أرقام فاضحة تنشرها هيئة الصحة تنذر بوقوع كارثة بشرية

قامشلو/ بيريفان خليل ـ

في مؤتمر صحفي كشف الرئيس المشترك لهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا وضع القطاع الصحي المتدهور في المنطقة محذراً من وقوع كارثة بشرية نتيجة انتشار جائحة كورونا ودعا الجهات المعنية إلى الالتزام بواجبهم الأخلاقي تجاه المنطقة.
عقدت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة اليوم مؤتمراً صحفياً في مركز دائرة العلاقات الخارجية بمدينة قامشلو بخصوص الوضع الصحي العام بعد انتشار جائحة كورونا في موجتها الرابعة التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا وجميع أنحاء العالم، وشاركت الهيئة بعض الإحصائيات فيما يتعلق بحالات الإصابة والدعم المقدم للهيئة.

الرئيس المشترك لهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا جوان مصطفى ذكر في المؤتمر بأن انتشار الجائحة في مناطق شمال وشرق سوريا بدأ في نهاية آذار عام 2020 حيث تم اكتشاف أول حالة إصابة، مشيراً إلى أن هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا وجميع الهيئات واللجان الصحية في الإدارات الذاتية والمدنية لم توفر أي جهد للتصدي لهذا الفيروس وتقديم كل الإمكانيات التي تحتاجها المنطقة للحد من انتشارها.
وقال بأنه كان هناك تنسيق بين الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية وعلى رأسها الهلال الأحمر الكردي والعديد من الوكالات الأممية التي كانت موجودة في مناطق شمال وشرق سوريا فيما يخص هذا الشأن.
وبخصوص الأعمال التي أنجزت من قبل الهيئة كخطوة للتصدي لهذه الجائحة كشف مصطفى: “خلال عام 2020 تم تجهيز 15 مركزاً مختصاً لمعالجة وتقديم الدعم الطبي لمصابي كورونا، هذه المراكز كانت موزعة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا؛ وبلغت تكلفة تجهيز المراكز والخدمات الطبية الخاصة بكورورنا من قبل هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قرابة ستة مليون دولار فقط في عام 2020”.
لافتاً إلى أن المراكز تقدم كل الخدمات مجاناً وبدون مقابل لجميع المرضى علماً أن التكلفة التقريبية لمعالجة كل مريض تصل إلى 120 دولار يومياً لكل مصاب بفيروس كورونا وهي تكلفة كبيرة تزيد من الأعباء المادية للهيئة خاصة بعد زيادة حالات الإصابة في الفترة الأخيرة.
ومن أعمال الهيئة كما أوضحه مصطفى: “هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا قامت بتجهيز وتحضير منظومة الكشف والإبلاغ في عموم شمال وشرق سوريا تتألف من غرفة عمليات مركزية وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي وتجهيز مخبر مركزي في مدينة قامشلو بمقاييس عالمية شهدت لها منظمة الصحة العالمية هذا المخبر أيضاً كما المراكز يقدم كافة الخدمات مجاناً بدون أي مقابل وأيضاً تكلفتها كبيرة”.
من الجهود التي بذلتها الهيئة بلسان مصطفى: “في عموم مناطق شمال وشرق سوريا تم تجهيز 26 فريقاً لأخذ المسحات الطبية للمشكوكين بإصابتهم موزعين في مناطق شمال وشرق سوريا على مدار الـ 24 ساعة هذه المسحات بعد اتخاذها وإجراء التحاليل وإصدار النتائج تبلغ تكلفتها 50 دولار للمريض الواحد”.
وبالنسبة لإحصائية العينات/ المسحات التي أجريت في عموم مراكز الصحية بمناطق شمال وشرق سوريا بإيضاح من مصطفى كانت كالتالي:
حتى اليوم تم إجراء 72326 عينة بكلفة تقديرية 4 مليون دولار مقدمة من قبل المخبر المركزي التابعة لهيئة الصحة، كان من بين هذه الحالات 27845 حالة إيجابية؛ أكتر الحالات كانت موجودة في قامشلو وتأتي الحسكة في المرتبة الثانية بحالات الإصابة ومن ثم ديرك وبعدها الرقة كتوزيع جغرافي.
الموجة الرابعة بدأت في منتصف شهر آب وانتشرت بكثرة في المنطقة وأصابت كافة الإعمار حيث كانت هناك بعض الإصابات لأعمار ما دون سن 20 والوفيات بعمر 14 سنة.
وأظهر مصطفى تخوفه من انتشار هذا الفيروس بشكل أكبر في المنطقة: “لحالات الإصابة بشهر أيلول إحصائية مرعبة مقارنة مع الأشهر السابقة؛ إجراء 14450عينة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، من بينهم 7183 حالة إيجابية أي بنسبة تقريباً 50 من المية، في شهر أيلول أكبر توزيع للحالات كانت في قامشلو بعدد 1909 حالة فقط في قامشلو، و1077 في ديرك و1500 حالة في الحسكة.
وكان هناك 138 حالة وفاة في أيلول تم تسجليهم في المراكز بعموم مناطق شمال وشرق سوريا بأعمار متفاوتة وهي حالة جديدة لا تبشر بخير نتيجة وفاة مصابين من الأعمار الصغيرة”.
وعن إجراءات الهيئة وتنسيقها مع الجهات المعنية قال مصطفى: “ضمن هذا الوضع المخيف والمرعب كان لدينا نقاشات مع منظمة الصحة العالمية لتقديم اللقاح حتى نكون قادرين للتصدي للفيروس ولكن لم تدخل إلى مناطقنا سوى 55 ألف جرعة أي بنسبة نصف بالمئة من عدد السكان لتلقي اللقاح وهي نسبة ضئيلة لأن كل شخص يحتاج إلى جرعتين وهذا العدد لا يشكل أي سد أمام الفيروس على العكس تماماً فأنها تزيد من سرعة انتشاره”.
ووضع الوضع الصحي الحالي بالمرعب والمخيف في المراكز الصحية التابعة للإدارة الذاتية لأن معظمها اقتربت من الامتلاء “بعض المرضى توجهوا إلى المراكز ولكن لم يجدوا مكاناً، للأسف الشديد مركز جيان في قامشلو ممتلئ، مركز كوفيد بالحسكة اقترب من الامتلاء، مركز العزل أيضاً في واشو كاني اقترب من الامتلاء وبقية المراكز في أيام قليلة ستواجه مشكلة كبيرة”.
وشدد أيضاً: “الوضع حالياً مع الموجة الرابعة ينذر بكارثة، اليوم كان هناك 17 حالة وفاة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا طبعاً هذه الحالات فقط التي سجلت في مراكز الصحة التابعة للإدارة الذاتية إلا أن أعداد أكبر من ذلك لم يتم إحصاءها”.
وزاد على كلامه: “لم نتلقى الدعم الكافي سوى بعض المساعدات من بعض شركائنا الدوليين والأمر الأكثر أهمية والتي تعاني منها المراكز هو نقص الاوكسجين وعند الإبقاء بهذه الحالة سنصل في الأيام القليلة القادمة إلى حد لا يمكن تحمله أو استقبال أي حالة في المراكز نتيجة ضعف الإمكانيات فالوضع سيخرج عن السيطرة”.
وتابع: “حل الأزمة تقع على الإدارة الذاتية وبشكل خاص هيئة الصحة ولكن لوحدنا كإدارة ذاتية لن نكون قادرين على فعل ذلك في حال استمرار الوضع على حاله هذه”.
واختتم الرئيس المشترك لهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا جوان مصطفى حديثه بالقول: “دعونا جميع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي للتدخل ولكن حتى هذه اللحظة كلهم صامتون ولذلك وعبر هذا المنبر نوجه نداءنا الأخير لجميع وكالات الأمم المتحدة المعنية بهذا الشأن والمجتمع الدولي للتدخل الفوري وتقديم يد المساعدة لمناطق شمال وشرق سوريا لأننا سنواجه كارثة بشرية في الأيام القادمة، القطاع الصحي لا يرتقي إلى مستوى نتمكن فيه التصدي لهذه الجائحة، كل العالم والمنظمات الدولية لديهم التزام أخلاقي لدعم ومساعدة للقطاع الصحي في هذه المنطقة لمنع انتشاره حتى لا نصل لمرحلة انهيار القطاع وطريق اللاعودة”، داعياً الشعب إلى التعاون والتكاتف مع الهيئة والإدارة الذاتية والالتزام بالإجراءات والقرارات التي تصدرها وتسخير كل الإمكانات للتصدي لهذا الفيروس.