الواقع الزراعي في الرقة مُعاناة وحلول تُلوح في الأفق

تقرير/ صالح العيسى –

روناهي/الرقة ـ تعرضت كافة المرافق العامة والبنية التحتية في الرقة للتخريب والدمار من جراء أفعال المرتزقة وتراجعت الزراعة لدرجة لم يسبق لها مثيل على مرِّ السنين فقد كانت الرقة السلة الغذائية الأولى لسوريا أما بعد ما مرّت به فقد تدنى الإنتاج الزراعي في المنطقة لأسباب عدة كشح البذور الممتازة، ونقص الأسمدة وغلاء أسعارها، ناهيك عن انقطاع ري المضخات فمعظم الحقول الزراعية تعتمد على ري المضخات التي قام المرتزقة بتفخيخها وتخريبها مما أدى إلى تضررها بالكامل.

وبالرغم من إصلاح المضخات وتوفر الأسمدة في الوقت الحالي، إلا أن الأهالي مازالوا يعانون من تدهور الزراعة فهذا العام قد تضررت محاصيلهم الزراعية بالكامل أولاً، مما أجبرهم ثانياً على إنفاق ما يدَّخرون من مال لشراء الأدوية التي لم تغنِ من جوع لمكافحة الأوبئة كالدودة الشوكية التي عاثت فساداً بموسم القطن من جهة، وشراء المخصبات التي تَبيّن أنها لا تصلح للاستعمال من جهة أخرى.

معاناة حقيقية للمزارعين فهل من آذان صاغية؟؟؟

ويُعتبر فلاحو الريف الشمالي والغربي للرقة هم الأكثر تضرراً، و قد أجرت صحيفتنا عدة لقاءات مع بعض الفلاحين ومنهم إ.ج الذي قال: “تعتمد الأراضي الزراعية الموجودة في مشروع بير الهشم في الريف الشمالي للرقة على ري المضخات الذي يعتمد بدوره على الطاقة الكهربائية، وقد بدأت المضخات بالعمل في شهر أيار المنصرم مما أجبرنا على تأخير زراعة القطن، حيث استهلكنا جميع مدخراتنا المالية لشراء الأسمدة والمخصبات في بداية الموسم، وفي شراء الأدوية لمكافحة الدودة الشوكية التي فتكت بالمحصول فلم نترك نوعاً من أنواع المبيدات إلا وقمنا باستخدامه ولكن بدون جدوى، مما أدى إلى تراكم الديون على عاتقنا نحن كفلاحين ولم نتلقَ أي دعم من أية جهة، على عكس المشاريع الزراعية التي تُروى أراضيها على ري القنوات التي تستمد مياهها من النهر مباشرةً دون الحاجة للضخ التي تسمى باللهجة العاميَّة ري الراحة، ونناشد لجنة الزراعة في الرقة لتمد لنا يد العون عن طريق توفير الأسمدة والبذور ذات الجودة العالية وبأسعارٍ مدعومة مؤجلة الدفع.

أما بالنسبة لفلاحي الريف الغربي فالمعاناة ذاتها حيث ذكر أحدهم: “لم نتلقَ أي دعم زراعي من أي جهة كانت، حتى أن وضع الري مُزرٍ جداً، فبالنسبة لصيانة قنوات الري فعندما تصاب إحدى القنوات بكسر نجد أن فرق الصيانة لا تستجيب أحياناً إلا بعد مرور شهر أو أكثر من إبلاغهم بذلك الكسر، أما بالنسبة للفلاحين المتضررين فما من مُجيب لمطالبهم.

خطة للعام القادم هل تفي بالغرض؟؟؟

من جانبها وضعت لجنة الزراعة خطط عمل للعام المقبل بهدف أن يتفادى فلاحو الرقة ما عانوه هذا العام.

وقال عضو لجنة الزراعة والري السيد عيسى الحمادين: “تسببت الإصابات الحشرية بتضرر محصول القطن هذا العام مما أدى إلى تراجع الإنتاج بشكل ملحوظ حيث اضطرَّ الأهالي لإنفاق مبالغ مالية فاقت التصور للنئي بالدودة الشوكية عن أرزاقهم دون جدوى، وذلك بسبب قلة الوعي لدى أهالينا الفلاحين حول كيفية استخدام المبيدات ومتى تُستخدم أما من جهة أخرى فالعوامل الجوية قد أسهمت في خلق البيئة المناسبة لتكاثر تلك الآفة فكانت الخسارة فادحة للفلاحين الذين أنفقوا كلما في حوزتهم من أموال ظناً منهم إنها ستعود ضعفها، لكن لسوء الظروف التي كانت بداية زراعة موسم القطن من حيث تأخر مياه الري بسبب أعمال الصيانة وشح الأسمدة وأسعارها الكاوية هذا أن توفرت وكل ذلك كان سبباً لانتشار هذه الدودة الشوكية.

وأشار الحمادين: “أما الآن فقد أعددنا خطة زراعية داعمة للفلاحين وهي كما يلي 55% من الحقول الزراعية ستخصص لزراعة القمح بنوعيه الصلد والطري، 10%لزراعة الشعير بأصنافه كافة و5% تخصص لزراعة البقوليات كالعدس والفول وغيرها.

وستلعب لجنة الزراعة دورها بإمداد الفلاحين بكافة المستلزمات الزراعية من بذور وأسمدة ووقود لمحركات ضخ المياه التي يعتمد عليها بعض الفلاحين لري أراضيهم الزراعية وبأسعار مخفضة ومدعومة وأعلن عن هذه الخطة منذ بداية الشهر المنصرم.

 وأضاف الحمادين: “قمنا بتوزيع جزء من البذور المعقمة وما زالت أعمال التوزيع مستمرة وبعد الانتهاء من توزيع البذور سنقوم بتوزيع مادة المازوت”.

وتابع حديثه “نتيجة لخسارة الفلاحين في المحاصيل رأينا أن تخفيض رسوم الري سيكون فعَّالاً في هذه المرحلة بالذات لذلك قمنا بتخفيض تلك الرسوم من 2000ليرة سورية إلى 1000ليرة سورية للأراضي المروية بالراحة، وذات التكلفة بالنسبة للأراضي التي تروى بالمضخات بإضافة 500ليرة سورية كرسوم صيانة، وتمتد شبكة قنوات الري لآلاف الكيلو مترات وتحتاج هذه الشبكة إلى صيانة دورية ناهيك عن صيانتها بعد أعمال التخريب التي قام بها عناصر المرتزقة، وهذا التخريب طال المضخات أيضاً حيث عملنا على صيانة المتضررة منها وعددها خمسة عشر مضخة”.

توعية الفلاحين ضمن ندوات توعوية

ونوه: “أن استخدم بعض الفلاحين المبيدات الحشرية بشكل عشوائي دون العودة للمختصين، ومهمة لجنة الزراعة هي ألا يتكرر مثل هذا الخطأ، وسيتم تنظيم ندوات توعية في هذا الصدد مما سيساهم في توعية الأهالي لكيفية استخدام المبيدات، وهذه ستكون مهمة مكتب الوقاية التابع للجنة وفيه عدد من المهندسين المختصين من ذوي الخبرة والكفاءة وسيتم تنظيم جولات توعوية في الأرياف، وافتتاح الوحدات الإرشادية في القرى.

توجد آلاف الهكتارات كمساحة حقول زراعية، ففي بادئ الأمر كان فريق العمل في اللجنة معدوداً، أما الآن فقد اكتمل عدد الأعضاء مما ساعد في توسع نطاق عمل اللجنة.

وبيّن: “لم يكن ما مر به الفلاحون سهلاً من خسائر متوالية في المحاصيل ونقص في التموين الزراعي، لكن هذا لا يعني أن نفقد الأمل ونيأس فبوضع الخطط الجديدة والعمل بها سنستطيع في العام المقبل تفادي المشاكل التي واجهت أهالينا”.

كنا نعاني من نقصٍ في الآليات لكننا تداركنا هذه المشكلة واستطعنا تأمين ما يلزمنا من آليات.

لكن المشكلة الكبرى التي تواجهنا الآن هي مشكلة مجفف الذرة، قمنا بالمطالبة به فنحن بأمس الحاجة له فكما رأينا أن الأهالي يقومون بتجفيف ما يجنونه من محصول على الأرصفة والطرقات العامة.

المرأة ودورها الريادي في الزراعة

كان للمرأة دورها في اكتشاف الزراعة منذ بداية البشرية، والآن نرى أن لها الدور الأكبر في أعمال الزراعة أيضاً، هذا ما أكدته مها عبد الرزاق العضوة في لجنة الزراعة.

وذكرت مها: “تلعب المرأة دوراً هاماً في لجنة الزراعة حيث تشارك في الندوات التي تقيمها اللجنة، وهي عنصر مهم وداعم في كافة المجالات”.