سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحمد سليمان: حرية القائد عبد الله أوجلان مسؤولية الشعوب الحرة وحركات التحرر الوطنية

روناهي/ الدرباسية –

أكد المثقف أحمد سليمان أن المطالبة بتحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً تقع على عاتق حركات التحرر الوطنية، والشعوب التواقة للحرية، وأشار إلى أنه لا مصلحة للدول الرأسمالية في تحرير القائد عبد الله أوجلان، لأنها تعادي الفكر الحر الديمقراطي له.
للشهر التاسع والعشرين يعيش القائد عبد الله أوجلان، في ظروف عزلة مشددة تفرضها عليه دولة الاحتلال التركي في جزيرة إيمرالي، في محاولة لكسر إرادته، وكسر إرادة الشعب الكردي.
وللعلم أن الدولة التركية قد منعت اللقاء بذوي القائد ومحاميه، ولا معلومات عن حالته الصحية، وقد تحدثت بعض التقارير عن تدهور الوضع الصحي للقائد أوجلان، ومع ذلك تمتنع دولة الاحتلال التركي عن الإدلاء بأي تصريح رسمي حول ذلك.
وتطالب شعوب كردستان عامة والشعب الكردي على وجه الخصوص، بضرورة الكشف عن مصير القائد عبد الله أوجلان، والسماح بزيارته ومعرفة وضعه الصحي.
الدول الاستعمارية تحارب الحركات التحررية
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا المثقف أحمد سليمان، وقد أدلى لنا بهذا التصريح: “الدول الاستعمارية تحارب حركات التحرر الوطنية ورموزها، وتتخذ بحقهم أقسى العقوبات والتي تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام، لمنع انتشار الفكر التحرري بين المجتمعات، لأن ذلك يتناقض مع الطبيعة الاستعمارية لهذه الدول”. وتابع: “بناء على هذه المعطيات فإن فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، شكلا تهديدا حقيقيا للعقلية الاستعمارية التي تنفرد بها دولة الاحتلال التركي، ما دفعها لاختطاف القائد عبد الله أوجلان، وعزله في السجن منذ ربع قرن، وذلك كله يصب في إجهاض الفكر التحرري الذي ينادي به، وهي لا تكتفي بالاعتقال والاختطاف، وإنما مارست بحقه مختلف أنواع الضغوط، والهدف من ذلك كسر إرادة القائد عبد الله أوجلان وإرادة الشعب الكردي”.
وأضاف: إن “الهدف من العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، عزله عن محيطه وحجبه عن التطورات الدولية المتسارعة، لأنه إذا ما اطلع القائد على ما يجري في الساحات الدولية، والإقليمية، والداخلية، فبكل تأكيد سيطرح الحلول المناسبة لها، وبالتالي فإن حل المشاكل يعني القضاء على المخططات الاستعمارية لدولة الاحتلال التركي، وهذا ما تخشاه الفاشية التركية، لذلك تسعى بشتى السبل قطع اتصالات القائد عبد الله أوجلان عن العالم الخارجي”.
فكر القائد عبد الله أوجلان أفشل المخططات
وأوضح: “إذا ما وضعنا هذه الإجراءات بميزان حقوق الإنسان، فإنها مرفوضة شكلا وتفصيلا، ولكن دولة الاحتلال التركي تَزِين إجراءاتها كلها بميزان المصالح الضيقة، وجميعنا يعلم أن مصلحة الدولة التركية تقتضي القضاء على كل ما يتعلق بالحرية والديمقراطية، والإجراءات المتخذة بحق القائد آبو تخدم تلك السياسات، ولكن الوقائع على الأرض تُثبت يوميا فشل سياسة دولة الاحتلال التركي، لأن فكر القائد آبو بات اليوم فكرا أمميا تتبناه مختلف شعوب العالم”.
وأشار سليمان: “دولة الاحتلال التركي تتخذ في سياساتها الشوفونية أشكال وأساليب عدة، فإلى جانب الإجراءات التعسفية المتخذة بحق القائد عبد الله أوجلان، تسعى دولة الاحتلال التركي لضرب أي تحرك سياسي كردي، يهدف لحل القضية الكردية، إننا نرى كيف يتم التضييق على حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، والذي ينتمي في جوهره إلى حركة التحرر الكردستانية، حيث يحارب أردوغان هذا الحزب بشتى السبل، فيقوم بحظر نشاطات الحزب، ويحاول عرقلة عمل البلديات، التي يسيطر عليها الحزب، وغيرها من الإجراءات التي تحد من عمل الحزب”.
ولفت سليمان: “دولة الاحتلال التركي تتعاون في سياساتها هذه مع الدول ذات العقلية العنصرية في المنطقة، كسوريا، والعراق، وإيران، وهم بذلك يتفقون على محاربة حركات التحرر الوطنية، التي تقف في وجه مخططاتهم الاستعمارية، ووصل الأمر بهذه الدول إلى مرحلة تجاوز الحدود، والتعدي على السيادات الوطنية، وخير دليل على ذلك هجمات الاحتلال التركي على باشور وشمال وشرق سوريا، واستهدافها لشعوب المنطقة؛ لأنها تسعى للحرية والخلاص”.
تشديد العزلة تحقيق لمصالح الدول المهيمنة
واستطرد: إن “المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم، قد تنبأ بها القائد عبد الله أوجلان منذ أكثر من عقدين، فأشار القائد عبد الله أوجلان حينذاك في مرافعاته إلى أن الممارسات التي تمارسها الدول الرأسمالية المهيمنة بحق شعوبها، ستُحتم على هذه الشعوب الانتفاض في وجه هذه السياسات والسعي نحو الخلاص، وهذا ما حدث عمليا بعد عقد من تنبؤات القائد آبو، لذلك فإن التضييق على القائد جاء نتيجة استشرافه للمستقل وقراءته للمتغيرات، التي أكد على حدوثها، ما دفع هذه الدول لمحاولة إزالة هذه العقبة التي تقف في وجه تنفيذ مخططاتها الاستعمارية”.
واختتم أحمد سليمان حديثه: “إن المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، تقع على عاتق الشعوب الحرة وحركاتها التحررية، سواء كانت في منطقتنا أو في العالم، لأن فكر القائد عبد الله أوجلان يخدم مصالح الشعوب، والممارسات التي تستهدف القائد عبد الله أوجلان، تتوافق مع مصالح الدول الرأسمالية المهيمنة، وبالتالي لا يمكن أن تضغط على دولة الاحتلال التركي لإطلاق سراحه، مصلحة النظام العالمي المهيمن تتطلب الاستمرار في فرض العزلة على القائد عبد الله أوجلان، وبالتالي الشعوب الحرة هي المعنية بتحريره جسدياً”.