أجواء من البهجة تعم على منبج احتفاءً بقدوم العيد

استطلاع / آزاد كردي –

روناهي / منبج – لا زال لعيد الفطر، أو العيد الصغير؛ كما يسميه أهالي منبج، وقع خاص على حياتهم، فيعدون العدة لاستقباله والاحتفال به ضمن طقوس خاصة بهم.

فما إن يتم الإعلان عن رؤية هلال رمضان، حتى يستعد أهالي منبج، والتجار على حدٍ سواء؛ بتقاسم أجواء العيد السعيدة؛ لتغدو أول ليلة من شهر رمضان كنهارها؛ فتزدحم الأسواق بصورة ملفتة للغاية. ومع اقتراب عيد الفطر المبارك لهذا العام، وفي الأسبوع الأخير منه، تزدحم الأسواق بشكل غير مسبوق، فتبدأ خطاه بالعزف مع أولى ساعات الصباح الباكر، وحتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل، طيلة شهر رمضان، ويحرص المواطنون من أهالي منبج؛ كما التجار أيضاً؛ على شراء حاجياتهم المتنوعة بكثرة، خاصةً الألبسة الجاهزة وحلويات العيد، ولكل واحد منهم قصته.

العيد موسم من مواسم الاقتصاد عند التجار

ومن وسط مدينة منبج؛ حيث يطل السوق الشعبي الشهير، أو السوق المسقوف، أو ما يعرف عند أهل منبج؛ بالسوق المغطى الأثري؛ قامت صحيفتنا” روناهي” برصد آراء بعض الباعة والمواطنين، حول استعداداتهم الأولية؛ لاستقبال عيد الفطر المبارك لهذا العام. وفي هذا الصدد؛ التقينا بالتاجر؛ حسام محمد علي الذي حدثنا عن ذلك، بالقول: “في الواقع هناك حركة متزايدة على شراء الألبسة بشكلٍ ملحوظ، وهي مستمرة حتى آخر يوم من رمضان. مع العلم أن أسعار الألبسة تتفاوت من سوق إلى آخر. فهي في السوق المسقوف مناسبة كثيراً؛ لقدرة المواطن ودخله المحدود، بينما الحال يختلف كثيراً في أسواق أخرى، كما في محال ساحة المرجة وسط المدينة، حيث ترتفع الأسعار مع زيادة في نوعية الأصناف وجودتها. لكن اللافت بالأمر هو الازدحام بالمارة من قبل المواطنين، مما يشجع على عرض منتجات أكثر؛ استفادة من هذا الموسم الاقتصادي”.

ومما هو مألوف في فترة العيد أن يحرص الرجال عادةً على الاهتمام بأنفسهم؛ مراعاةً لمظاهر الفرح والبهجة في أثناء القيام بالزيارات أو الاستقبال. فيعمدون إلى شراء الألبسة الجاهزة، أو أنهم يقومون بتفصيل الثياب التقليدية، أو ما يسمى بالكلابية؛ وفق تصاميم عصرية؛ بيد أن اقتناءها في الريف أكثر من المدينة. كما أن الرجال يرتادون في هذه الفترة؛ محل الحلاقة بشكل متزايد عن السابق.

يبقى العيد في مناطق الإدارة الذاتية؛ له طعم خاص

وفي هذا السياق؛ التقت صحيفتنا” روناهي” بالمواطن؛ فيصل الحسن الذي حدثنا عن وجهة نظره في الاستعدادات الأولية لاستقبال العيد خلال هذه الفترة، فقال: “كعادتها مدينة منبج، وكغيرها من المناطق السورية، تستقبل عيد الفطر السعيد، ولكن المختلف في هذا العام بالتأكيد؛ نعمة الأمن التي فقدت في سنين الحرب الماضية. حيث تجتهد الأسر بمنبج، منذ حلول رمضان في التخطيط؛ لاستقبال للعيد، الذي ينتظره الصغار والكبار بالطريقة المناسبة، حيث تجتمع النساء في بيت العائلة؛ لتباشر بتحضير؛ حلوى العيد، من كعك العيد، والمعجنات الخاصة بهذه المناسبة. كما يتفنن الرجال؛ بشراء حلوى العيد؛ لتزيين المضافة لاستقبال الضيوف بسفرة شهية بما لذ وطاب من أطايب الطعام، ولا ننسى ثياب العيد التي يجهد الآباء والأمهات؛ لرسم البسمة على وجوه أطفالهم، التي قد لا تنتهي إلا بالذهاب إلى مدينة الألعاب للأطفال”.

وتابع قائلاً: “كل تلك التكاليف الباهظة، تمر على الأسرة في منبج، وهي بحالة من عدم الاستقرار المادي؛ نتيجة لارتفاع الأسعار وتفاقمها في فترة العيد، مع ارتفاع بآجار البيوت أيضاً، يمكن القول بأن العيد يبقى في مناطق الإدارة الذاتية؛ له طعم خاص، فهو أفضل بكثير من المناطق التي تشهد صراعات على الساحة السورية، الذي لا يمكن أبداً تعويضه بآلاف الدولارات”، واختتم  الحسن قائلاً: “كل عام ومنبج وشعبها بألف خير”.

تسارع ربات البيوت إلى وضع اللمسات الأخيرة في تحضيرات استقبال العيد التي لا تكاد تنتهي من إعداد مائدة الإفطار اليومية لشهر رمضان، حتى تشرع بإعداد حلوى العيد على طرقهن الخاصة على مختلف أشكالها، من البيتفور والغريبة، مروراً بكعك العيد، أو ما يسمى الكليج؛ بلغة أهل منبج؛ وهو مصنوع من الدقيق يضاف إليه بهارات خاصة لهذا الغرض، فضلاً عن إضافة الحليب الطبيعي، كما في هذه الفترة تعكف النساء على تنظيف البيوت تنظيفاً غير اعتيادي، بحيث يغدو كل ركن من أركان البيت فواحاً بعبق النظافة وجاذباً لنظارة البهاء.