أردوغان يتخذ مُسمى المؤامرة في عجزه لمواجهة الحرائق

مركز الأخبار ـ

يستمر أردوغان في التستر على عجز حكومته في مواجهة الأزمات من خلال توجيه التهم كلما واجه إحداها سواءً أكانت داخلية أم خارجية ويصفها بأنها “مؤامرة” تستهدفه شخصياً، والحرائق التي تجتاح البلاد إحدى هذه المؤامرات!

عجز واتهامات لا أساس لها

حيث يتحدّث رأس النظام التركي أردوغان باستمرار عن مؤامرات تستهدفه شخصياً مع بلاده كلما واجه أزمة ما، سواء كانت داخلية أم خارجية، حتى إنه لم يستبعد سيناريو “المؤامرة” مع الحرائق التي اندلعت الأسبوع الماضي في عدّة غاباتٍ تقع بمناطق مختلفة داخل تركيا.

وبالتزامن مع تصريحات أردوغان، أعلنت وكالة أنباء “الأناضول” الناطقة رسمياً باسم الدولة التركيّة عن إحباط محاولة لافتعال حريق في غابة تقع بالقرب من ثكنة عسكرية في ولاية أزمير الواقعة غربي تركيا، إلا أن الشرطة التركية لم تتمكن من إلقاء القبض على المتهمين المزعومين.

وشككت أحزاب المعارضة التركية بالرواية التي روّجت لها وكالة “الأناضول”، متهمة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده أردوغان بالاهتمام بالبنى التحتية في العاصمة أنقرة ثاني أكبر المدن التركية، مقابل تجاهل المناطق الأخرى التي ساهم الإهمال في خسارتها لمساحات خضراء شاسعة بعد الحرائق التي عجزت السلطات المحلية فيها عن السيطرة عليها.

وبحسب مصدرين في أكبر حزبين معارضين وهما “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي”، فإن الترويج لرواية وكالة “الأناضول” حول افتعال الحرائق يهدف لإخفاء عجز الحكومة الحالية عن القيام بمهامها في حماية ممتلكات المزارعين والفلاحين والمستثمرين، لا سيما أن الحرائق اندلعت في بعض المناطق بالقرب من المنتجعات السياحية فاضطر أصحابها إلى إخلائها وإغلاق أبوابها أمام روّادها الأجانب.

الحكومة التركيّة تتهرّب من المسؤولية

الحرائق كشفت الفوضى والاستياء والغضب لدى الجميع، وكشفت أيضاً أن فكرة التعامل مع الأزمات ومواجهتها بتحميل جهاتٍ أخرى بالوقوف خلفها، تمثل ذهنية أردوغان وأطراف إسلامية أخرى، فهم يتحدّثون عن أطراف تسعى إلى النيل منهم عند اندلاع أي أزمة، بينما يلقون بالمسؤولية على عاتق الآخر وهم بهذه الطريقة يهربون من مسؤولياتهم.

وعادةً ما يتحدّث الرئيس التركي عن طرفٍ ثانٍ يُلقي عليه كامل المسؤولية عند مواجهة تركيا لأي أزمة، وبعدما كان يتهم حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء مختلف أزمات البلاد طيلة السنوات الماضية، فقد بات يتهم حليفه السابق فتح الله غولن بالوقوف خلف بعض الأزمات التي تواجهها حكومته، وذلك منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي اتهم غولن بالتورط بها.

وتداولت وسائل إعلام موالية لأردوغان أنباء عن افتعال أشخاصٍ للحرائق التي اندلعت في مناطق متفرقة جنوب وجنوب غربي البلاد، كما أن بعضها اتهمت مقاتلين من حزب العمال الكردستاني بافتعالها رغم أنهم لا يتواجدون في الأصل بتلك المناطق، وقد اضطرت لاحقاً إلى حذف أخبارها تلك بعد موجةٍ من السخرية شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني لا يتواجدون في المناطق التي شهدت الحرائق، فهي تقع جنوب وجنوب غربي البلاد وفي تلك المناطق ليس هناك أي تواجد لحزب العمال الكردستاني فيها.