سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إطلالة تاريخية مجتمعية على حي قدور بك بقامشلو

حي قدوربك من أقدم الأحياء في مدينة قامشلو، الذي يتميز بالألفة الاجتماعية المتماسكة، ومعالمه المميزة، التي يتصف بها عن غيره من الأحياء السكنية الأخرى في قامشلو.
سمي هذا الحي نسبة إلى اسم أولى العائلات الكبيرة التي سكنت الحي، وهو ” قدور بك بن أحمد بك بن علي بك زادة الملي”، وهو من الأحياء الكردية الشعبية القديمة، فقد تم بناؤه تلازماً مع بناء قامشلو، يقع شمال غربي الطريق العام ويحده من الشرق حي ميسلون، والذي يفصل بينه وبين حي قدوربك طريق معبد يتجه إلى سوق الهال، ومن الجنوب حي الزيتونية، الذي يشكل امتداداً لقرية محمقية الملاصقة للحدود التركية، ويحده من الغرب نهر جقجق.
ويتميز هذا الحي عن غيره بالفسيفساء السكانية المتنوعة، فيقطنه نسيج من الكرد والمحلمية، وبعض العرب الذين هاجروا من القرى المحيطة بتربه سبيه، فهو خليط من شعوب عديدة.
كما اشتهر هذا الحي بثقافة ساكنيه الواسعة، وحب ساكنيه للغناء والفلكلور الكردي، إلى جانب الطرب الممزوج بالحداثة، وأنجب الكثير من المطربين المميزين كمروان صبري، وصلاح رسول، وعدنان سعيد وغيرهم، كما تميز الحي بظاهرة التعاون بين الأهالي، حيث الألفة والمودة النابعة من نفوس تعشق حياة البساطة وتتوق إلى السعادة الحقيقية.
يضم الحي حديقة يطلق عليها الأهالي اسم (مشتل) فيها يجتمع الأهالي للترويح عن النفس، وتبادل الأحاديث الشيقة بين الجيران والأقران، ويضم الحي مدارس مختلفة منها: “مدرسة الوئام، والزهراء، وحافظ إبراهيم”، بالإضافة إلى مجموعة من المساجد وأهمها، مسجد الإمام الغزالي، ومسجد خالد بن الوليد، مسجد علي بن أبي طالب، ومسجد ابراهيم حقي، ومسجد المقبرة، والتي تُعرف بمقبرة الإسلام، التي ضمت قافلة شهداء انتفاضة قامشلو.
وكذلك دفن فيها شيخ الشهداء معشوق الخزنوي صاحب المقولة “إن الحقوق لا توهب إنما الحقوق تؤخذ بالقوة”، كما وبرز في الحي العديد من البقالات ودكاكين السمانة لتلبية مستلزمات سكان الحي، ينتشر في هذا الحي الكثير من العادات والتقاليد الإيجابية، ويعمل أغلبية سكان الحي باعة متجولين بين أحياء وأسواق قامشلو على العربة، أو على دراجات نارية ذات العجلات الثلاث، وأغلبية السكان من ذوي الدخل المحدود.