روناهي/ حلب ـ تستأثرُ قضيةُ استخدامِ العدوان التركيّ للأسلحةِ المحرمة دوليّاً بمزيدِ من الاهتمام الدوليّ، وقد أثارت صورُ الطفلِ محمد حميد (13عاماً) والذي أصيب بحروقٍ شديدةٍ؛ جرّاء تعرّضه لأسلحة تركيّة محرّمة، مشاعرَ الرفضِ والاستهجانِ عالميّاً، واُعتبرت دليلاً إضافيّاً على استخدام دولة الاحتلال التركي لأسلحة محرّمة في جرائمها بشمال سوريا. وقد وقع الحادثُ بمدينة سري كانيه/ رأس العين الحدوديّة نتيجة غارة جويّة تركيّة مساء الأربعاء المنصرم.
ففي مشهدٍ مأساويّ غير إنسانيّ، دخل الطفل الكرديّ “محمد حميد” المستشفى في تل تمر؛ ما أصاب الأطباءَ بالفزع مما شاهدوه؛ كان الطفل محمد يصرخ: “أبي، أبي، أوقف النار من جسمي، أتوسل إليك أوقفوا الحروق!”.
وذكر تقريرٌ لصحيفة “الديلي ميل” البريطانيّة، قصة الطفل محمد، الذي احترق جسده بشدة، وبات يصارع الألم والموت. وتضيف الصحيفة: “كانت حروق الطفل المتألم مروّعة تمتد من أكتافه حتى وسطه، وتشير إلى أن إصاباته ناجمة عن احتراق جسده بشدة بمادة الفسفور الأبيض”، وتصف الصحيفة ما حدث وتقول: “كان صراخ الطفل لا يُوصف، حتى إن أحد الرجال انفجر باكياً عند رؤيته”.
وأضافت: أنه رغم أنَّ والد محمد نجح في إخراجه من سري كانيه (رأس العين) ليلًا مع زوجته وثلاثة أطفال آخرين، إلا أّن الأطباء يقولون إنه يعاني من حروق تزيد على 70% من جسمه، ومن غير المرجح أن يعيشَ دون علاج متخصص”.
ووفقاً لصحيفة “الغارديان” البريطانيّة فقد أعلن مفتشو الأسلحة الكيميائيّة التابعون للأمم المتحدة أنّهم يجمعون المعلوماتِ بعد اتهاماتٍ باستخدامِ القواتِ التركيّةِ الفوسفور الأبيض الحارق ضد الأطفال في سوريا، في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة (OPCW) صباح الجمعة في بيان إنّها “كانت على علم بالوضع وتجمع المعلومات فيما يتعلق بإمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية”. وأضافت أنّها “لم تتحقق بعد من مصداقية الحوادث”، وأنّ مفتشيّة الأسلحة الكيميائيّة ستواصل مراقبة الوضع.
وبعد اطلاعه على صور للطفل “محمد”، قال هاميش دي بريتون جوردون، القائد السابق للفوج الكيميائيّ والبيولوجيّ والإشعاعيّ والنوويّ في المملكة المتحدة: “يبدو أنَّ سببَ هذه الحروقِ العميقة الأكثر احتمالاً هو الفوسفور الأبيض”. مضيفاً “إنّه سلاح مروّع، اُستخدم مراراً وتكراراً أثناء الحرب الأهليّة السوريّة. لسوءِ الحظِ، أصبح استخدامه طبيعيّاً بشكلٍ متزايدٍ”.
يذكر أن منظمة العفو الدوليّة كانت أعلنت الجمعة أنّ القوات التركيّة والفصائل الموالية لها، ارتكبت جرائم حرب شمال سوريا.
وقد أبلغ الهلال الأحمر الكرديّ في بيان أن ستة مرضى، مدنيين وعسكريين، مصابون بحروقٍ من “أسلحة مجهولة” وأنّه يعمل على تقييم ما تم استخدامه. وأضاف البيان أنّه لا يمكنه تأكيد نوعيّة الأسلحة الكيميائيّة المستخدمة، وأنّه “يعمل مع الشركاء الدوليين للتحقيق في الموضوع”.
واتهم مسؤولون بالإدارة الذاتيّة دولة الاحتلال التركي باستخدام “أسلحة غير تقليديّة” في العدوان يوم (الخميس) (قبل ساعات قليلة من إعلان وقف إطلاق النار) ودعوا المفتشين الدوليين لفحص المصابين، وذكروا أنّهم وثّقوا عدداً من الحالات المشبوهة، وكرروا الدعوةَ للمنظماتِ الدوليّةِ للتحقيقِ لافتقارهم للقدرة بمفردهم.
وانتشرت مأساة الطفل “محمد” على مواقع التواصل الأجنبيّة، وارتفعت الأصوات مطالبةً بضرورة محاكمة أردوغان على جرائم الحرب المرتكبة وعمليات التطهير العرقيّ ضد الكرد في شمال سوريا.
يُذكر أن الفوسفور الأبيض سلاحٌ يمكن استخدامه عن طريق القصف الجويّ أو المدفعيّ، ويتفاعل مع الرطوبة في الجلد بطريقةٍ تزيدُ من احتراقه، ولا يستطيع الماء إخماده.
تقرير/ رامان آزاد
