كوبانيّات مُتمسكات بتراثِهن ويحمينَه من الاندثار..

تقرير/ سلافا أحمد-

روناهي/ كوباني – لا تزال نساء كوبانيات يحافظن على تراثهن من الاندثار من خلال الحفاظ على الأدوات التي ورثنها عن أسلافهن، وممارسة حِرفهن بين الحين والآخر.

تشتهر النساء الكرديات بذوقهن الرفيع بصناعة الحرف اليدوية الجميلة المختلطة بذوقهن المميز ودقة تفننهن، وبذلك يحافظن أيضاً على تراثهن من الاندثار، حيث لا تزال نساء كرديات يحافظن على تراثهن وممارسته بين الحين والآخر، والحفاظ على الأدوات القديمة التي كان يستعملها أسلافهن في صناعة السجاد وحراثة الأراضي وهرس القمح، أي المهرسة الحجرية “دستار” وأدوات أخرى كانوا يستخدمونها في القدم لتدبير حياتهم اليومية.

التمسك بتراثهن.. ونقله من جيل لآخر

لا يزال أهالي كوباني يحافظون على تراثهم من الاندثار من خلال الحفاظ على أدواتهم التراثية التي ورثوها من أسلافهم، وأكثر من يحافظ على التراث ويحميه هي المرأة، فهي من تنقله لأبنائها وبناتها للحفاظ عليه من النسيان والضياع، ومن بين النسوة اللواتي يتمتعن بذوق رفيع في الحرف اليدوي، الأم خانم فاضل التي تبلغ من العمر 75 عاماً، ولا تزال تمارس مهنة نسج السجاد بالرغم من تقدم عمرها، ملفتةً إلى أن حبها لحرفة النسيج وتراثها جعلها متعلق بمهنة النسج حتى الآن.

وتقول خانم فاضل إنها “تمارس هذه المهنة منذ قرابة ستون عاماً”، أي تعلمت هذه المهنة عندما كان عمرها 15 عاماً، مشيرةً إلى أنها علمت بناتها وكناتها هذه الحرفة، وأنها الآن تسعى لتعليم حفيداتها الصغار.

أما الأم زليخة الأوسو من قرية خرخرا من إحدى القرى الغربية لمقاطعة كوباني، لا زالت متمسكة بعادات وتقاليد ورثتها من أمها وتحميه من الاندثار، فالأم زليخة ذات الـ 60 عاماً لا زالت متمسكة بتراثها التي ورثته من جدتها وتعمل على نقله لبناتها.

حيث تسعى الأم زليخة للمحافظة على تراثها وتعد خبز الصاج بيديها بالرغم من توفر الأفران والخبز في المدينة والقرى.

وتقول زليخة بهذا الخصوص: “إعداد الخبز بيدي له مذاق آخر، بالرغم من أن الأفران متوفرة جداً، والخبز يأتي إلينا بدون أي جهد، إلا أنني أحب إعداد الخبز بنفسي، لأن خبز الصاج له مذاق مختلف وأطيب من خبز الأفران”.

فيما لا تزال الأم زليخة تحافظ على المهرسة أو ما يسمى بالكردية وبالتحديد باللهجة الكوبانية “جوني” التي ورثتها من والد زوجها منذ قرابة خمسين عاماً، حيث يقصدها العديد من أهالي القرية لهرس القمح الذي يستخدم لإعداد شوربة اللبن، حيث تعتبر شوربة اللبن إحدى أشهر المأكولات التراثية في كوباني.

وأيضاً التقينا الأم فاطمة باكير من قرية خرخرا، والتي تبلغ من العمر 56 عاماً، وهي لا تزال تحافظ على الطاحونة اليدوية والتي تسمى بالكردية “دستار” التي ورثتها من والدها منذ قرابة ثلاثين عاماً، ولا زالت تستعملها لطحن القمح والعدس البرغل والحمص، فيما يستعير بعض أهالي القرى المجاورة الطاحونة من الأم فاطمة لاستعمالها.