استمرار الندوات الحوارية لمجلس المرأة السورية

قامشلو/ رشا علي –

قام مجلس المرأة السورية بإطلاق حملة في نهاية العام المنصرم التي ما زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي، وستنتهي عند تحقيق أهدافها.

حققت المرأة في شمال وشرق سوريا نجاحات عديدة في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، وتولت مناصب ريادية في مفاصل الإدارة الذاتية، وباتت مهارتها في فن الإدارة وإتقانها جلية للجميع. وفي هذا السياق ألقت نساء مجلس المرأة السورية في مدينة قامشلو سلسلة من الندوات الحوارية للشعوب الكردية والعربية والسريانية والإيزيدية، في مناطق شمال وشرق سوريا.

الهدف من الندوات

وبخصوص تلك الندوات الحوارية التي تُلقى من قبل مجلس المرأة السورية التقت صحيفتنا مع “مكية عز الدين حسو” عضوة لجنة العلاقات في مجلس المرأة السورية، وأشارت في حديثها إلى أن الشعب في إقليم الجزيرة مكون من عدة شعوب وأطياف وإثنيات ومذاهب، يعيشون في منطقة واحدة مشكلين لوحة فسيفسائية، ولكن لا يعلم شعوب هذه المنطقة إلا القليل من المعلومات عن العادات والتقاليد واعتقادات بعضهم البعض.

 وقالت مكية: “مثلاً كنا قديماً لا نعلم عن الشعب الإيزيدي إلا القليل، وهدفنا من هذه الندوات والفعاليات عن المذاهب والقوميات والأديان للمؤسسات النسوية وجميع الشعوب في المجتمع السوري، التعرف على القوميات والعادات والتقاليد والثقافات المشتركة بين كافة الشعوب”.

التعرف على الشعب السرياني والإيزيدي

وبيَّنت لنا مكية بأن مجلس المرأة السورية يرغب في أن يعرف جميع طبقات الشعب نقاط الاختلاف والتشابه، وأنهم يدعون الجميع للحضور والمشاركة في المحاضرات.

ونوهت مكية: “في البداية بدأنا بندوة عن القومية الإيزيدية كشعب إيزيدي وعاداته وتقاليده وثقافته ومن أين أتت، وتعرفنا على الديانة الإيزيدية، فوجدنا أن الشعب الإيزيدي هو من أكثر الشعوب المسالمة، ولم يعتدوا على حقوق غيرهم وهم أصحاب العدالة، والمرأة الإيزيدية هي الأكثر تشبثاً بأرضها وأسرتها”.

وتابعت: “إن استمرار هذه السلسلة من الندوات كانت عن تاريخ السريان، وما هي أصولهم وأين استقروا في البداية وتاريخ لغتهم، تعرفنا على الكثير من المؤسسيين والكنائس العالمية، فوجدنا بأن المجتمع السرياني كان يعيش في بلاد الرافدين بمنطقة الهلال الخصيب وكان لديهم إمارة في مناطق حمص على جوانب الأنهار، ولديهم لغة رسمية خاصة بهم”.

وجود علاقات اجتماعية

وأكدت مكية بأن الحملة تستهدف الشخصيات التي تكون ملمة بالثقافة العامة قائلةً: “كل شخص مثقف من شعبه يقوم بشرح تاريخ شعبه وثقافته، وأما تقبل الشعوب لهذه الحملة كانت جيدة، فعند إعطاء ندوة يتواجد فيها من مختلف الشعوب”.

وعن قيام هذه الندوات الحوارية ذكرت مكية بأنها تقام دائماً في مدينة قامشلو، بسبب وجود كافة الشعوب المختلفة في إقليم الجزيرة ووجود علاقات اجتماعية مشتركة بينهم.

واختتمت “مكية عز الدين حسو” عضوة لجنة العلاقات الاجتماعية حديثها قائلة: “نحن كمجلس المرأة السورية هدفنا هو العيش المشترك وثقافة السلم الأهلي والعيش معاً، والبعد عن التفرقة بين الشعوب”.

توعية الشعب

وفي السياق نفسه التقينا مع “كوهار خجادوريان” مسؤولة دار المرأة عشتاروت ونائبة بالاتحاد السرياني النسائي، وضحت لنا في حديثها بأن تنظيم مجلس المرأة السورية لهذه الندوات الحوارية هدفه توعية كافة الشعوب، وقالت: “من خلال هذه الندوات الحوارية نتعرف على تاريخ وقوميات ماضي وحاضر شعوب المنطقة العربية، الإيزيدية، الكردية، السريانية والأديان الإسلامية والمسيحية”.

واختتمت كوهار بالقول: “أتمنى أن تكثر من هذه الحوارات والندوات، لأجل توعية الشعب أكثر ليعلم النقاط المشتركة والمختلفة بين كافة الشعوب”.

والجدير بالذكر بأن مجلس المرأة السورية عقد ندوات عن الشعوب الإيزيدية والسريانية والعربية، وستستمر هذه الندوات حتى التعرف على جميع شعوب المنطقة.