشي.

خطوات تجاه روسيا

كما طالبت اللجنة الأولمبية الدولية بعد بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا، جميع الاتحادات الرياضية بنقل أو إلغاء الأحداث المقررة في روسيا و(جارتها وحليفتها) بيلاروسيا، كما ناشدت بعدم رفع أعلام البلدين وعدم عزف نشيديهما الوطنيين في المحافل الرياضية العالمية غير المدرجة تحت عقوبات الوكالة العالمية للمنشطات (وادا). وأدانتهما بشدة لقيامهما بخرق قرار الهدنة الأولمبية الذي تبنته الأمم المتحدة وينص “ببناء عالم أفضل وسالم من خلال الرياضية والمثل الأولمبية” ووجوب احترام هذه الهدنة في الفترة قبل سبعة أيام من انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية التي أُقيمت في الفترة من 4 إلى 20 شباط الحالي وحتى 7 أيام بعد الألعاب البارالمبية المقررة من 4 إلى 13 آذار المقبل.

وأعربت الهيئة عن قلقها العميق في ما يتعلق بأمن أفراد اللجنة الأولمبية في أوكرانيا وأعلنت تضامنها الكلي معهم مشيرةً إلى أن فريق عمل اللجنة الأولمبية في اتصال دائم مع اللجنة الأولمبية الأوكرانية حول إمكانية إرسال مساعدات إنسانية إذا لزم الأمر.

وتستمر الإدانات الرياضية لما يحدث في أوكرانيا مطالبين بوقف الحرب والاحتكام للغة الحوار لتجنيب الشعوب المآسي من هذه الحرب التي هي ليست أكثر من حرب مصالح لقوى عُظمى.