سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أخلاقيات العمل

د. هاجار عبد الفتاح


لا شك أن الغرض الرئيس من إنشاء مشروع أو منظمة ما؛ هو تحقيق الربح في المقام الأول، لكن في ظل معطيات العصر الجديد، الذي بات فيه العالم أشبه بدولة واحدة صغيرة، باتت أخلاقيات العمل إحدى محددات نجاح الأعمال التجارية، واكتساب سمعة جيدة في السوق.

ولن يمكن الفصل بعد ذلك بين نجاح شركة ما، وبين مدى اتباعها للمعايير الأخلاقية والإنسانية سواء في بيئة العمل الداخلية، أو الخارجية.

يعرّف الخلق لغة، بأنه (الطبع والسجية) وهو صورة الإنسان الباطنة، والأخلاق هي مجموعة القيم، التي يعتمد عليها الفرد في التمييز بين ما هو جيد، وبين ما هو سيء والتمييز بين الصواب والخطأ، وتعرف أخلاقيات العمل بأنها اتجاه الإدارة وتصرفها تجاه موظفيها، وزبائنها والمساهمين، والمجتمع عامة، والقوانين السائدة في المجتمع ذات العلاقة بعمل الشركة، وهي مجموعة من المبادئ السلوكية، والقيم التي تحكم سلوك الفرد والجماعة، في التمييز بين الصواب والخطأ.

ينطوي مفهوم أخلاقيات العمل على معان كثيرة، فلا يوجد تعريف وحيد دقيق له، بل يوجد خلط بين مفهوم أخلاقيات العمل ومفهوم أخلاقيات الإدارة والسلوك الخلقي.

تعني أخلاقيات العمل استخدام الأخلاقيات كاستراتيجية عمل؛ لتحسين سمعة الشركة وتأثيراتها على رفاهية الأفراد، والبيئة المحيطة، والأمر ذاته ينطوي على المفهوم الخاص بالمسؤوليات الأخلاقية والمتميزة.

حيث تشمل المسؤوليات الأخلاقية سلوكا متوقعا متجاوزاً للالتزامات القانونية وللمسؤوليات المتميزة.

فالإدراك للمسؤوليات الأخلاقية والمتميزة للأعمال ليس لها التزامات بيئية وقانونية، حيث إن الأعمال ليست مسؤولة فقط عن مالكيها، ولكنها مسؤولة أيضا عن موظفيها، وزبائنها، وعن المجتمع بشكل عام.