سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحمد خوجة: التعاون بين تركيا وداعش في مجزرة كوباني دليل تفاهم وتوافق

كوباني/ سلافا أحمد –

أشار عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي، في مقاطعة الفرات، أحمد خوجة، أن الهدف من مجزرة 25 حزيران في كوباني، بث الرعب والخوف في نفوس الأهالي لترك مدينتهم، ومن الواجب محاسبة الجناة وداعميهم.
ارتكبت مرتزقة داعش في 25 حزيران عام 2015، مجزرة بحق أهالي مدينة كوباني وقرية برخ باتان، التي راح ضحيتها 253 شهيداً، حينما تسللت المرتزقة من مدينة صرين، في محاولة منها زعزعة الأمن والاستقرار، اللتين كانت تعيشهما المنطقة بعد هزيمة مرتزقة داعش في مدينة كوباني.
وكان الهدف من الهجوم وارتكاب المجزرة، الانتقام من مدينة كوباني، وإفراغ المدينة وقراها من سكانها، فمدينة كوباني، التي دحرت داعش بالنيابة عن العالم أجمع، واستطاعت أن تكون النقطة المفصلية لنهاية داعش عسكرياً، حيث سطرت وحدات حماية الشعب، والمرأة ملاحم بطولية بشهادة المجتمع الدولي، ومن ثم تتالت الانتصارات، حتى حققت قوات سوريا الديمقراطية النصر المؤزر على داعش في آخر معاقله، بالباغوز في دير الزور.
الدلائل كلها تشير بأن دولة الاحتلال التركي، هي من خططت، لمجزرة كوباني، في محاولة للتقليل من أهمية القضاء على داعش، وأيضاً لضرب ثورة التاسع عشر من تموز، التي انطلقت من كوباني.
وعلى الرغم من مرور تسعة أعوام على مجزرة كوباني، لا زالت دولة الاحتلال التركي تواصل مساعيها في دعم الإرهاب، وتهاجم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا كافة، وتسعى جاهدة النيل من مكتسبات المنطقة، التي تحققت بدماء الآلاف من أبنائها، حيث يمارس المحتل التركي، بحق شعوب المنطقة أفظع أنواع الجرائم والانتهاكات، ضاربة المعايير والمواثيق والقوانين الدولية عرض الحائط، وتحت أنظار دول العالم، التي تلتزم الصمت حيال كل ما تفعله دولة الاحتلال التركي.
تفاهم بين تركيا وداعش 
وبهذا الصدد؛ تحدث عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي، في مقاطعة الفرات أحمد خوجة، لصحيفتنا: “الخامس والعشرون من حزيران عام 2015 كان يوما أسودَ سُجل في تاريخ الإنسانية جمعاء، في هذا اليوم بالتحديد ارتكب داعش وبتخطيط تركي، أفظع مجزرة بحق أهالي مدينة المقاومة كوباني، وقرية برخ باتان بالتحديد، لقد كانت مجزرة بحق المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، لا يمكننا نسيان تلك اللحظات المأساوية التي مرت على شعبنا”.
وأشار: “ارتكبت مرتزقة داعش الإرهابية مجزرة وحشية بعد خمسة أشهر من انتصار مقاومة كوباني التاريخية، وبدعم دولة الاحتلال التركي، والمجزرة أقيمت انتقاماً لخسارة داعش في كوباني. لذا؛ يمكننا القول إن الاحتلال لتركي هو المسؤول عن تلك المجزرة”.
وأضاف: “مع بداية ثورة روج آفا، التي انطلقت من كوباني، ودولة الاحتلال التركي تحاول جاهدة إفشال المشروع الديمقراطي، والقضاء على مكتسبات الثورة، وعندما فشلت مخططاتها الفاشية والاحتلالية في المنطقة، باشرت بالتدخل بنفسها لتنفذ مخططاتها التوسعية والاحتلالية، ففي كوباني المقاومة كان أردوغان ينتظر وقوعها بأيدي داعش، وكان المقاتلون يبدون مقاومة تاريخية بوجه مرتزقة داعش، وبالفعل عاهدوا على النصر الذي تحقق بفضل المقاومة التاريخية، وأفشلوا المشروع التركي في السيطرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا”.
وعن دور تركيا في مجزرة كوباني، قال خوجة: “قدمت تركيا الدعم المباشر غير المباشر لمرتزقة داعش، عندما كانت تهاجم كوباني، وعندما تلقت الهزيمة المنكرة، خططت تركيا بنفسها لمجزرة كوباني، للتقليل من أهمية النصر، الذي تحقق على الإرهاب، الذي ترعاه بنفسها، ويوم ارتكاب المجزرة فتحت تركيا بواباتها لإدخال المجموعات المرتزقة، التي ارتكبت المجزرة، لتساهم بشكل مباشر في ارتكاب المجزرة بحق المواطنين الآمنين الأبرياء”.
يجب محاسبة الفاعلين والجناة
 وشدد أحمد خوجة إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي، بواجباته تجاه مرتزقة داعش المعتقلين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وعوائلهم المنتشرة في المخيمات: “داعش لم ينتهِ حتى الآن، على الرغم من القضاء عليه عسكرياً، فهو موجود فكرياً، ولديه خلايا نائمة تحاول ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، وهناك عشرات الآلاف، من مرتزقة داعش معتقلون عند قوات سوريا الديمقراطية، من بينهم النساء والأطفال، وهؤلاء يشكلون خطراً كبيراً على المنطقة والعالم بشكل عام”.
وانتقد عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات، أحمد خوجة، طريقة ممارسة ازدواجية المعايير للمجتمع الدولي، في ختام حديثه: “من الضروري اليوم أن يعمل المجتمع الدولي على دعم الإدارة الذاتية الديمقراطية، في إقليم شمال وشرق سوريا، بإقامة محكمة لمحاسبة مرتزقة داعش المعتقلين عندها، وخاصة ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، وارتكبوا المجازر بحقه، ولا بد من إيجاد حل نهائي لهذه المعضلة، لأن الذهنية، التي ارتبكت كل هذه المجازر خلال الأعوام الماضية، ما زالت تعمل على دعم الإرهاب، وتشكل خطراً على العالم أجمع، لذا نوجه نداءً للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ودول العالم، بدعم الإدارة الذاتية في محاكمة هؤلاء، وأيضاً محاسبة داعمي داعش، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي”.