أوضحت منظومة المجتمع الكردستاني، أن الدعم العلني للديمقراطي الكردستاني لجيش الاحتلال التركي، وإشراك الحكومة العراقية عبر الاتفاقات هو موقف جدي وخطير، ودعت الجميع إلى تصعيد المقاومة الشاملة ضد الاحتلال والخيانة والإبادة.
أصدرت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بياناً، بشأن الهجمات المتزايدة لدولة الاحتلال التركي على جنوب كردستان، جاء فيه: “لقد تزايدت الهجمات الاحتلالية للدولة التركية على جنوب كردستان، ولهذا الغرض، تُرسل تعزيزات عسكرية مكثفة نحو جنوب كردستان، ويفتح الحزب الديمقراطي الكردستاني الطرق الرسمية أمام جيش الاحتلال التركي، ويسلّم السيطرة على الأماكن التي يوجد فيها الجيش التركي بالكامل للجيش التركي، لدرجة أن جيش الاحتلال التركي أقام نقاط تفتيش حيثما يتواجد، وهذا يدل على أنه مع توسع الدولة التركية في هجماتها الاحتلالية، فإنها تتولى تدريجياً إدارة جنوب كردستان.”
البيان أشار إلى أن الوضع الجديد حذر وخطير للغاية: “إن الدفع بتعزيزات الذخيرة والجنود، بما في ذلك الآليات المدرعة التي تجري عبر الطرق الرسمية وبشكل علني، تدل على أن هناك اتفاقاً جرى التوافق عليه، وكانت هجمات الاحتلال التي شُنّت حتى الآن بدعم سري من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكانت الدولة التركية تشن هجمات الاحتلال على الرغم من معارضة الدولة العراقية، معتمدة على الدعم الذي تتلقاه من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكنها الآن، تشن الهجوم بإذن وموافقة الحكومة العراقية، وبات الحزب الديمقراطي الكردستاني يدعم الاحتلال بشكل علني، وهذا وضع جديد وخطير، وإننا نلفت الانتباه إلى هذا الوضع الخطير، وفي الوقت ذاته، نحذر وندعو شعبنا، والرأي العام الديمقراطي إلى توخي الحذر والمسؤولية”.
البيان أشار إلى دور الحكومة العراقية ومسؤوليتها في سياستها مع الاحتلال، والإبادة الجماعية الوشيكة: “تحاول دولة الاحتلال التركي المستبدة، التي فشلت في مواجهة مقاومة حركتنا وشعبنا، توريط المزيد من القوى في مفهومها القائم على التصفية والإبادة الجماعية حتى تتمكن من إبادة الكرد، وإحدى هذه القوى هي الدولة العراقية، حيث حاولت الدولة التركية، التي رأت أن دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يكن كافياً لاحتلال جنوب كردستان، جذب الدولة العراقية إلى جانبها، وقد تلقت الدولة التركية ضربات موجعة من الكريلا، وخاصة في خريف وشتاء عام 2023، وأدركت هذه الحقيقة بعد هذه الضربات، ومنذ ذلك الحين، تجري المحاولات الحثيثة لإشراك الدولة العراقية في مفهومها القائم على الإبادة الجماعية والاحتلال.”
الحكومة العراقية تنصاع للأوامر والإرادة التركية، هذا ما أكده البيان إذ جاء فيه: “وكان الزعيم الفاشي طيب أردوغان قد زار العراق في نيسان لهذا الغرض، وللأسف، لم تتمكن الحكومة العراقية من الوقوف بقوة أمام ضغوط الدولة التركية وانخرطت في سياسات الاحتلال والإبادة الجماعية من خلال الاتفاقات المبرمة، وقد أُعلنت حركتنا كمنظمة محظورة في العراق، حيث إن هذه المحاولة تسلط الضوء بشكلٍ ملموس على هذه الحقيقة، وإلا، لماذا يتم إعلان حركة تتمتع دائماً بعلاقة ودية وداعمة مع الدولة العراقية والشعب العراقي كمنظمة محظورة من الحكومة العراقية؟ وكيف يمكن تفسير وإيضاح ذلك؟! وتعمل الحكومة العراقية على تعزيز العلاقات الاقتصادية وغيرها من خلال بعض الذرائع وتدعي أن هذه الاتفاقية ليست لهذا الغرض، إلا أن هذا الخطاب والتعامل للحكومة العراقية ليس صحيحاً وحقيقياً، وقد عبّرنا عن ذلك في حينه، وصرحنا أنهم يريدون البدء بمرحلة خطيرة بمشاركة الحكومة العراقية، وحذرنا القوى والأوساط المعنية كافة، والآن، نرى أنه يجري تنفيذ ذلك الأمر خطوة بخطوة، وأن هجمات الاحتلال الجديدة ضد جنوب كردستان تكشف أن الاتفاقات قد أُبرمت على أساس مفهوم الإبادة الجماعية ضد شعبنا.”
البيان وفي ختامه أشار وأكد على ضرورة توخي الحذر من المخططات الاحتلالية التركية وجر المنطقة برمتها إلى التهلكة:
” نحن نعلم أنه ليس الأشخاص كلهم في العراق مع الاتفاقات الخبيثة، التي أُبرمت مع الدولة التركية، وترى الكثير من القوى الديمقراطية والوطنية في العراق أن العلاقات، التي أُقيمت مع الدولة التركية، لا تتوافق مع مصالح العراق ولا توافق على هذه العلاقات القائمة، وللأسف، تنجر الدولة العراقية على يد الحكومة العراقية الحالية للانخراط في المفهوم المناهض لشعبنا وحركتنا، ولا يجري إبداء موقف قوي ضده، وهذا يشكل تقصيراً جاداً بالنسبة للعراق، وهو في الوقت ذاته يشكل أيضاً خطراً جاداً، ولذلك، لا بد من إبداء موقف سياسي أقوى لإنهاء هذه العلاقات التي لا تصب في مصلحة العراق، كما أن العلاقات التي أقامتها الحكومة العراقية مع الدولة التركية ليست بالتأكيد في صالح الدولة العراقية وشعبها، وتزايد هجمات الاحتلال على جنوب كردستان دليل على ذلك، ومن المهم أن يرى العراقيون هذه الحقيقة، وينبغي للمثقفين العراقيين، على وجه الخصوص، أن ينتفضوا ضد هذه التوجهات التي تخلّ بأجواء الأخوة، وعليهم إعلام المجتمع العراقي بهذه القضية”.