مدت مركبة الفضاء أوزيريس ريكس، التي شيدتها لوكهيد مارتن، ذراعها الآلية التي يبلغ طولها 11 قدما (3.35 متر) نحو بقعة مسطحة من الحصى قرب القطب الشمالي لبينو الذي قد يقترب يوماً ما من الأرض على نحو ينذر بالخطر، والتقطت عينة الصخور، وهي أول حفنة من صخور الكويكبات البكر لناسا.
وإذا ما حدث هذا الارتطام، فإن التقديرات تشير إلى أن الطاقة الحركية الناجمة عنه سوف تساوي 1200 ميغا طن، بما يُمثّل 80 ألف ضعف الطاقة الناجمة عن القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية.
وقالت إستيل تشيرش المسؤولة عن تنفيذ مهمة لوكهيد “اكتمل جمع العينة”، وأكدت أن مركبة الفضاء ابتعدت عن الكويكب بعد إتمام المهمة. وسيرسل المسبار صوراً لمجموعة العيّنات حتى يتمكن العلماء من فحص كمية المواد التي تم جمعها وتحديد ما إذا كان المسبار سيحتاج إلى القيام بمحاولة أخرى لجمع العينات.
وإذا ثبت نجاح جمع العينة، فستعود مركبة الفضاء إلى الأرض لتصل في عام 2023. واليابان هي الدولة الأخرى الوحيدة التي أنجزت هذا بالفعل. وتأمل ناسا أن تكشف هذه المهمة النقاب عن أصل النظام الشمسي، حيث أن الكويكبات ليست سوى بقايا لتلك الحقبة التي يرجع تاريخها إلى 4.5 مليار عام مضى.
ويقع بينو على بعد ما يربو على 100 مليون ميل من كوكب الأرض، وهو عبارة عن كتلة صخرية تبدو كشجرة بلوط عملاقة، وقد تشكل في الأيام الأولى لنظامنا الشمسي، ويقول العلماء إنه قد يحمل أدلة على أصول الحياة على الأرض.
وأكد دانتي لوريتا، الباحث الرئيسي لمركبة الفضاء أوزيريس ريكس من جامعة أريزونا بتوسان في بث مباشر لناسا من مبنى دعم مهمة لوكهيد “كل شيء سار كما ينبغي تماماً.. تغلبنا على التحديات المذهلة التي مثلها هذا الكويكب ويبدو أن مركبة الفضاء عملت بشكل لا تشوبه شائبة”.
والكويكبات من بين الحطام المتبقي من تكوين النظام الشمسي منذ حوالي 4.5 مليار سنة. ويعتقد العلماء أن كويكبات ومذنبات اصطدمت بالأرض في مراحل مبكرة زودتها بالمركبات العضوية والمياه اللازمة للحياة على الكوكب، وقد يقدم تحليل ذري للعينات المأخوذة من الكويكب بينو أدلة مهمة لإثبات هذه الفرضية.