قامشلو/ سمر عثمان ـ
لا زال دار المرأة يعمل على قدم وساق من أجل حل قضايا المرأة بالتراضي بين الطرفين، إلى جانب توعيتها بحقوقها المشروعة.
عانت المرأة السورية قبل الثورة بشكل عام من العنف الجسدي والنفسي والخضوع للعادات والتقاليد المختلفة التي تفرض عليها نمطاً من الحياة، فتكون مضطرةً لقبوله كعادات الزواج المبكر والعادات المتعلقة بإجبار المرأة على الزواج من أقاربها وظلمها في مسألة الميراث، بحيث لا تحصل على شيء من الورثة كما أنه وبعد الثورة أيضاً لم تسلم المرأة من الممارسات غير الأخلاقية والابتزاز نتيجة الأزمة السورية.
لكن الوضع يختلف في منطقة شمال وشرق سوريا فقد تأسس في هذه المنطقة أول اتحاد نسائي عام 2005م، باسم اتحاد ستار وذلك بهدف توعية المرأة والعمل على منحها حقوقها وتشكيل ما يسمى بدار المرأة، والذي تركزت مهامه في حل القضايا المتعلقة بالجنسين.
وللاطلاع على طريقة عمل دار المرأة ومهامه والصعوبات التي تواجهه وأهم الأعمال التي قام بها، كان لنا حوار مع الإدارية في دار المرأة بشمال وشرق سوريا بهية مراد، وجاء نص الحوار:
![]()
ـ كيف تكون آلية عمل دار المرأة وكيف يتعامل بشكل عام مع قضايا المرأة؟
ـ كيف تكون آلية عمل دار المرأة وكيف يتعامل بشكل عام مع قضايا المرأة؟دار المرأة مؤسسة اجتماعية مدنية يهتم بقضايا المرأة بشكل عام، مرخصة بشكل نظامي من قبل الإدارة الذاتية، ولديها قوانين تسير عليها، فهي تعمل على حل المشاكل العالقة بين الجنسين ومحاولة التصالح والتراضي بينهم وفق القوانين الموجودة لدينا.
ـ ما القضايا التي يسعى دار المرأة لحلها؟
يقوم دار المرأة بالنظر للقضايا الشرعية والقضايا الجزائية، القضايا الشرعية: تشمل الزواج، النفقة، الحضانة، المسكن، زواج القاصرات، تعدد الزوجات، وكذلك النظر في قضايا العنف الأسري، ونحيل القضايا الشرعية بعد النظر فيها وإبداء الرأي إلى ديوان العدالة الاجتماعية.
أما القضايا الجزائية والتي تشمل المخالفة لبعض القوانين كقانون تعدد الزوجات وزواج القاصرات والعنف ضد الزوجة من قبل الزوج، فتحال إلى النيابة العامة للنظر فيها وإصدار الحكم من سجن أو غرامة.
ـ ما المشكلات التي تعترض عمل دار المرأة؟ وهل يصطدم عمل دار المرأة مع التقاليد والأعراف الموجودة في المجتمع؟
أبرز المشكلات التي واجهت عمل دار المرأة كانت بعد إصدار القوانين التي تمنع تعدد الزوجات وزواج القاصرات ومنع العنف بشكلٍ عام ضد المرأة، وذلك بعدم تقبل المجتمع لهذه القوانين، حيث تنتشر ظاهرة تعدد الزوجات وزواج القاصرات وخاصة في المناطق الريفية التي يتم تزويج الفتاة فيها دون سن الثامنة عشرة، ويلجأ بعض الأهالي إلى استصدار شهادة ميلاد مزورة تثبت أن عمر الفتاة تجاوز الثامنة عشرة، وإحدى هذه الحالات كانت لفتاة قام أهلها بتزويجها ليتبين فيما بعد أن عمرها كان خمسة عشر عاماً، وأصبح لديها طفل في عمر السادسة عشرة ولديها خلاف مع زوجها وتطالب بمسكن لوحدها، فهي طفلة ولديها طفل فكيف تتعامل مع هذا الطفل في هذا العمر الصغير، فهذه حالة من حالات كثيرة عرضت علينا في دار المرأة.
ـ في موضوع الطلاق بين الزوجين كيف يتم حل الأمر؟
لا يوجد طلاق في دار المرأة، إنما يقتصر عمل دار المرأة على جمع الطرفين المختلفين ومواجهتهما ومحاولة الإصلاح بينهما من خلال لجان الصلح، فنسمع رأي الطرفين في القضية ومن ثم نجمعهما في جلسة واحدة بمحاولة الإصلاح بينهما، فإذا أصر الطرفان على الطلاق يتم إحالتهم إلى ديوان العدالة الاجتماعية (المحكمة) للحكم في القضية.
– هل يقتصر عمل دار المرأة على القضايا التي ذكرتها كالزواج والطلاق وحل القضايا الأسرية؟
بالإضافة إلى القضايا التي ذكرتها والتي يعمل دار المرأة على حلها فإننا نقوم بحملات توعية، من خلال المحاضرات في المراكز الثقافية والمنابر الإعلامية للتعريف بحقوق المرأة، والقوانين الجديدة التي أصدرتها الإدارة الذاتية بما يخص قضايا المرأة، فكان لنا محاضرات ودروس في الكومينات والأكاديميات ومؤتمرات تهدف جميعها بشكلٍ عام للتوعية بحقوق المرأة، ومحاولة تغيير النظرة المجتمعية السائدة عنها.
-هل يوجد عدد معين لمراكز دور المرأة في منطقة شمال وشرق سوريا وأين تتمركز؟
يوجد في مقاطعة قامشلو حوالي عشرة مراكز، تتركز في معظم المدن الرئيسية كـ عامودا، تربه سبيه، جل آغا، ديريك، تل حميس، تل كوجر، تل براك، كركي لكي، قامشلو، ويوجد دار للمرأة للشعب السرياني (عشتاروت).
أما في مقاطعة الحسكة فيوجد أيضاً عشرة مراكز كـ الحسكة، تل حجر، عشتار، درباسية، سري كانيه، زركان، تل تمر، عريشة، شدادة، هول، مخيم واشو كاني تشكل بعد احتلال النظام التركي لمدينة سري كانيه.
ـ كلمة أخيرة عن دار المرأة أو الرسالة التي تريدين توجيهها؟
دار المرأة كما ذكرت في بداية الحديث مؤسسة مدنية تعنى بشكل عام بقضايا المرأة وتعمل على إصلاحها، وتقوم بدورها في مجال التوعية ومحاولة نشر ثقافة الحوار بين الأسر.
