حسين عبد الرحمن محمد (عضو مكتب الدفاع عن الحريات)
لا شيء في الكون يمنع أردوغان من كره الكرد ومحاربتهم والنيل من قضيتهم وتحجيم النفوذ الكردي في تركيا وشتى بقاع العالم من أجل الوصول إلى هدفه هذا، ومستعد لاستعمال كافة أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وحتى التحالف مع داعش الإرهابي وحلفائه القوميين المتطرفين لإبعاد الكرد وطمس هويتهم أيضاً.
الوجود القومي الكردي، هو العدو اللدود لتركيا وليس حزب العمال الكردستاني الذي اعتبرته تركيا تنظيماً إرهابياً رغم قرار الحزب، إلقاء السلاح عدة مرات، بغرض التوصل إلى حل سياسي وتبني القائد «عبد الله أوجلان» عدة مبادرات للحل السلمي، لكن قوبلت بالرفض من الجانب التركي.
وآخر ما كان أردوغان يتمناه هو ظهور قوى وحركة كردية مسلحة ضد حكومة دمشق وإلصاق صفة الإرهاب بها لكن هذه القوى الكردية حافظت على الأمن، بالإضافة إلى محاربة المجموعات المرتزقة، وحافظت على كل مكونات الشعب السوري في شمال شرق سوريا وحاربت صنيعته داعش، فضلاً عن تحقيق انتصارات مهمّة إذ أحبطت كل مخططاته فجنّ جنونه وازداد حقده عليهم فهو يحاربهم من هلسنكي إلى منبج بالطول ومن زاخو إلى تل رفعت بالعرض في سوريا.
فهزيمة داعش خسارة له وهي ضد أيديولوجيته وخسارة ركن أساسي في جسم خلافته فظهرت تركيا بدافع من قوميتها العنصرية متظاهرة بعوامل التهذيب وبعض الأخلاقيات للتقرب من أوروبا إلا أن وجهها الحقيقي العنصري، طغى على هذه الأخلاقيات التي تنكر على الكرد حقّهم في أن يكون لهم لغتهم وثقافتهم وحقهم في تقرير مصيرهم.
نعم هذا هو الوجه الدميم للخلافة الأردوغانية التي تعد الكرد العدو الأوحد والأول على سطح المعمورة لأنّ الكرد حافظوا على هويتهم وثقافتهم ولم يذوبوا في القومية التركية المقيتة، سيبقى الكرد شوكة في حلق أردوغان وأيضاً سبباً لإحباط كل مخططاته وألاعيبه وتحالفاته، فالنصر دائماً حليف الشعوب المدافعة عن هويتها ووجودها والحقد يحرق دائماً صاحبه.