قرر الأردني أحمد إبراهيم الأخرس (مواليد 1977) التقاعد وهو في سن 45 لإقامة متحف مؤقت يعرض فيه بعض مقتنياته.
ومع ولعه بالأشياء القديمة التي تعكس التاريخ الاجتماعي للأردن والمنطقة، بدأ الأخرس جمع تلك المقتنيات منذ الصغر.
ومن المقتنيات التي يفتخر بها الأخرس في متحفه كاميرات صغيرة دأب الحجاج والمعتمرون على إحضارها بوصفها هدايا من الديار المقدسة، وهي على هيئة تلفزيون مصغر يمرر سلسلة من الصور عن مشاهد الحج عند الضغط على زر من أزراره.
يقول الأخرس: “هذه من الهدايا العزيزة علينا، وكنا نفرح بها كثيراً، خاصةً أن فيها صوراً للكعبة المشرفة والمدينة المنورة”.
ويشرح كيف بدأ جمع مقتنياته العزيزة على قلبه قائلاً: “في بداية التسعينيات كنت طفلاً على مقاعد الدراسة، ولم يكن لدي أي تمويل أو دخل، فكنت أبيع خردة النحاس والألمنيوم، وبالمال الذي أجنيه أشتري هذه الألعاب إضافة إلى مستلزماتي المدرسية”.
تضم مقتنياته مجموعة واسعة من أدوات المكتب والألعاب وزجاجات المياه الغازية وأشرطة الفيديو والموسيقى، بالإضافة إلى النسخ القديمة من الكتب المدرسية والصحف، التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن.
ويضيف: “هذه المناهج كانت مشتركة بين الأردن وسوريا وفلسطين من عام 1976 وحتى 1992”.
وتابع: “من ضمن مقتنياتي الخاصة أيضاً صحف أردنية قديمة، وعلى سبيل المثال هذه صحيفة القبلة، وهي من بدايات القرن الماضي إبّان الثورة العربية الكبرى”.
وعرض الأخرس مجموعته لأول مرة في المنزل، ثم أنشأ متحفاً مؤقتاً يموّله بنفسه، وهو مفتوح للجمهور مجاناً في غرفة مستأجرة بجوار منزله.
وتضم مجموعة الأخرس أيضاً بعض الأدوات المنزلية التي كانت تستخدمها والدته. وقال: “من مقتنياتي الخاصة أدوات تنظيف من الزمن الجميل، وبعض المساحات التي كانت تستخدمها الوالدة كنت أحتفظ بها، وحتى الآن لا تعرف أمي مصيرها”.
وعن قرار تقاعده عن العمل من أجل متحفه الخاص، قال: “كان من أحد الأسباب الرئيسية للتقاعد من العمل هو الجلوس بين المقتنيات؛ فحقيقةً أجد سعادتي وفرحتي بين هذه الكراكيب (القطع) ولا أملُّ من النظر إليها”.
