نساء منبج؛ لا بديل عن المشروع الديمقراطي لحياة حرة وكريمة

منبج / آزاد كردي-

أكدت نساء منبج أنهن رفعن سقف المقاومة والنضال عبر تضامنهن مع القوات العسكرية لمواجهة هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته التي تزداد وحشية وشراسة كل يوم على ناحية عين عيسى وباقي مناطق شمال وشرق سوريا.

الاحتلال التركي ومرتزقته الذين يعيثون فساداً في الأرض، باتت أهدافهم واضحة للعالم أجمع ولا سيما في المناطق التي احتلوها من سوريا. وتمكنت النساء لأول مرة في تاريخ سوريا من إبداء رأيها بشكل واضح وصريح عما يحدث من جرائم بحق الشعب السوري من مؤامرات تحاك خلف هجماته المتكررة لاحتلال المزيد من المناطق السورية، في مقابل ذلك تبرز أهمية الحفاظ على مكتسبات ثورة روج آفا وشمال سوريا وحمايتها إلى جانب تقديم الحلول الفاعلة والبنّاءة لمواجهة هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها أيضاً.

وبهذا الصدد، أجرت صحيفتنا “روناهي” استطلاعاً للرأي مع عدد من نساء منبج حول الاعتداءات التركية ومرتزقتها على مناطق شمال وشرق سوريا.

جرائم بشعة من صناعة الاحتلال التركي

بداية، أشارت فادية رسول إلى هدف المحتل التركي على الأراضي السورية قائلةً:”حين نتحدث عن مناطق شمال وشرق سوريا وأهميتها الجغرافية وما حققته من أمن وأمان واستقرار فرضته انتصارات قوات سوريا الديمقراطية؛ من هنا بدأت أطماع الاحتلال التركي في مناطقنا وفي مدينة عفرين بهدف نسف كل البناء الهرمي الناجح للإدارة الذاتية على مدى سنوات”.

وأكدت فادية بالقول: “إن الاعتداءات التركية خطر على وحدة الشعوب التي تسعى لإحلال السلام في ربوع سوريا بعد أزماتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وأوضحت أن الاحتلال التركي يحاول خلط هذه المعطيات وإن آثارها تتبين بتهجير وتشريد السوريين من بيوتهم وقتل الأطفال والنساء بأبشع الجرائم التي يرتكبها بحق السوريين ناهيك عن الاعتداء والخطف والنهب والسرقة، ولا زال يهدد ويحاول توسيع مناطق نفوذه وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية البائدة”.

فيما نوهت فادية: “إن الاحتلال التركي لا يتوانى لمرة واحدة عن كسر مشروعنا (مشروع الأمة الديمقراطية) الذي يخدم جميع فئات الشعب ولا يخدم أطماعه القومية والاحتلالية”.

واختتمت فادية رسول حديثها بالقول: “يريد الاحتلال التركي أن يكسر إرادة المرأة وإخماد جذوتها للتحرر على الأخص، فهي تحمل إرادة للحياة من خلال قدرتها على قيادة المجتمعات ونضالها ومكافحتها للتحرر والحياة”.

ثورة روج آفا تصحيح للمسار الوطني

من جهتها، أوضحت نسرين العلي قائلةً: “إن تجربة الثورة التي قادتها الشعوب في ثورة روج آفا لا تزال مستمرة حتى الآن، فالشعوب السورية انتفضت في ثورة روج آفا لإسقاط الظلم عنها حين قام الشعب السوري بثورته في درعا لكنه لم يكمل المسيرة لتحقيق المطالب الشعبية”.

وأشارت نسرين: “إن سبل مواجهة الاعتداءات التركية، تبرز من خلال الإيمان بأهداف الثورة التي خرج بها الشعب لنيل كرامته وعيشه بالحرية والمساواة، إن ارتباط الشعب السوري بالقيم الأخلاقية التي تجسد إيديولوجياً التعايش المشترك عبر فلسفة أخوة الشعوب اعتماداً على قاعدة جماهيرية عريضة هو المأمول للشعوب الحرة، مما يتطلب توضيح الأنظمة الفاسدة التي جلبت الاحتلال والاستغلال والاستعمار والسلطة”.

واختتمت نسرين العلي حديثها: “ينبغي على شعوب شمال وشرق سوريا تنظيم أنفسهم حتى يستطيع استكمال النضال والمقاومة من أجل عدم إعطاء أي فرصة للاحتلال التركي أن يأخذ موقعه في وطننا ومجتمعنا. وأخيراً لا يمكن إغفال دور المرأة في قيادة ثورتها التي حققت الكثير من الأمور بالنسبة للمرأة على الأخص، وهذا يدعو لمتابعة تنظيم نفسها أكثر”.

حماية المشروع الديمقراطي من براثن النظام الاستبدادي

بدورها تحدثت غادة عبد الحميد: “إن ثورة روج آفا وشمال سوريا التي استشهد فيها الآلاف من الشهداء والشهيدات، وجبت علينا أن نحافظ عليها بالاستمرار في السير على هذا النهج الذي قدمه الشهداء بالتضحية والفداء. فلأول مرة استطاعت كافة الشعوب الوقوف جنباً إلى جنب من أجل تحرير أرضهم من المرتزقة مما يسمى بالجيش الوطني أو مرتزقة داعش الإرهابي. وربما يعد هذا أكبر برهان على وقوف الشعوب لحماية المشروع الديمقراطي الذي وجدوا فيه ضالتهم المنشودة وحررهم من براثن الأنظمة الاستبدادية”.

وذكرت غادة قائلة: “من أجل أن نحمي المكتسبات، ينبغي أن نتخذ من مضمونها كأساس وأن نركز على المجتمع وتفعيل دور التدريب والحماية الذاتية كونها من أكثر الأمور التي تبرز أهميتها في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار”.

واختتمت غادة عبد الحميد حديثها بالقول: “الأمر الأهم هو العمل على تمكين المرأة من خلال تثقيفها وتدريبها على تغيير ذهنيتها وتنظيم نفسها مما يساعدها على إبراز نفسها في مجالات الحياة كافة”.