سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحد أشهر صنّاع الآلات الموسيقية..

منذ ما يقارب خمسة وثلاثين عاماً، أنشأ “نزيه عيسى” من أبناء مدينة “حمص”، ورشته الخاصة لصناعة الآلات الموسيقية يدوياً بأغلب المراحل، ومعتمداً على بعض الآلات التي احتاجها لاحقاً؛ ليكمل عمله بجودة أعلى، وبات أحد أشهر صنّاع الآلات الموسيقية الذين صنعوا لفنانين مشهورين مثل “جورج وسوف”.
ربابةٌ على شكل كمنجةٍ
يقول “عيسى” في حديثه مع سناك سوري: «حاولت إيجاد طريقة خاصة؛ لأتميّز بها في عملي، حيث صنعت آلات موسيقية، بتقنيات وأشكال جديدة، ومنها العود، الذي صنعت وجهه من “الجلد” مما أضفى عليه صوتاً، لا يشبه الصوت المعتاد لعزف العود، ويجمع صوت البزق والقانون معاً إضافة لشكله الفريد، كما صنعت ربابة على شكل كمنجة».
ويضيف: «أحبّ التجديد في صناعة الآلة مع حرصي على تفاصيلها، وبقائها بذات الجودة»، لافتاً إلى أنّه بدأ تجربته الموسيقية في سن السادسة عشر كموهبة، ورغبة في امتلاك آلة موسيقية خاصة، ليحصل على الربابة بداية، و يتعلّم العزف عليها، تليها آلة عود قام بمحاولة تصليحها بنجاح، منطلقاً نحو محاولاته الجدية، لاكتشافها بكلّ تفاصيلها، من تصليح إلى عزف لتتحول إلى حرفة برع فيها.
عودٌ وجهُه مصنوعٌ من الجلد
يوضح “عيسى” الملقّب “أبو الطيب” لسناك سوري، أنّه لا يعتمد هذه المهنة كمصدر دخل بل، هي موهبة يمارسها بكلّ حب و دون ملل، فهو عاشق للموسيقى و الأدب، لافتاً إلى أنّ أغلب الآلات المصنوعة بداية كانت يدوية، معتمداً على جهده بشكل كامل، باستثناء مرحلة قصّ الخشب، فقد كان يستعين بها ببعض النجارين حينها، و مع تطور عمله قام بتصنيع بعض الآلات كآلة (المخرطة الناسخة) التي يصنع من خلالها مفاتيح العود، إضافة لتلك التي استحضرها كآلة “الشلة” و”الرابوب“.
يقوم ”أبو الطيب” بالعمل في المراحل السابقة جميعها لوحده، حيث أنّ إحساسه بنقاوة الآلة وإضفائه شيئاً من شخصيته الهاوية لها، يعطي القطع التي يصنعها ميّزة خاصّة مع اهتمامه، و محبته بالتفاصيل، التي قد تضيع في حال كثرت الأيادي في صناعة القطعة حسب تعبيره.
يذكر أنّ نزيه محمد عيسى “أبو الطيب”، من مواليد مدينة “سلمية”، خريج المعهد الموسيقي في محافظة حماة، وأستاذ في مادة الموسيقا، قام بصناعة الآلات لعدد من الأسماء المعروفة، كالعود الخاص الذي صنعه للفنان “جورج وسوف”، والموسيقي السوري “مهند نصر” وعدد من العازفين المتواجدين داخل وخارج “سوريا”.