سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أبرز آثار الرقة تنتظر الترميم

لم تكن الجماعات المرتزقة تستهدف البشر فقط في هجماتها على شمال سوريا، بل انها هاجمت البشر والتاريخ والوجود، وحاولت تدمير أشكال الحياة كافة، وكانت مدينة الرقة من أكثر المدن التي عانت من همجيتهم وهي التي تزخر بالعديد من المعالم الأثرية التي شيدها الأمراء العباسيون في عهد خلافتهم نظراً إلى طبيعة مناخها وموقعها المميز في منطقة الشرق الأوسط ويعتبر “قصر البنات” من أهم المواقع فيها الذي تعرض للكثير من الانتهاكات منذ بداية الأزمة السورية.
وأكثر المجموعات المرتزقة التي كانت تحطم الآثار هي مرتزقة داعش التي حطمت جميع المعالم الأثرية ومن بينها قصر البنات الذي عمدت المرتزقة على حرق الجزء الأكبر منه، بالإضافة إلى تضرر جزء آخر جراء العوامل المناخية.
ويقع قصر البنات أو ما يسمى بقصر العباسيين في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة الرقة (الرافقة)على بعد 400 متر إلى الشمال من سور الرشيد الأثري ويحاط بسور ذي شكل دائري.
وتخلو المصادر التاريخية الموجودة من تفسير واضح لتسمية القصر بـ “قصر البنات” ما يثير الكثير من التساؤلات عن تلك التسمية.
وبني هذا القصر سنة 772م . من مادة الجص واللبن والطين المجفف بالشمس في عهد (المنصور) وأكمل بناءه (هارون الرشيد) الذي أقام فيه 12 عاماً حيث يعد من أبرز المعالم الأثرية للخلفاء العباسيين.
ويتألف القصر من باحة مربعة تنقسم إلى أربعة “إيوانات” مستطيلة الشكل طول ضلعها 100 متر ولها أبراج من الزوايا مربعة الشكل وفي وسط الباحة نافورة مياه.
ولقصر البنات ثلاثة مداخل مدخل رئيسي في الجنوب يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانبها حجرتان ومدخلان جانبيان وكما يوجد فيه مدرستان مدرسة شافعية وأخرى حنفية وبيمارستان (مشفى) بناه نور الدين الزنكي.
تقوم مديرية الآثار التابعة لمجلس الرقة المدني بتنظيف السور وما يحيط به لتعمل بعد ذلك على ترمّيم قصر البنات بالإمكانات المتاحة.
وكالة هاوار