“المخترعة الصغيرة”.. وكالة ناسا تطلق اسمها على حزام كويكبات

إعداد/ ميديا غانم –

أطلقت وكالة ناسا اسمها على حزام كويكبات الذي اكتُشف في عام 2000، تقديراً لتجربتها الرائدة في مختبر للعلوم بالعثور على طريقة مستمرة لمكافحة السحابة السوداء التي تغطي سماء القاهرة وعدة محافظات أخرى خلال أشهر الخريف من كل عام.

الشابة المصرية ياسمين مصطفى من مواليد مركز كفر سعد بمحافظة دمياط، وهي الابنة الوسطى لوالديها حيث تملك شقيقين وهما محمد (20 عاماً – حاصل على دبلوم فني) وإنجي (14 عاماً _ بالصف الثاني الإعدادي) وقد توفي والدها وأكملت والدتها مسيرة تربيتها هي وأخواتها، وتدرس حالياً في الصف الثاني الثانوي في مدرسة المتفوقات في العلوم والتكنولوجيا بزهراء المعادي، وحصلت على المركز الأول على محافظة دمياط في السادس الابتدائي، والمركز الثاني في الثالث الإعدادي.

بعد تفوقها في المرحلة الإعدادية بات يراودها حلم التميز والالتحاق بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا ورغم كل المعارضات التي واجهتها في الانتقال من القرية إلى المدينة نجحت في إقناع أسرتها بالانتقال إلى القاهرة واستطاعت مواجهة التحديات التي واجهتها في نقل أوراقها من الإدارة التعليمية والقطاع التعليمي التابع لها وغيرها من الأوراق التي لم تجعلها تتراجع عن حلمها.

إنجازات ياسمين

فازت بجائزة دوليّة في 2015 لاختراعها تقنية لتنقية المياه في مدرسة ثانوية في مصر، والحد من معدلات تلوث الهواء المنبعث من حرق قش الأرز بعد الزراعة الموسمية، والذي كان من أكثر الحلول المبتكرة التي قُدمت لمواجهة هذه المشكلة المسمى “طاقة قش الأرز”، وهو الاختراع الفائز بالمركز الأول في مسابقة انتل للعلوم والهندسة Intel ISEF عام 2015.

تؤكد ياسمين خلال حديثها لوكالات: “أنا من أسرة بسيطة، ووالدي متوفي مذ كنت صغيرة، هو الذي زرع فينا الطموح والاعتماد على النفس”.

وأضافت: “كنت متفوقة في دراستي وأطلع الأولى في كل مراحل الدراسة، بدأت البحث العلمي مبكراً في المدرسة من مرحلة الابتدائي والإعدادي في مدرسة كفر المنازلة المشتركة، ثم التحقت في المرحلة الثانوية بمدرسة المتفوقات في العلوم والتكنولوجيا بزهراء المعادي، وكان بداية البحث العلمي في المدرسة مع الكروب”، وتابعت بلهجتها العامية: “وكنا شغالين على تصميم بيت من مواد معاد تدويرها ومقاوم للزلازل، وشغلنا كان عبارة عن مهارة بتعلمها، وأسس نمشي عليها”.

مبيّنةً بأنه عند التحاقها بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالمعادي، بدأت رحلتها مع البحث العلمي، وحالياً تدرس تخصص هندسة بترول في middle east technical university بشمال قبرص.

وقد بدأت السحابة السوداء التي تلوث أجواء مصر في الظهور عام 1997 وانتشرت سريعاً بحيث أصبحت تمثل 42 في المئة من تلوث الهواء في مصر، ويرجع السبب الأساسي وراء هذا التلوث إلى حرق الفلاحين أطناناً من قش الأرز لعدم توافر الإمكانات اللازمة لنقله إلى مراكز إعادة التدوير ولارتفاع التكلفة المطلوبة. وتقول ياسمين إن بداية مشروعها كان البحث عن طرق منخفضة التكلفة لتنقية المياه، واكتشفت في أثناء ذلك أن المادة الأساسية المستخدمة في عملية التقطير البيولوجي هي قش الأرز.

وتضيف: إن كل المواد المطلوبة لهذه التقنية متوفرة في مصر، وتعد من المخلّفات الطبيعية أو الزراعية، مثل قش الأرز، والطحالب التي تتكون على سطح المياه الراكدة.

معوّقات المشروع

ولكن أحد معوقات تنفيذ المشروع هو ارتفاع تكلفة بناء وحدة لتنقية المياه، ومعالجة الدخان الناتج عن حرق قش الأرز، ولذلك فإن ياسمين تعمل حالياً – بحسب ما تقوله – على تصغير حجم التصميم بحيث يتمكن المزارعون من استخدامه مباشرة.

وكانت ياسمين قد تلقت عرضاً من شركة ألمانيّة لاستثمار المشروع في 2015، لكنها رفضته في ذلك الوقت، وتقول إنها ندمت على هذا الرفض وأنها تعمل حالياً على عرضه على شركات أخرى بعد الانتهاء من تعديل التصميم.

وتضيف: “قلت لنفسي في ذلك الوقت إنها مشكلة داخل مصر وسنحلها داخل مصر، ولكنني لم أجد التشجيع الكافي”.

حققت ياسمين مصطفى مركز أول عالم في معرض أنتل الدولي للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015، عن فئة علوم الأرض والبيئة، ونوهت حيال ذلك: “فوزي بالجائزة وهي جائزة مادية رمزية عبارة عن ثلاثة آلاف دولار، ولكن قيمتها كجائزة معنوية أكبر بالإضافة إلى أنها ساعدتني في الحصول على منحة دراسية لأن دي أكبر مسابقة أبحاث في العالم”.