سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحمد السلطان: “لا بد من وضع حد لما يجري على الأرض السورية”

بدأ النظام السوري والقوات الروسية قبل أسابيع بتنفيذ هجوم على محاور في ريف إدلب، التي هي آخر منطقة “خفض تصعيد”، لم يسيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون، والتي ما تزال تحت سيطرة المجموعات المرتزقة التي تسمى بالمعارضة السورية. وفي الأيام الأولى من الهجوم، أحرزت قوات النظام تقدماً على الجبهات، فيما يقول محللون: “إن النظام والروس لم يكونوا ليهاجموا إدلب، لولا الاتفاق على صفقة معينة مع الجانب التركي، وهو ما تكرر مرات عدة على الجغرافيا السورية”.
قرارات آستانا عبارة عن صفقات
وحول ذلك أجرت وكالة هاوار لقاءً مع نائب القائد العام لجيش الثوار أحمد السلطان حيث تحدث بالقول: “تُعتبر تركيا من الدول الضامنة لمناطق خفض التصعيد، وصمتُها عن العملية العسكرية الأخيرة على منطقة خفض التصعيد يعني أنها شريكة في الهجوم، علماً أن نقاط خفض التصعيد التركية ما زالت متواجدة في إدلب والجميع يعلم النقطة التاسعة في مدينة مورك ما زالت على رأس عملها كما هو حال نقطة السرمان، في وقت تقدّم فيه النظام السوري وروسيا بما يقارب 300 كم في تلك المنطقة الواقعة جنوب شرق إدلب”.
وتابع السلطان بقوله: “هذه المعركة التي تجري الآن في إدلب ناتجة عن اتفاقيات آستانا 12، 13 و14 حيث تم التوقيع عليها بتسليم مناطق خفض التصعيد للنظام السوري؛ ما تسبّب بنزوح أكثر من نصف مليون إنسان من ريف إدلب نحو المجهول وسط الأجواء الباردة، واتفاقيات آستانا تتضمن إتاحة المجال للنظام والروس للسيطرة على الطريقين الدوليين م4 وم5، وكل ما يجري من تصعيد عسكري روسي، سوري، إيراني يجري لتحقيق هذا الهدف. بعض الفصائل سحبت قواتها وأسلحتها ونقاطها ومستودعاتها نحو شمال غرب سراقب، وأيضاً نقل المولدات الكهربائية قبل أيام من سيطرة النظام، دليل آخر على أن هناك تخاذل من قادة الفصائل، وأولها هيئة تحرير الشام، ورغم تصريحاتهم التي صدرت عنهم بالوقوف في وجه محاولات النظام والروس”.
المنظمات تتقاعس
وحول تقاعس المنظمات الإنسانية الأممية في القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه النازحين قسراً أشار السلطان قائلاً: “هناك تخاذل من المنظمات التي تدّعي الإنسانية إذ لا تقوم بواجباتها تجاه النازحين، وغالبية شعبنا أصبح على دراية بما يُحاك ضده، ومن هو معه ومع مصالحه، ومن يقف ضده. والأهالي في إدلب مع كل أسف كانوا يقفون مع الضامن التركي ليكون عوناً لهم. لكن؛ هذا الأخير كان شريكاً للنظام وروسيا وإيران في وصولهم إلى ما هم فيه الآن. وتركيا لا زالت مُصرّة على تفريغ محافظة إدلب، كما فرغتها من قبل، بنقلهم من جبهات إدلب لمعركتها ضد شعوب شمال وشرق سوريا؟ اليوم تفكر دولة الاحتلال التركي بنقل أبناء المنطقة والمجموعات المرتزقة وإشراكهم في الحرب في ليبيا، وفتحت مكاتب لتجنيدهم برواتب مغرية. وهناك بعض الدول تريد الحفاظ على هيئة تحرير الشام أو غيرها من المجموعات الإسلامية المتطرفة في إدلب، ليكون لهم ذريعة لتدميرها وبقائها هناك، وهنا يجب القول: إن ما عجز عنه النظام السوري، قامت به هذه المجاميع المرتزقة بالنيابة عنه في سوريا وإدلب على وجه الخصوص”.
وفي نهاية حديثه؛ ناشد نائب القائد العام لجيش الثوار أحمد السلطان الثوريين والشرفاء والوطنيين في كل مكان فقال: “علينا أن نبتعد عن تنفيذ الأجندات الخارجية لأي دولة كانت، وأن نكون أصحاب كلمة واحدة، لإنقاذ ما تبقّى من أبناء المنطقة وأراضيها. وإدلب تحتضن أكثر من أربعة ملايين، كما أناشد العالم أجمع أن يضع حداً لهذه المهزلة التي أنهكت السوريين، ولا بد من وقف إطلاق نار شامل في سوريا، ويجب إخراج المحتل التركي من جميع الأراضي السورية المحتلة، حتى ننتقل إلى وضع حد للأزمة السورية، والحل السياسي هو الحل الأنسب لكل ما يجري في سوريا”.