سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أربعة أعوام من احتلال سري كانيه وكري سبي وجرائم تركية بمرأى المنظمات الدولية

قامشلو/ دعاء يوسف –

هجر أكثر من 87% من سكان سري كانيه، خلال سنوات احتلالها الأربعة، حيث حُولت أراضيهم وقراهم لمراكز تدريبية وعسكرية، وسكن في بيوتهم أكثر من 3000 عائلة من مرتزقة الاحتلال، فيما تعرض من بقي في منزله للقتل والاغتصاب والاعتداء والاعدام الميداني والتعذيب والذي بلغ قرابة 1112 حالة، أمام مرأى المجتمع الدولي، اللا مبالي عن حماية حقوق المدنيين.
في ذكرى احتلال “سري كانيه وكري سبي”، يستمر الاحتلال التركي بجرائمه في المناطق المحتلة عامةً، ومناطق شمال وشرق سوريا خاصةً، فقد ارتكب أشد الجرائم الدولية، كالإبادة الجماعية، والجرائم اللاإنسانية، واستخدام الأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً، إضافةً لانتهاكاته بحق المدنيين في المناطق المحتلة.
خرق القوانين الدولية 
وقد ألقيت في ذكرى احتلال “سري كانيه، وكري سبي”، بيانات عدة من قبل “منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة، أدانت فيها الاعتداءات والانتهاكات المرتكبة في المناطق المحتلة، كما وكشفت إحصائيات الانتهاكات المرتكبة هناك أيضاً.
وأكد نص البيان، على ارتكاب دولة الاحتلال التركي جرائم حرب في المناطق المحتلة: “حسب ميثاق الأمم المتحدة وبالمادة /٣٩/ والفقرة /الرابعة/ من المادة /الثانية/، و بتفويض من مجلس الأمن، وبدلالة القرار /٢٦٢٥/ الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والثلاثين، حرم التهديد، أو استعمال القوة، واعتبر ذلك تهديداً للسلام، ومستوجباً للمساءلة بموجب أحكام القانون الدولي، إلا أن الاحتلال التركي هاجم واحتل منطقتي “سري كانيه وكري سبي”، بقصد تهجير وقتل سكانها كلياً أو جزئياً، وذلك في إطار هجوم واسع النطاق، ومنهجي موجه ضد أولئك السكان المدنيين، وعن علم وسبق إصرار وتخطيط، وهذا يعد جريمة دولية قائمة بذاتها من حيث الأركان”.
كما وشمل البيان إحصائيات جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في سري كانيه، منذ تاريخ 1/1/2023، ولغاية 7/10/ 2023، وكانت كالتالي:
ـ ثلاث حالات قصف أدت إلى استشهاد أربعة أشخاص بينهم طفل، وقد خطف وأعتقل 15 شخصاً بينهم طفل، و15 شخصاً تعرضوا للانتهاكات على الحدود بينهم طفل، فيما أصيب ستة أشخاص آخرين، وقد حصلت أربع حالات اشتباك بين الفصائل، قتل على أثرها ستة مدنيين بينهم ثلاث أطفال وامرأة.
ـ إحصائيات الانتهاكات على خطوط الجبهة في منطقتي تل تمر وعين عيسى، مدينة تل تمر قصفت 35 مرة، وتعرضت لثماني حالات استهداف بالطائرات المسيرة، وقد قتل جراء القصف ثمانية أشخاص بينهم ثلاث أطفال، وجرح سبع عشرة إصابة بينها ثلاثة أطفال أيضاً، وقتل أربعة أشخاص باستهداف الطائرات المسيرة وأُصيب اثنان بينهم امرأة.

هجمات اليوم تكرار مجازر سري كانيه 
فيما لم تكتفِ دولة الاحتلال التركي بتهجير السكان عنوة، والسيطرة على المنطقة، بل ارتكبت الإبادة الجماعية المتمثلة بقتل أفراد المنطقتين بخلفية إثنية، وإلحاق الضرر الجسدي والعقلي الجسيم بهم، وإخضاعهم عمداً لأحوال معيشية، وهذا ما نوهت إليه الإدارية في منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة، “أفين جمعة“، بقولها: “ارتكبت الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة بالقتل العمد والإبادة، والإبعاد القسري للسكان والسجن والحرمان الشديد من الحرية والتعذيب والاغتصاب، وأشكال العنف الجنسي كافة، والاضطهاد لأسباب سياسية، وإثنية، والاختفاء القسري، والفصل العنصري، والتغيير الديمغرافي الذي مازال مستمراً، وتكرسه باستقدام عوائل مرتزقتها وكل من تعول عليهم في مشروعها المتمثل باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة بثوب جديد يناسب الدولة التركية العثمانية الجديدة القائمة على الميثاق العثماني”.
وبينت، أنه بالتزامن مع الذكرى السنوية لاحتلال منطقتي “كري سبي -سري كانيه”، عاود الاحتلال التركي عدوانه على شمال وشرق سوريا، واستهدفت مصادر الحياة: “يحاول أن يفرض علينا طرق معيشية صعبة، لا نستطيع العيش من خلالها، ويسعى لترويع السكان المحليين للهروب وترك أراضيهم، مجبرهم على الهجرة القسرية، وكأن سيناريو احتلال سري كانيه يعود إلى الواجهة”.
مؤكدةً، أن هذه الهجمات وصمة عار على جبين الإنسانية: “لقد أصدر أردوغان حكم قتل الأبرياء بدم بارد، ضارباً القوانين، والأعراف الدولية عرض الحائط، والأكثر مقتاً أن الاحتلال التركي يرتكب جرائمه أمام مرأى ومسمع العالم، الذي اتخذ الصمت عنواناً له حيال ما يجري، وكأنه يعطي الضوء الأخضر للاحتلال ليشن هجماته على المناطق غير آبه بالمجازر، التي يقوم بها الاحتلال”.

محاسبة تركيا وفقاً للقوانين الدولية
وتطرقت أفين، إلى أن ما يجري اليوم من تمادي جيش الاحتلال وانتشار طائراته في سماء المنطقة، دليل واضح على أن تركيا ما عادت تخشى القوانين الدولية: “يستهدف جيش الاحتلال التركي بشكل يومي المدنيين، ومساكنهم والمنشأة المدنية في شمال وشرق سوريا باستخدام الهاون والقذائف المدفعية، والقذائف الصاروخية باستخدام المسيرات، والطائرات الحربية المدمرة ضد المدنيين”.
موضحةً، أن الاحتلال بهذه الأفعال قد خرق القوانين الدولية للإنسان واتفاقيات حقوق الطفل: “إنّ دولة الاحتلال التركي ترتكب جرائم حرب وفق القوانين واللوائح الدولية، التي من واجبها أن توقف هذه الاعتداءات وتوفر الأمن والرعاية للمدنيين في النزاعات المسلحة”.
وناشدت الإدارية منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، “أفين جمعة” في ختام حديثها مجلس الأمن الدولي الذي ينادي بحفظ الأمن، والسلم الدولي للتحرك تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي ينص على الحق باستخدام القوة العسكرية ضد أي دولة، أو مجموعة من الدول التي تهدد السلم والأمن العالمي، مبينةً، أن تركيا قامت بالمجازر التي لا يمكن للعقل حتى تصورها تحت اسم السلام: “نطالب بحفظ الأمن والسلام للمناطق، وأن تخرج تركيا من الأراضي المحتلة ليعود المهجرون إليها، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب في شمال وشرق سوريا”.

توثيق انتهاكات الاحتلال
ويعمل المكتب الحقوقي في لجنة مهجري سري كانيه على كشف جرائم الاحتلال في المناطق المحتلة، وإخراجها للرأي العام الداخلي والخارجي، ومع دخول احتلال “سري كانيه وكري سبي”، عامه الخامس؛ كشف المكتب الحقوقي الإحصائيات، التي حصل عليها على مدار أربع سنوات الماضية، منوهاً، إلى أن حجم وضخامة الانتهاكات أكثر مما يرد في تقاريرهم، وذلك بسبب التعتيم الإعلامي، والحقوقي والقبضة الأمنية المفروضة على المناطق المحتلة.
وقد وصلت نسبة تهجير السكان الأصليين من أراضيهم إلى 87%، وتوطين أكثر من 3000 عائلة في المدينة، وبلغ عدد عوائل المرتزقة بما فيها مرتزقة داعش (75) عائلة، غالبيتها تسكن في حي زور آفا، وتم إفراغ 60 قرية من سكانها الأصليين، وقد جُرِّفت قرية عين الحصان بشكل كلي وحُوِّلت إلى مقرات تدريب عسكرية ومعسكرات، فيما جُرِّفت خمس قرى أخرى بشكل جزئي، ولم تكتفِ دولة الاحتلال بإفراغ المنطقة، وقراها من سكانها وتهجيرهم، فقد زرعت أراضي ثلاث قرى بالمواد مخدرة.
وبقي الكرد المتواجدون في سري كانيه 47 شخصاً فقط، وغالبيتهم من الأطفال والمسنين، وقد تم الاستيلاء على قرابة 6000منزل للمدنيين، وبحدود 1500 محل تجاري، فيما تعرض سكانها، ممن بقوا في المناطق المحتلة، وقد وُثقت 1112حالة من الاعتقال والتعذيب والاختفاء والإعدام الميداني، وُوثق 72 شخصا مفقودا من المدنيين والمغيبين، فيما وصل عدد الشبكات، التي تقوم بتهريب البشر عبر الحدود إلى 23 شبكة غالبيتها عسكرية.
وتعرضت 11امرأة للاغتصاب في المدينة وريفها، بينها خمس حالات ارتكبت ضد القاصرات، وقد تجاوز عدد حالات الاقتتال البينية 120 حالة، و72 تفجيراً.

إحصائيات انتهاكات الاحتلال على مناطق شمال وشرق سوريا
وقد كشفت منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة عن الانتهاكات، التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي، ومرتزقتها “الجيش الوطني السوري” على الأراضي السورية في شمال وشرق سوريا من تاريخ الأول من كانون الأول لعام 2023 ولغاية السابع من شهر تشرين الثاني من العام نفسه 2023م، وهي كالتالي:
ـ انتهاكات بالطائرة المسُيرة /97/ انتهاكاً، استشهد على أثرها 71 شخصاً، وهم “أربعة أشخاص في تل تمر، وعشرة أشخاص من قوات حكومة دمشق في الشهباء، و57 شخصاً في مناطق أخرى”، فيما أصيب 65 شخصاً في المناطق” واستشهد طفل في عين عيسى، وشخصين في تل تمر، وخمسة في الشهباء، و57 شخصاً في مناطق أخرى”.
وفيما يتعلق بانتهاكات الطائرات الحربية، كانت ستة انتهاكات في منطقتي كوباني، ومنبج، وقد استشهد في كوباني ستة مدنيين، أما في منبج فقد استشهد شخص واحد.
فيما وصلت انتهاكات الحدود إلى 16 انتهاكاً، وكانت على المناطق: “سري كانيه، استشهد 15شخصاً بينهم طفل، وأصيب ستة أشخاص، وفي تل أبيض استشهد ثلاثة أشخاص، أما في عفرين فقد أصيب شخص، وأصيب طفل في كوباني”.
وشهدت مناطق شمال وشرق سوريا 122 حالة قصف، والمدن التي تعرضت للقصف هي: “عفرين، تل رفعت، كوباني، تل تمر، عين عيسى، منبج، سري كانية”، فيما استشهد على إثر هذه الانتهاكات 20 شخصا بينهم أربعة أطفال، وجرح 55 شخصاً آخرين.